
اسعد عبد الله عبد علي
منذ ان دخلت عالم الصحافة قبل 15 عام وانا اكتشف الكثير من الامور العجيبة والمخجلة المنتشرة في الوسط الصحفي, مع انه كان يجب ان تكون الصحافة العين الكاشفة لكل فساد والمدافعة عن الحقوق, لكن مع الاسف ضربت منظومة الصحافة بقنبلة الفساد, لتقلب الاوضاع وتجعل الحثالات متحكمون بها, فمن لا ينتمي للكتابة يصبح قامة من قامات الابداع, بالمقابل من يجتهد ويكتب ويدافع عن هموم المجتمع ومشاكل الامة, يكون بعيد جدا عن اي تكريم او اهتمام من قبل الجهات الاعلامية الرسمية, والتي لا تكرم ولا تهتم ولا تحتفي الا لمجاميع معينة اساسها المال والنساء وخط سياسي مندثر! في زمن لا نجد اي فعل للتصحيح من نقابة الصحفيين.
سأكتب قليلا عن عالم الصحافة الفاسد الذي يتحكم بالصحف والمواقع, والذي ينال المال والاضواء.
· صحافة الجنس
هي مدرسة صحفية شامخة في بغداد (مع الاسف), تعتمد كليا على الجنس في الكتابة او في اعطاء الفرص, فنجد مجموعة من الكتاب اغلب مقالاتهم متلاصقة مع الايحاء الجنسي, وسطورهم ملغومة بالجنس, وعندها يكرم هذا الكاتب لانه اعتبر مثقفا ومنفتحا, وقد منح بعض هؤلاء الكتاب المصابون بالهووس الجنسي مراكز صحيفة وبعضهم اصبح رئيس تحرير, والبعض الاخر اصبح يقدم برامج تلفازية, والقنوات المحلية تلاحقهم لكسب رضاهم.
مع ان نتاجهم ليس فيه اي لمسة لصنعة الكتابة, ولا هموم المجتمع, فقط الرسم الجنسي والتصوير الايحائي, بهدف جذب القارئ له, ونجح هؤلاء في هدفهم.
كان يجب على النقابة ان توجه انذار لهؤلاء المهووسين بالجنس, ثم تصدر قائمة سوداء بأسمائهم ليسقطوا ويمنعوا من نشر سمومهم, وتشطب اسمائهم من عضوية النقابة.
وقد يكون هنالك جهات خارجية تدعم مثل هذا النوع المتسافل من الكتابة, ويكون بخط مواز مع سعيهم لنشر المثلية الجنسية وزنا المحارم في الشرق الاوسط.
· صحافة الابتزاز
بعد عام 2004 برز نوع غريب من الصحافة, وهو الابتزاز, حيث يعمد الكتاب على مهاجمة كيان سياسي او مؤسسة او شخص, فلا يلجم فاه الا بالدولارات, وعندها يلزم الصمت, او يتحول الى بوق لمن هاجمه اولا! او يكتب ضد امرأة ذات مركز ولا يسكت الا ان ترضي نزواته, بعض هؤلاء المبتزين تسلقوا المواقع الصحفية الحساسة, مع انهم مجرد حثالة لا تنتمي لمهنة الصحافة الناصعة.
الغريب ان يكرم هؤلاء بدروع الابداع ويمنحوا هوية نقابة الصحفيين, وتجزل الاحزاب لهم العطاء, بل بعضهم تحول لجندي بيد سياسي ليهاجم خصومه السياسيين بهذا البوق الصحفي.
وكان يجب على النقابة ان تضع قائمة سوداء بأسماء هؤلاء الصحفيين المبتزين, وتطردهم من عضوية النقابة, كي تحمي جسد الصحافة من هذه الحثالات الصحفية.
فانظر لمستنقع الصحافة الي صنعه الحثالات ممن دخلوا الوسط بهدف نشر سمومهم وعاداتهم النتنة.
