
اسعد عبد الله عبد علي
الصراع السياسي بين جمهورية ايران الاسلامية والمملكة العربية السعودية اسبابه كثيرة, لكن اشدها وضوحا هو: ان إيران ضد المشروع الامريكي في المنطقة, والسعودية هي الحليف الرئيسي لأمريكا في المنطقة, وأمريكا تحارب إيران وأدواتها في المنطقة, لذلك الصراع كان حتميا, لكن المفاجأة الآن ان يتم الصلح! حيث كانت العلاقات بينهما دوما متوترة منذ بداية الثمانينات,وقد قطعت العلاقات الدبلوماسية منذ سبع سنوات, فأتى البيان المشترك بين الرياض وطهران وبكين ليعلن أن البلدين اتفقا في مباحثات قادها رئيسا مجلسي الأمن القومي فيهما بدعم صيني على طي صفحة الخلافات بينهما, وتطبيع العلاقات التي شهدت توترات عديدة.
ويشار إلى أنه تم الاتفاق بين السعودية وإيران على استئناف العلاقات الدبلوماسية, وإعادة فتح السفارتين والممثليات الدبلوماسية في غضون شهرين، وتم التوصل إلى هذا الاتفاق عقب مباحثات جرت في بكين مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، وقد تضمن اتفاق البلدين تفعيل اتفاقية التعاون الأمني بينهما، والاحترام المتبادل, والالتزام بعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
· تصريحات تؤكد التغيير
المتابع للتصريحات الرسمية للبلدين سيكتشف التوجه الجديد, حيث جاءت تصريحات المسؤولين في البلدين لتؤكد التوجه الجديد في إدارة العلاقة بينهما, إذ قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان: "إن دول المنطقة يجمعها مصير واحد يجعل من الضرورة أن تتشارك لبناء نموذج للازدهار".
وعلى الجانب الإيراني قال وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان: "إن سياسة حسن الجوار أمر محوري, ونواصل العمل نحو مزيد من الخطوات الإقليمية"، وأضاف عبد اللهيان: "أن عودة العلاقات الإيرانية السعودية توفر إمكانات كبيرة للمنطقة والعالم الإسلامي".
· لماذا الصين؟
الكثير يتسائل عن السبب لتدخل الصين؟ وانها هي من ترعى هذا الصلح؟ حيث تناقلت الوكالات الخبرية أن الاجتماعات الأمنية السابقة كانت تهدف إلى التأكد من أن الحكومة الإيرانية قادرة على حماية المنشآت الدبلوماسية, كما تنص على ذلك الاتفاقيات الدولية، وقد قدمت طهران في هذه الصدد ضمانات كافية, كما أن السعودية أرادت ضمان احترام السيادة الخاصة بالدول وتوازن العلاقات الدولية والإقليمية، خاصة أن الرياض تعيد ترتيب علاقتها مع تركيا وإيران.
أما إيران، فقد عانت من عزلة بسب علاقاتها المتشنجة بدول الجوار، ولكن هذا التقارب سيمكن الطرفين من الحوار الدبلوماسي.
وعن تدخل الصين ومغزاه؟ فأجاب الجانب السعودي في تصريحات اعلامية: "أنها أكبر دولة تربطها علاقات اقتصادية مع السعودية ودول الخليج، وهي الشريك الاقتصادي الأكبر لإيران, وهو ما مكنها من لعب دور حيوي وضمان الأمن والاستقرار في المنطقة".
ان دخول الصين كطرف في المحادثات, لشعور الصين باهمية الجانب الامني وحلحلة الصراعات, لكي ينجح مشروعها الكبير (طريق الحرير الجديد), فان الصين تفكر بالمستقبل.
· فتح ملفات المنطقة
بعد اعلان الصلح واعادة الحوارات بين البلدين فمن المؤكد انه سيتم اعادة فتح ملفات المنطقة, وقد صرح العديد من الساسة والمهتمين بالشأن السعودي-الإيراني, من أنه يمكن أن تكون عودة العلاقة بين السعودية وإيران طريقا لفتح الباب واسعا لمناقشة كل الملفات في المنطقة، منها الأمن البحري وأمن الطاقة، وملفات سوريا, والعراق, ولبنان, وحرب اليمن، مشيرا إلى أنها فرصة مواتية لحل القضايا العالقة في المنطقة, وكل هذه الملفات الجانبين على الضد, لذلك الحوارات الهادئة يمكن أن تشكل فرصة تاريخية لحلحلة المشاكل العالقة في العقدين الأخيرين.
اما الكيان الصهيوني المؤكد انه غير سعيد بالاخبار الاخيرة, فهو يعتاش على الحروب والخلافات, فهي لا تريد أي تقارب "إقليمي – إقليمي"، بل تطمح دائما إلى زرع التقسيم بين البلدان.
مع اول خطواتي صباحا والتفاؤل يحيط وجودي بيوم مختلف ومميز, وان يكون افضل من الامس, شاهدت قطة تسحب نفسها هربا من الشارع, لكن لماذا تسحب نفسها ركزت النظر اليها! انتبهت ان رجليها ربما تعرضت لحادث دهس, فهما لا يتحركان لذلك تسحب نفسها, وقد حزنت عل حالها, وما اكثر حوادث الدهس التي تحصل شرق القناة بسبب السائقون المستهترون! حيث يقودون سياراتهم بسرعة غير معقولة, ومشاهد الفيديو تضج بحوادث الدهس التي تحصل للمارة, فعندما يغيب العقاب يستفحل الاستهتار.
وكيف يمكن ايقاف استهتار السائقون وهم لا يجدون من يكب جماح جنونهم! فلا توجد دوريات للشرطة, ولا رجال مرور تحاسب على تلك السرعة الجنونية, التي ينطلقون بها بين الازقة, مع صوت مرعب للمحركات والمنبهات, صخب مجنون يملاء الشوارع.
اختفت تلك القطة المسكين خلف كومة النفايات تحت صورة لاحد رموز السياسة العراقية, تحاول ان تخفي نفسها من الاشرار.
· رعب عجلة التكتوك
بعد ان وصلت الى تقاطع البلديات – المشتل كانت عجلات التكتوك تتسارع مع مكبرات بابشع الاغاني الغجرية, وعندما تدقق النظر لسائقيها تجدهم بملابس عجيبة, والوشم يحيط ما ظهر منهم, مع قصات شعر غريبة لا تنتمي لمجتمعنا, كانهم قد تم استيرادهم مع عجلة التكتوك! وقيادتهم للعجلة بسرعة كبيرة تجعل الناس تقفز خائفة منهم, وفجأة وقع عجوز على الارض بعد ان دهسته احدى عجلات تكتوك, وولى صاحبها ضاحكا وهارب وتارك العجوز على الاسفلت, والعجيب ان عجلة التكتوك من دون ارقام, حيث تتهاون الجهات الامنية والمختصة مع التكتوك فلا تفرض عليها ما يفرض عل السيارات, لذلك اغلبها من دون ارقام!
نحتاج لردع حكومي للمستهترين ممن يقودون عجلة التكتوك, وهذا الردع يحتاج لفرض قوانين وتعليمات تلزم كل سائقي التكتوك بتنفيذها, والا غرامات وحجز للعجلة او السجن لصاحبها.
· التدخين داخل الباص
طريقي الى منطقة باب المعظم يعني يجب اركب الباص من كراج المشتل, والانطلاق بسرعة عبر شوارع بغداد المزدحمة, لكن من الملاحظ ان الكثير من الشباب وطلاب الكليات وبعض كبار السن يدخنون السكائر داخل الباص, مع انه حالة غير اخلاقية, فمن المعيب ان تزعج من يجلس معك في الباص, وتتجاوز عل حقه, فالكل يركبون الباص بقصد الوصول لمكان, والبرلمان شرع قانون من سنوات يعاقب من يدخن في الاماكن العامة, لكن مع الاسف السلطة التنفيذية جعلت من القانون حبرا عل ورق, فاهملت وتكاسلت عن تنفيذ القانون, والذي لو طبق لتسرب شعور جيد للمجتمع بان لدينا دولة وقانون ومحاسبة حتى عل الاشياء الصغيرة, والدول القوية بدات قوتها من خلال تنفيذ القوانين الصغيرة وبعدها اصبحت قيم اجتماعية راسخة.
· الازدحامات لا تطاق
عند رجوعي للبيت صادفنا ازدحام كبير قرب مول النخيل, السيارات متوقفة والزمن يفلت منا, ان جزء من عمرنا يذبل في الازدحامات, كم نتحسر على هذه الساعات التي تهرب منا من دون ان نستفيد منها, بعد ساعة وصلنا الى بوابة السندباد لاند, والباقي طريق طويل لذلك قررت النزول والسير بعد البقاء جالسا في السيارة من دون نتيجة, وبقيت حوالي نصف ساعة اسير الى ان وصلت لموقف باص تحت جسر زيونة, وهنالك جاءت سيارة نوع كية واسعفتني وركبتها, ووصلت البيت بعد ساعتين ونصف رحلت من عمري في الازدحامات.
اهل بغداد بحاجة ماسة لمترو انفاق تخلصنا من الشوارع المزدحمة, وهو مشروع حكومي مؤجل من ثمانيات القرن الماضي, والى اليوم لا نجد الا الوعود الكاذبة.