· صحافة بالدولار
ذات مرة حدثني احد الصحفيين المشهورين جدا, انه يكتب مقابل المال, ولا يوجد عنده في الكتابة اتجاه سياسي او عقيدة ثابتة, بل قال لي بسخرية: "حتى لو طلب من الشيطان ان ادافع عنه بمقال مقال المال لفعلتها", فالمال هو الدافع للكتابة فقط, لذلك نجد بعض الصحفيين كل يوم هم في جهة احيانا تجهده اقصى اليمين, وثاني يوم تجده اقصى اليسار, يهاجم كيان ثم بعد ايام يدافع عنه, وهذا الامر اسقط عن الصحافة دورها الرقابي, للتحول الى سلاح بيد الفاسدين واصحاب رؤوس الاموال.
النقابة لا تهتم ولا تضع مؤشرات لما يجري, وكان حري بها وضع قائمة سودا بأسماء الصحفيين عبيد الدولار, كي يسقطوا من ذاكرة الامة ويتم ابعادهم عن هذه المهنة الشريفة.
· مجاميع بعثية
لا يخفى تغلغل بقايا البعث داخل الجسد الصحفي, حيث تمنحهم مراكز قيادية في الصحف والوكالات الخبرية تحت عنوان انهم يملكون الخبرة الصحفية, مع انهم اشد الناس خطرا على العراق الجديد بعد اجتثاث حزبهم وقيادتهم, فكم من صحفي لها عشرات المقالات وهو يتغنى بحب الطاغية صدام في صحف النظام العفلقي يصبَح رئيس تحرير! وكم من صعلوك بعثي كان مهووس بدعم حروب الطاغية يتحول لقلم مدافع عن الديمقراطية! وكم من شاعر سخر شعره لمدح صدام يتحول لناقد وكاتب ويتحول لقامة صحفية, وكل سنة يتم تكريمه!
كان على النقابة ان تصدر قائمة سوداء بمنع الصحفيين البعثيين, وشطب اسمائهم من عضوية النقابة, الذين كان لهم نشاط ملحوظ لخدمة نظام صدام.
وخطرهم يأتي من حقدهم على التغيير لذلك عملوا على نشر الفساد في المؤسسات الاعلامية, فكانوا يحاربون الصحفي النزيه ويدعمون كل فاسد.
· وكالات وصحف دكاكين دعارة
من المظاهر المخجلة التي برزت في الوسط الاعلامي هي تصدي بعض القوادين للعمل الصحفي! اتذكر عجوز سبعيني ببدلة غريبة وشاربين كشوارب القوادين في الافلام المصرية القديمة, وهو ينجح في افتتاح ثلاث صحف ومراكز اعلامية في المحافظات, وكل هذا تم بالاعتماد على النساء, فكان يحصل على الاعلانات التي تدعم صحفه وتوفر ايرادات كبيرة, ويحصل على منح ودعم عبر توفير النساء للجهات الداعمة, بل حتى طباعة صحفه كانت بالمجان, وكل هذا ببركة بيت الدعارة الذي يملكه, وكل شابة صحفية تعمل عنده تكون مخيرة بين ان تصبح مثل ما هم عليه او تترك العمل.
كان على النقابة وضع قائمة سوداء بأسماء هؤلاء القوادين, وشطب اسمائهم من عضوية النقابة.
· اخيرا:
هذا المستنقع الصحفي كان يمكن ان يجفف, فقط لو عملت نقابة الصحفيين بدورها المطلوب ومسؤوليتها, لكن التهاون الكسل واللامبالاة جعلت الامور تستفحل وتكون خارج السيطرة, واليوم هذا هو واقع حال البيئة الصحفية في العراق, ونحتاج من الاقلام الشريفة ان تضغط على النقابة كي تعمل ما هو بمقدورها.
عندما أعود بالذاكرة لعام 1996 في أيام الحصار اللعين, حيث كنا نعمل مع العم أبو رياض في سوق بغداد الجديدة, أنا وحسن وحيدر وناجي, وكانت وسيلة التنقل لأغلب الناس هي باص المصلحة, ذات اللون الأحمر, التي تنقل الناس بأجور رمزية, كانت العون الكبير لنا ولفئة واسعة, وكانت خطوط مصلحة نقل الركاب تصل للأطراف, ولليوم أتذكر جيدا باص المصلحة ذات الرقم 117 تنقلنا من بغداد الجديدة الى منطقة المعامل, وهي تعمل بخطوط متناوبة ومن الصباح والى المساء, مما أعان الطلاب والموظفين والكسبة والعمال.