· اخيرا
حاولت عبر سطور التحدث عن مصائبنا اليومية والتي ترتبط بالنقل وغياب القانون, ومحنة الازدحامات, والتجاوزات في الشارع وداخل الباص, نريد القانون ان يعود قويا ينظم الحياة ويحفظ الحقوق, وهو مطلب كل عراقي شريف يريد لبلده ان تتقدم, والامم تتقدم بتفعيل القانون بكل جزئياته.
مازالت الاجيال السابقة تتذكر بحسرة فاجعة ملعب الشعب عندما خسر منتخبنا الاولمبي مع شقيقه الكويتي في المباراة الفاصلة المؤهلة للنهائيات الاولمبية, حيث تقدم منتخبنا في الشوط الاول بهدفين للنجم نزار اشرف, مع تشجيع كبير من خمسون الف مشجع غص بهم ملعب الشعب, لكن حصلت الفاجعة في الشوط الثاني والذي شهد انقلاب المباراة وتحقيق الكويتيين لريمونتادا تاريخية ليفوزوا بثلاثة اهداف مقابل هدفين, وليفوزوا بتذكرة الصعود الوحيدة للنهائيات الاولمبية, لتعيش الجماهير العراقية ليالي شديدة الحزن.
هنا نحاول فهم ما حدث, ومن السبب الحقيقي في حدوث الفاجعة الكروية, وموت حلم العراقيين.
· عمو بابا يقود المنتخب
بعد ان حقق المدرب عموبابا نجاحات كبيرة في عام 1979 مع المنتخب العراقي, وكان اهمها الفوز بكاس الخليج وكاس العالم العسكري, ليستمر مع المنتخب, وكان في ذلك الزمن المنتخب الوطني والالمبي منتخب واحد, لذلك في نهاية شهر كانون الثاني استدعى عمو بابا التشكيل المناسب, والذي شهد غياب الثنائي الزورائي فلاح حسن وعلي كاظم للاصابة.
وكان مخطط من قبل الاتحاد لعب بعض المباريات الودية بغرض الاستعداد الجيد, لكن كانت هنالك خلافات كبيرة داخل الاتحاد, مع توسع تدخل الحزب الحاكم بكل شيء.
وقد خاض ثلاث مباريات ودية: مبارتين ضد نادي بولتكنيكا الروماني فاز بالاولى وخسر الثانية, ثم لعب مباراة ضد نادي الوكرين الدانماركي وفاز منتخبنا فيها,
· اقالة عموبابا
كان رئيس الاتحاد مع مؤيد البدري في تصعيد كبير ضد عموبابا بهدف ابعاده عن المنتخب, وبعد هذه المباريات الثلاثة الودية قرر الاتحاد اقالة عموبابا, بالتحديد قبل 21 يوم من انطلاق التصفيات الحاسمة, في تصرف غبي من القائمين على الكرة العراقية, وتشكيل لجنة للاشراف على المنتخب مؤلفة من شوقي عبود وواثق ناجي وزيا اسحق ومحمد ثامر وباسل مهدي, لكن اللجنة هذه وضعت صلاحياتها بيد المدرب واثق ناجي ليكون هو المدرب الاول للمنتخب.
· ثلاث وديات قبل التصفيات
لعب منتخبنا وديا مباراة ثانية ضد نادي الوكرين الدانماركي وفاز فيها 3-2سجلها نزار اشرف هدفين وحسين سعيد, ثم لعب ضد المنتخب البولندي مبارتين, تعادل في الاولى 1-1 سجله مهدي جاسم, ثم فاز في الثانية بهدف نزار اشرف, وظهر تراجع كبير في مستوى حسين سعيد وتاثر واضح لغياب فلاح حسن وعلي كاظم, مما ينذر بضعف شديد في الهجوم العراقي.
· تغييرات قبل التصفيات بايام
قبل اسبوع من انطلاق التصفيات حصلت قرارات مخيفة في محاولة لاصلاح الخلل الكبير في المنتخب, حيث قررت الهئية التدريبية المشرفة على المنتخب بقيادة المدرب واثق ناجي استدعاء المهاجمين ضرغام الحيدري (الصناعة) وجليل حنون (الميناء) ومهدي عبد الصاحب (الطلبة), كما قررت في الوقت ذاته ابعاد كل عبد الاله عبد الواحد (الزوراء) وحسن علي فنجان (الجيش) وعلي حسين محمود وفيصل عزيز (الشرطة) وحارس محمد (الطلبة) لاصابته ! في مسعى لدعم خط الهجوم الذي لايزال يعاني لغياب فلاح حسن وعلي كاظم.
وهذه القرارات كانت يجب ان تكون خلال فترة الاعداد وليس بعد انتهاء المباريات الاعدادية, وقبل اسبوع من انطلاق التصفيات.
وكانت التشكيل النهائي من 15 لاعب فقط.. وهي: رعد حمودي- كاظم شبيب - عدنان درجال - حسن فرحان(كابتن) - واثق اسود - ابراهيم علي - ناظم شاكر - علاء احمد - هادي احمد - ضرغام مهدي - عادل خضير - حسين سعيد - جليل حنون - نزار اشرف - مهدي جاسم.
· انطلاق التصفيات في بغداد
كانت المجموعة تتكون من العراق والكويت وسوريا والاردن واليمن الديمقراطي, ونص نظام البطولة تجري التصفيات بنظام الدوري على ان تقام لاحقا مباراة فاصلة بين الاول والثاني, وفاز منتخبنا في الافتتاح ضد الاردن باربعة لصفر سجلها هادي احمد هدفين ومهدي جاسم وحسين سعيد, ثم تغلب في المبارة الثانية بصعوبة على سوريا بهدف يتيم سجله نزار اشرف, ثم تعادل منتخبنا مع الكويت سلبيا, وفي المباراة الرابعة فاز منتخبنا على اليمن الديمقراطي بثلاث اهداف مقابل لا شيء, احتل العراق المركز الاول برصيد (7) نقاط بفارق الاهداف عن الكويت, وطبقا لنظام التصفيات, فقد توجب ان يلعب الاول والثاني مباراة حاسمة (بلاي اوف) لتحديد هوية الفريق المتاهل.
· مباراة النكسة
في المباراة الحاسمة عاد المدرب لاشراك الحارس رعد حمودي, فيما تراجع عادل خضير مع المدافعين مع تاثر غياب ناظم شاكر المعاقب من الاتحاد, فاسحا المجال لضرغام الحيدري لتكملة ثلاثي الوسط مع هادي وعلاء احمد ! فيما بقي التشكيل العراقي المتبقي على حاله ! توقع الجميع ان الحسم سيكون عراقيا .. وفعلا بدا منتخبنا بداية قوية .. ففي الدقيقة الخامسة استغل المهاجم نزار اشرف الفرصة التي تهيات له امام المرمى الكويتي وهز بها شباك الطرابلسي ! لتنفرج اسارير الجماهير ويشتد هجوم منتخبنا فيما انكفا الكويتيون في مناطق دفاعهم, ولاحت فرصة لحسين سعيد لتوسيع الفارق عند الدقيقة 28, بعد ان استلم كرة خاطئة من الطرابلسي انفرد بالمرمى لكنه اطاح بها عالية من فوق العارضة, واستمر الهجوم العراقي, وقبل ان يطلق الحكم صافرة نهاية الشوط الاول, اقتنص نزار اشرف كرة ثمينة اسكنها شباك الكويتيين, ليخرج منتخبنا الى الاستراحة وهو ضامن التاهل بشكل كبير.
في الشوط الثاني استمر منتخبنا في الهجوم, واضاع ضرغام فرصة لزيادة الغلة! ليحدث المنعطف بعد ذلك ! ففي تلك الاثناء, فاجانا مدرب المنتخب واثق ناجي باخراج المهاجم نزار اشرف الذي كان اكثر المهاجمين انتاجا في تلك المباراة, وادخال البديل مهدي جاسم, دون ان يكون هناك اي مبرر لهذا التبديل,بل كان عليه اخراج حسين سعيد الذي كان غير جيد في المباراة.
لتتسارع الدقائق بعد ذلك ويحصل الكوتيون على ركلة جزاء قللوا بها الفارق عند الدقيقة 61, ليضيفوا بعد دقيقتين لا اكثر هدفهم الثاني الذي كان هدف التعادل, ليضيع منتخبنا في الملعب اثر اهتزاز اعصاب اللاعبين الذين فقدوا التركيز ليمنحوا الكويتيين فرصة افضل للتحرك في الملعب, ويسجل النجم جاسم يعقوب الاصابة الثالثة التي كانت بمثابة رصاصة الرحمة لمنتخبنا, فيما كانت تلك اول خسارة لمنتخبنا مع الكويت في بغداد .
النظم الدكتاتورية داء خطير اصاب اغلب الامم, وتحت هذا النظم كان يولد نشاط ابداعي روائي, وهدفه الكلام بلسان الناس عن الهم والحلم, لكن النظم الدكتاتورية اكثر ما تخافه هو الكلام, لذلك كانت دموية ضد الادباء والكتاب, مع هذا فقد ولد كم كبير من النتاج الابداعي الروائي, والذي ظهر وهو يهتم بعالم الدكتاتورية, هذه الظاهرة التي لازمت الحياة الانسانية عل مر العصور.