بعد زوال الطاغية صدام كانت الاحلام كبيرة وكثيرا بغد زاهر, بان تكون هناك خطوط نقل بتوقيتات ثابتة وبأجور رمزية, لتنقذ الناس من جحيم أجور النقل, التي تشكل عبئ كبير على الفئة محدودة الدخل, وبعضهم تمادى بالحلم فحلم بمترو انفاق يصل بنا الى كل مكان في العراق وبأجور رمزية.
لكن مع تقادم سنوات عهد الديمقراطية, تبخرت الأحلام وتحولت لكوابيس, فحتى حافلات نقل الركاب التي كانت متوفرة في عهد الطاغية, تم الغاء خطوطها والتي كانت تتجه للمناطق الفقيرة, كسياسة حكومية غريبة عجيبة في اهمال الفقراء والبسطاء, في عهد الحكم العراقي الظالم.
· منطقة اطراف بغداد والحاجة لخطوط مصلحة نقل الركاب
تعتبر المناطق من حي العبيدي, وحي الرئاسة, وحي الشهداء, وحي النصر, وحي العماري, وصولا لمنطقة المعامل, هي من الإحياء الشعبية الفقيرة وذات الكثافة السكانية كبيرة, وكان أهلها ينتظرون الفرج بزوال صدام وحكمه وان تنصفهم الحكومات الجديدة, لكن مع الأسف تبخرت الأحلام, ولم تحقق هذا الحكومات المتعاقبة شي مهم, بسبب الإهمال والفساد, فقط تهتم الطبقة الحاكمة بأصوات هذه الإحياء, فتكثر زياراتها في موسم الانتخابات للضحك على الناس, وبعدها يختفون الى الانتخابات اللاحقة.
فهذه الاحياء الفقيرة من أهم من يعاني سوء الخدمات, ومنها أجور النقل الأهلي المرتفع, لذا على الحكومة توفير حافلات نقل الركاب بأجور رمزية لهذه المناطق المعدومة, فهل من العدل توفير الخدمات للمناطق الأغنياء! وإهمال الخدمات عن المناطق المحتاجة, انه ظلم شديد.
· العمال يحتاجون خطوط نقل بأجور رمزية
من مناطق الإطراف ينطلق ألاف العمال يوميا نحو أعمالهم, وهم يتحصلون على أجور يومية محدودة, بالكاد تجعلهم مستمرين بالعيش, وكان في زمن الطغاة تواجد خطوط نقل "مصلحة نقل الركاب" من الباب الشرقي الى بغداد الجديدة, وخط أخر من بغداد الجديدة الى المعامل, أي يصبح ذهابهم وإيابهم بأجور رمزية تمكنهم بتوفير بعض أجور عملهم اليومي, لكن هذه الخطوط اختفت في زمن العهر السياسي, مع أننا كنا نطمح بتوفير خدمات اكبر, لكن حتى القليل الذي كان متوفر في عهد الطاغية تبخر أيضا في عهد الديمقراطية.
فاليوم الحاجة شديدة لتوفير خطي نقل, الاول يتجه من منطقة المعامل مرورا بالعماري وحي النصر والعبيدي والكمالية والاتجاه الى منطقة بغداد الجديدة, وخط اخر يتجه عبر القناة الى الباب الشرقي, وهكذا ستكون خير عون للفقراء والعمال والطلبة والموظفين.
· الغريب والعجيب في بغداد
من العجيب في هذا الزمن الأغبر أن تتجه الحكومات الى سياسة الطبقية, فتكون إمكانيات الدولة في خدمة الاغنياء, وتتجاهل بشكل فج حاجات الفقراء, فنجد أن خدمات مصلحة نقل الركاب متيسرة في مناطق الأغلبية المترفة وتغيب تماما عن مناطق الفقراء (مثل حي طارق حي النصر المعامل حي الرشاد الولداية,...الخ) انه منطق الظلم الذي يحكم به ساسة هذا الزمان, ومن دون أي خجل.
كنا ننتظر أن تشرق شمس العدل بزوال الطاغية صدام, فإذا بالساسة وطيلة 19 عام يكرسون الظلم والاهمال كطريقة للحكم.
عسى أن يأتي يوم ونتخلص من منهج الظلم والاهمال في الحكم, خصوصا الموجه نحو الفقراء ومحدودي الدخل.