ويمكن القول ان اول من كتب عن نظم الحكم الدكتاتوري هو الكاتب الارجنتيني (دومنغو. ف سارمنتو) خلال فترة حكم (خوان منوال دوروزاس), فكان كتابه فكاندو والذي طبع عام 1845 ويشير اهل التخصص له من انه: "كتاب يجمع ما بين المقالة التحليلية والرواية والسرد", ومن خلال كتابه يطرح الكاتب مشكلة جيله انذاك, وهو التعارض الكبير بين نظام الحكم الدكتاتوري, والذي يظهر على شكل (الزعيم السياسي, الطاغية, المستبد, الغاضب), الذي يقمع الحريات ويحارب الصوت الاخر, ويصفها بالبربرية في ابشع اشكالها, وبين افكار الحضارة القادمة من الغرب.
فمن خلال السرد الروائي تتم ادانه الدكتاتور دوروزاس ومنهجه القمعي الظالم, المنهج الذي تسبب في تشويه الحياة, كما هو حالنا في زمن صدام.
· مرحلة النضوج الروائي
الكتابة لا تموت, لكنها تتكيف مع القيود والوضع السائد, لتعبر عن صوت الناس بالقدر الممكن, لقد نضجت الكتابة عن الدكتاتوريات لتقدم شهادات مباشرة بصوت الناس, ووثائق لم تقدم, او اعترافات باسماء مستعارة عن جرائم ارتكبها الدكتاتور, فعمل الكتاب الروائيون على التوصيف الدقيق لفئة الدكتاتور, حيث برز في الصنعة الروائية بصفة التافه منعدم القيم الانسانية, فيتم رسم صورة الدكتاتور البشع بكل ما يحمل من اجرائم بشاربه العفن, ونياشين الخزي التي يحملها على صدره, ويصور الروائي القسوة الدموية التي يمارسها الدكتاتور, والهوس الاجرامي.
وكيف ينشر الخوف في الشوارع بل في البيوت وداخل الغرف, وكيف يطور طرق التعذيب, وكيف شكل الحياة مع الخوف والقلق من كل شيء, هذه الصور حاضرة في الرسم الروائي للدكتاتور او الحاكم المستبد المتعطش للدماء, وتحيطه حاشية من المقربين والرعاع, كل هذا المناخ يجسده الروائي عبر رسالة فاضحة للظلم وتكون رسالة خالدة للاجيال.
· الرواية في عهد دموية البعث
من الصدفة السيئة ان تكون البداية الحقيقية لعالم الرواية مع صعود عفاليق البعث للحكم, فاغلب المختصين يجعلوا تاريخ الولادة الحقيقي للرواية العراقية في منتصف الستينات على يد غالب طعمة فرمان, فهل هناك سوء حظ اكبر من ان تولد الرواية مع صعود رجالات حزب البعث لمواقع السلطة, لتتحول البلاد لسجن كبير, وكان مصدر الخوف الاكبر للبعثيون هو الكلام الحر.
فقرروا تشريع قانون رقم 206! وهو القانون الذي كان من المستحيل على المرء أنْ يكتب أيّ شيء يتعارض مع الآيديولوجية الحاكمة أو من يمثلها, وحرّموا ايضا أي نقد ضد الرئيس، واعضاء ما يسمى مجلس قيادة الثورة، أو أي هيأة رسمية تابعة لهما, وحرّموا أيضا أي نقد للثورة وآيديولوجياتها والنظام الجمهوري ومؤسساته كافة, أن ذلك القانون أطلق العنان للشرطة لكبح أي شيء من هذا القبيل.
· روايات المنفى والدكتاتورية
بسبب ظروف حروب الثمانينات والتسعينات والحصار الدولي, فكان الهرب من العراق حلا سحريا للكثيرون, ومن الطبيعي أن تتخذ رواية المنفى إتجاها متباينا، ذلك أن سارديها في المجتمعات الحرة، بعيد عن الاجهزة القميعة للدولة, بل حتى ضغط المجتمع وقيوده, فتحرروا من الدولة القميعة والمجتمع, ووجدوا الظروف المناسبة لإحباط التابوات داخل العراق. والشقة بين الإثنين، ما زالت تتسع حتى وقتنا هذا.
ان اهم الأعمال السردية في هذه الحقبة تتمثل بالاتي:
اولا: رواية القلعة الخامسة لفاضل العزاوي 1972.
ثانيا: رواية الوشم لعبد الرحمن مجيد الربيعي 1972.
ثالثا: رواية المخاض لغائب طعمة فرمان 1974.
رابعا: رواية الضحية لغائب طعمة فرمان 1975.
خامسا: رواية الرجع البعيد لفؤاد التكرلي 1980.
· نتاج روائي في ظل الدكتاتورية
في ظل نظام الحكم الدكتاتوري, وطبيعة "صدام" الدموية والتي لا تسمع للاخر, واسهل شيء عندها الاعدام, فتصور شكل ما تم طبعه من روايات, كان يجب ان تتلائم مع الوضع العام والا لن ترى النور, فقد تميزت بنصوص التجأت إلى الرمز والاسطورة, وتاريخ العراق القديم, هربا من الافصاح, للخلاص من اي ملاحقة امنية.