لا يمكن انكار ان الشعب العراقي في ازمة اقتصادية خانقة, هذا واقع الحال منذ ان قررت سفارة الشيطان الأكبر برفع سعر صرف الدولار في العراق, بهدف التضييق على الجمهورية الإيرانية, والتي تعتمد على التجارة مع العراق! فإذا خفضت قيمة الدينار العراقي تتأثر ايران ايضا, لذلك كان الأمر الامريكي صارما في رفع سعر صرف الدولار ولا رجعة عنه, لكن اثار هذه الخطوة البشعة خطيرة جدا ليس فقط على ايران! بل على محدودي الدخل والفقراء في المجتمع العراقي, حيث يعاني الجميع من ارتفاع الأسعار مع تزايد ارتفاع الأسعار خصوصا للسلع الغذائية والدوائية, ومن جهة تزايد الالتزامات اليومية للمواطنين, والكل في محنة شديدة تذكرنا بأيام الحصار الاقتصادي, تلك الايام التي طحنت الشعب العراقي, بسبب جنون صدام وعدم قدرته على ادارة البلاد بشكل امن.
فها نحن بين ماضي الحصار الاقتصادي وحاضر بشع وقبيح جدا, بعد رفع سعر صرف الدولار! فهل مكتوب علينا ان نعيش حياة مضغوطة ومتعبة, الى ان تنتهي أيامنا ونرحل.
هذا الامر دفعني كي افكر في حل سحري, ينقذ الموظفين وهي الطبقة محدودة الدخل من المحنة, والتي هي الآن تحت الضغط بسبب الادارة الفاشلة للبلاد.
· سلم رواتب الموظفين بالدولار
الحل لانقاذ طبقة الموظفين من تلاعب الحكومات بسعر صرف الدولار لأسباب سياسية, هو ان يتم تحديد سلم الرواتب بالدولار وليس بالدينار العراقي, فيكون احتساب مخصصات الراتب جميعها بالدولار, ثم بعد احتساب الاستقطاعات الشهري, ليتحصل لنا صافي الراتب الشهري للموظف, ثم نقوم بمعادلة الراتب بالدينار العراقي مقابل ما يحسب له بالدولار حسب سلم الرواتب, ويكون الصرف حسب سعر الصرف في البنك المركزي, وبهذا لن يتأثر سلبا المواطن من تلاعب الساسة بسعر الصرف الدولار.
فكرة ممكن ان يتحقق معها عدل كبير, وتنتهي محنة محدودي الدخل, وكل الأزمات التي يعيشونها بسبب فئة سياسية متعفنة, لا هم لها الا كسب المال مهما يحصل للشعب والوطن.
· اهمية السعي لحل الأزمة
لا يمكن تجاهل ما تقوم به جهات متنفذة بالتلاعب بالدولار كي تتحصل على مكاسب كبيرة, او للضغط السياسي, مما يعني سيكون القادم ممتلئ بالمفاجئات غير السارة لمحدودي الدخل, لذلك يجب العمل على تفعيل الحل لانقاذ هذه الشريحة الكبيرة, والضامن لهذا الأمر يكون عبر احتساب سلم الرواتب بالدولار, عندها يكون الموظف بمأمن من اي تلاعب تقوم به الأطراف الفاسدة بسعر صرف الدولار, واعتقد على الاعلام والجهات السياسية الساعية لتحقيق العدل ان تجعل منه شعارا للتغيير والاصلاح الحقيقي, وهذا الحل لا يلغي اهمية الدينار العراقي او الاعتزاز به, لكن ليكون الاحتساب على العملة الاكثر ثبات, والتي عن طريق اعتمادها أساسا ستجعل الموظف محصن من اي زلزال للأسعار.
· اخيرا:
هي دعوة لجهات متعددة.. ومنها:
1- دعوة للأخوة الكتاب اصحاب الاقلام الشريفة بتبني هذا المشروع الذي يحقق الكثير من العدل.
2- دعوة للاقتصاديين لتقديم بحوث مفصلة عن جعل الدولار بديل في احتساب رواتب الموظفين, على ان يكون صرف الرواتب بالدينار العراقي.