في بنية روائية اضافت اشكالا فنية جديدة الى السرد العربي, لكنها تحاشت الخوض في محنة العراقي في زمنها، فالقمع المباشر والسريع سيكون حاضر لكل من يتجاوز الخطوط الحمر, فكانت نصوص بررت ثقافة الحرب في بنية روائية مجدت قيم القتل والعنف، لكنها تحاشت جوهر المعاناة، فالتبس السرد ووقعت الشخصيات في لجة الغموض؛ نصوص تحاشت بشكل عام الاقتراب من المحرمات الثلاثة.. وهي: السياسة, والجنس, والدين.
نصحني احد الاصدقاء بمشاهدة فيلم The devil wears Prada وترجمته (الشيطان يرتدي برادا), لما يحمل من قيمة فنية وكم الرسائل الكبيرة التي يطلقها للمشاهدين, شاهدته والحقيقة بهرني الفيلم, حيث قام برسم صورة حقيقية لعالم الازياء والموديلات والشهرة, فاضحا الوهم الكبير الذي يغرق به الكثيرون بعنوان الشهرة, والفيلم امريكي انتج عام 2006 وهو مقتبس من رواية تحمل نفس الاسم, والفيلم من بطولة ميريل ستريب وآن هاثاواي وإميلي بلنت وستانلي توكسي، وحقق الفيلم ايرادات كبيرة جدا, ورُشح الفيلم لأكثر من 35 جائزة سينمائية، منها جائزتان أوسكار،ونال ثمانية جوائز، منها جائزة الغولدن غلوب لميريل ستريب، وجائزة أفضل ممثلة من جوائز اتحاد نقاد الأفلام في شيكاغو.
يعد من الأفلام العبقرية التي نجحت في تجسيد الحياة المعقدة والفارغة لجزء كبير من المشاهير, عن طريق عرض الصراع بين الحياة العادية وحياة الأضواء.
· مختصر قصة الفيلم
تعد ميرندا بريستلى(ميريل ستريب) أقوى امرأة في مجال الأزياء والموضة، وهي شخصية قاسية وحادة، واختبار صعب لكل من يرغب في طرق ذلك المجال، فهي لا تبالي بأحد ولا يشفع طول الخدمة لمساعديها في طردهم من العمل لدى ارتكابهم لأقل خطأ, وعلى الرغم من أن وظيفة مساعدة لميرندا هي وظيفة لا يرغب فيها من يملك قدرا من الاحترام لذاته, إلا أن الملايين من الفتيات في مدينة نيويورك يقاتلن للفوز بها، ومن هؤلاء الفتيات اندي شاتسز(آن هاثاواي) الفتاة الساذجة التي لا علاقة لمظهرها بالموضة, وتحلم بأن تصبح مساعدة لميرندا، وتدرك أن الأمر يتطلب أكثر من العزيمة والإصرار، ويتطلب معرفة الفروق البسيطة بين منتجات بيوت الأزياء وارتداء أرقى خطوط الموضة من الرأس لأخمص القدمين، وعلى الرغم من أن اندي غير مناسبة للوظيفة إلا أنها تملك ما لا يملكه الآخرون وهو رفضها للفشل, وكي تصبح اندي مناسبة للوظيفة تقرر تغيير مظهرها تماما والتشبه بميرندا في كل شيء، مما يصيب صديقها بالإحباط حين يرى مدى التغيير الذي حدث في مظهرها وطريقة تفكيرها، ولكن كلما اقتربت ماندي أكثر من عالم ميرندا البراق, كلما أدركت كم هو عالم موحش ومزيف، ويكلف ثمنا باهظا.
· افكار ورسائل
كلنا يحصل لنا ان نشعر بالملل من حياتنا, فالروتين قاتل للروح, والرتابة موت بطيء, فالخروج من مسار معتاد مطلب حقيقي, نحاول أن نتعرف على صديق جديد، نجري محادثة مع غريب، نسافر لمكان مميز، ننتقل إلى وظيفة أخرى، نمل من علاقتنا القديمة.. ونيأس من إيجاد أي بدائل، فما العمل؟ هل ينبغي أن نحاول الوصول مهما كلفنا الأمر؟ حتى وإن تنازلنا عن أسرتنا وأصدقائنا مثلًا كما كادت تفعل آندي؟
اولا: ماذا لو وجدنا الأمر يناقض ما نؤمن به، فآندي لم تكن تريد الاعتلاء على حساب زميلتها في العمل إلا أنها وجدت نفسها تفعل. لم ترد تغيير أسلوب ملبسها، لكنها فعلت. لم ترد العمل في مجلة أزياء أصلًا، لكنها فعلت.
ثانيا: متى يجدر بنا التوقف؟.. الجواب: ( قليل من الناس يعرفون متى يجدر بهم التوقف).وفي الحقيقة، هذه الجملة معبرة وصادقة للغاية. ففي الكثير من مواقفي الشخصية كنت أعرف أنه يجب عليَّ التوقف، أن أعتذر وأرحل.. أو أرحل حتى دون اعتذار.. أن أرفض.. أقول لا، أو يجب أن أنصرف الآن! لا أقصد قول هذه الأمور بشكل عام لشخص آخر، ربما نحتاج قولها أيضًا لأنفسنا حين نريد شيئًا لا يناسبنا بشدة.
ثالثا: صعوبة القرار: ولكن الخط بين الاستمرار مع تدفق الأمر وبين الاستجابة لرفضنا رفيع جدًا وهشٌ وبحاجة إلى بُعد نظر. ربما توفر لآندي في فيلم the devil wears prada التوقف والرفض، بعدما رأت حياة ميراندا الهشة والفارغة، تلك الحياة الأسرية الفاشلة، والاجتماعية المزيفة، فكان أمامها نموذجًا واضحًا وحيَّا على وحشية نتائج الاختيارات الخاطئة، فهل يمكن أن يتوفر لنا جميعًا هذا النموذج؟ هل يمكن أن نكتسب بعد النظر قبل فوات الأوان ؟
· رؤية خاصة للإنسان العادي ضد الشيطان
إن محاولتنا المستمرة في زعزعة استقرار (الانسان العادي)، ستجعل من حياتنا المختلفة التي نسعى إليها حياة بهلوانية مضطربة, وفي كل يوم ستحلم أن ترتدي برادا أو جوتشي، ولكن ماذا بعد؟ هل يمكن ان نتخلى عن الاشياء الجميلة في حياتنا مثل الاطفال/الزوجة/الاباء/الاقارب/ الهوايات/...الخ, هل يمكن أن تضحي بكل هذا من أجل بعض لقطات الكاميرا بينما يلاحقك المراسلون؟ هل يمكن أن تتنازل عن كل قيمك, من أجل أن يكتب عنك الآخرون, كم يبدو الامر سخيفا! لكن عند الاختبار يكون صعبا جدا وشاقا, حيث تخير نفسك بين جنة يتمناها الملايين, وبين رجوعك لنفسك كما كنت.
يبدو في الفيلم ان البطلة اندي بعد ان تعرفت على الشيطان متمثلا بالسيدة المديرة ذات الشعر الابيض, والتي فتحت لها ابواب الحياة المرفهة والشهرة, مقابل ان تبقى وتساند مشروعها الي الابد, لكنها رفضت حيث اكتشفت خواء حياة المشاهير.
وقد اظهر الفيلم ان الشيطان (ذات الشعر الابيض) يعيش حياة تعيسه, مع كل الكنوز والمكاسب التي يجنيها يوميا, لكنها حزين كئيب تعيس, فالبعيد عنه لا يدرك حقيقة حالته النفسية وهو وسط جنة الرفاهية, فمع انه يجد كل ما يريد, وكل طلباته تتنفذ, لكنه حزين دائما.
بعد عام 2011 بدأ استيراد عجلة التكتوك, لكن بقي استيرادها محدود وحركتها مقيدة, بسبب مخاوف من استغلالها بشكل سلبي, وكانت تمثل مصدر رزق مهم للعاطلين, لكن بعد مشاركة عجلة التكتوك بتظاهرات تشرين استطاعت ان تكسر الحظر المفروض عليها, والذي كان يقيد حركتها بين مناطق بغداد, لتصبح انتقالها اسهل بين مناطق بغداد, ولم تعد محددة بشوارع او توقيتات, حتى استفحل الامر خصوصا في المناطق الشعبية, واصبحت العصابات والافراد المنحرفين يستخدمون هذه العجلة في نشر سمومهم, فاللصوص تكون هذه العجلة خير عون لهم, وعصابات المخدرات تجد التوزيع عبر عجلة التكتوك امر مربح ومريح جدا, بل حتى توزيع الخمور (خدمة توصيل) اصبح ينجز وبنحاج عبر عجلة التكتوك!
والادهى ان يتم التغرير بالاطفال والمراهقين فيتم اختطافهم من قبل سواق التكتوك ثم الاعتداء جسديا عليهم.
كل هذا يحدث في ظل صمت مريب من الجهات الحكومية ذات العلاقة! فالأمر الحالي هو داء خطير ويهدد بتدمير المجتمع.
· اغتصاب طفلتين من قبل سائق تكتوك
خبر نشرته وكالة الشرقية الاخبارية عن قيام سائق عجلة تكتوك باغتصاب طفلتين في الخامسة من العمر في احد مناطق شرق العاصمة, هو خبر صادم لو حصل في بلد اخر لاستقالت الحكومة او تم اقالة وزير الداخلية, لكنه اصبح من الاخبار المعتادة لتكرره كثيرا خصوصا مع غياب الردع الحقيقي للمجرمين والسفلة.
هنا يجب ان يكون موقف صارم في قطع كل اذرع الجريمة, والتي تنتشر في بغداد وباقي محافظات العراق.
نشخص هنا امكانية الحد من خطر عجلة التكتوك عبر التالي:
اولا - يكمن في تقييد وتنظيم حركة عجلة التكتوك, واجبار السائقون باستحصال رخصة قيادة والحصول على رقم لعجلة التكتوك.
ثانيا - تحديد عمر السائق فلا يجوز للاطفال والمراهقين من قيادة هذه العجلة.
ثالثا - تحديد اوقات العمل لعجلة التكتوك, وتحديد مسارات للحركة.
وهكذا لن يجد مغتصب الاطفال سبيلا لتكرار جرائمه, لانه يكون مقيد ومحدد بنظام صارم, يجعل عجلة التكتوك لفقط لكسب الرزق ولا شي غير هذا.
· عجلة التكتوك وعملية توزيع المخدرات
بعد تظاهرات تشرين عام 2019 لوحظ نشاط كبير جدا لتجارة المخدرات, واستغلالها لعجلة التكتوك في عملية التوزيع, خصوصا ان القيود رفعت عن عجلة التكتوك بعد تشرين 2019, واصبحت حرة في تنقلها بين مناطق بغداد, ربعد ان كانت ممنوعة من التنقل بين شوارع بغداد.
وقد استغلها تجارة المخدرات في عملية توصيل طلبات المخدرات الى المنازل, في ضل غياب اي جهد حكومي داخل الاحياء الشعبية, فلا توجد سيطرات ولا دوريات, وقد ازدهرت تجارة المخدرات 0
الوضع خطير جدا على المستوى الاجتماعي, وحالة انتشار تعاطي المخدرات لا يمكن السكوت عليها, ويمكن الحد منها عبر بتر ادواتها, ومنها عجلة التكتوك, والتي اصبحت ذراع مهم لعصابات المخدرات, خصوصا مع غياب القوانين التي تنظم عمل هذه العجلة, حيث عمد رجال العصابات الى استغلال الاطفال والمراهقين في عملية توزيع المخدرات وايصالها لبيوت المتعاطين (خدمة توصيل).
· عجلة التكتوك وعملية توزيع الخمور
من اكبر المخاطر حاليا التي تواجه الشباب هو الوقوع في مستنقع ادمان شرب الخمر, سابقا كانت حالات نادرة ولا يمكن تعميمها, وحتى عندما يتقدم شارب الخمر للزواج يتم رفضه لانه (شارب للخمر), لكن اليوم اختلفت الامور, حيث انتشر شرب الخمر بسبب حالة الفوضى التي تعيشها البلاد, والا فحتى في الغرب ممنوع بيع الخمر لمن هو اقل من عمر 18, اما في بلدنا فتوجد خدمة توصيل الخمر عبر عجلة التكتوك لمن يدفع, مهما كان عمره, لذلك لا تتعجب ان وجدت طفل في 12 من العمر وهو يدمن شرب الخمر, فلا رقيب ولا قانون.
نحتاج للحزم الحكومي عبر تقييد عجلة التكتوك بنظام صارم, يمنع حصول هذه الامور, مثلا يمنع نقل الخمور عبرها, ويمنع تجوالها بعد الساعة الحادية عشر مساءا, هذين الامرين كفيلين بتقليل انتشار شرب الخمر, والذي هو مقدمة لكل المفاسد.
· عجلة التكتوك وتنقل اللصوص
بسبب غياب القانون, وارتفاع نسبة البطالة, وانتشار المخدرات والكحول, بالاضافة لتفكك الاسر, وارتفاع نسبة المتسربين من المدارس, كل هذه جعلت الجريمة تنتشر وترتفع معدلات, خصوصا في المناطق الشعبية! حيث تنتشر عصابات السرقة والخطف, وتعتبر عجلة التكتوك خير عون لهذه العصابات لسهولة تنقلها, وعدم توفر بيانات عنها, لذلك عند استخدامها لا يمكن ملاحقتها, والامر سهل يسير لا يخفى على الجهات الامنية, لكن الغريب ان يستمر الصمت امام ما تسببه هذه العجلة من جرائم.
ننتظر اجراءات صارمة من الجهات الامنية, في عملية فرض القانون بحق عجلة التكتوك كي لا يتم استغلالها من قبل عصابات الجريمة.
· اخيرا
هي دعوة للحكومة وللجهات الامنية وللأعلام والجهات المؤثرة لتنظيم عمل عجلة التكتوك, والقضاء على الفوضى الحالية, لما تشكله حاليا من خطر اجتماعي كبير.