3- دعوة للكتل السياسية التي تدعي انها تدافع عن حق الشعب العراقي, فتجعل هذا الحل شعارا لها في المرحلة المقبلة.
4- دعوة للقنوات الفضائية لتسليط الضوء على هكذا خطوة, وكيف يمكن ان تغير الواقع للأفضل, وتحمي محدودي الدخل من سياط الحكام.
5- دعوة للبرلمانيين لتبني هذا المشروع لما فيه من العدل الكبير.
6- دعوة الحكومة الجديدة لتنبي المشروع لما فيه من العدل الكبير.
حدثني صديق بقصة عجيبة جدا حدثت في احد مدارس شرق القناة, فقد تكلم صديقي عن ما حدث مع ابنه في المدرسة, حيث وجد ابن صديقي أحد طلاب صفه يبكي, فسأله عن سبب بكائه, فقال له: ان اربع طلاب يحاولون اغتصابه في حمامات المدرسة والا قاموا بضربه, فذهب الطفل الشجاع بعد ان غضب لصديقه وتشاجر مع الاربعة المنحرفين, ثم في اليوم الثاني وجدهم يحاولون التغرير بطفل في الاول الابتدائي, محاولين سحبه للحمامات لاغتصابه, فضربهم هذا الطفل الشجاع وسحب الطفل الصغير من ايديهم, لكن اين دور ادارة المدرسة؟ وأين دور الحرس؟ وأين دور الفراشين والفراشات؟ وأين دور المعلمين؟ وكل هؤلاء يقبضون رواتب شهرية من الدولة, ان الحال في مدارس بغداد - شرق القناة عبارة عن مستنقع ضحل.
اصبحت الناس شديدة الخوف على اطفالها من المدارس الحكومية في شرق القناة, لما يجري فيها من اعتداءات وتنمر وعنف.
· إهمال الإدارات هو السبب
السبب الرئيسي لما يحصل من اعتداءات جنسية داخل المدارس الابتدائية والمتوسطة شرق القناة في بغداد, يعود سببه لتراخي وكسل الإدارات, ان مدير المدرسة المسؤول الأول عن ما يجري في مدرسته, ويمكنه ان تصبح مدرسته بيئة صالحة خالية من اي تجاوزات فقط لو قام بمسؤوليته, لكن اغلب مدراء المدارس شرق القناة غير كفوئين والواسطة والرشاوي اعطتهم المنصب, لذلك تراجع اداء المدارس, وتحولت لمكان لتخريب الأجيال, والا فتكرار الاعتداءات الجنسية على الطفل تجعل منه مستقبلا شخص شاذ او مريض نفسي, يعني تم تخريب طفل تعب أهله على تربية لتخربه المدرسة.
المدير عليه أن يترك غرفته ويتجول في المدرسة, ويراقب الحمامات والقاعات الفارغة والممرات, ويخصص يوميا احد الحرس لمتابعة الطلاب ومنع الاعتداءات الجنسية.
· اهمال الاهل هو السبب
اهل الطالب هم السبب الآخر الكبير لوقوع ابنهم في شرك اللوطيين, فهم يهملون أطفالهم فلا يعلموهم كيفية الدفاع عن النفس, ولا يهتمون بتوعيتهم عن المخاطر المحتملة في مدارس مناطق شرق القناة, ولا يراجعون المدارس للاطمئنان عليهم, يتركوهم هم ومصيرهم, وهذا التقصير دليل الجهل والفقر المعرفي, والا هل يعقل ان اب او ام لا تهتم بمصير طفلها!؟
يجب على الأهل متابعة ابنهم وزيارة المدرسة, والاطمئنان على وضع ابنهم في المدرسة, والتعرف على أصدقائه, وتعليم الآباء لأطفالهم بأن يحدثوهم بكل شيء, حتى يمكن مساعدته قبل الوقوع في مصيبة, وان يشجعوا أطفالهم على ممارسة الرياضة, وليس عيبا ان يتعلم الطفل بعض فنون الدفاع عن النفس, ويقترب الاباء من اطفالهم, كي لا يخفي الطفل عن والده ووالدته شيء, وهذه الاجواء تجعل الطفل واثق من نفسه ويشعر أن هناك سند يدعمه ويدافع عنه.
· دور الإعلام المفقود
رسالة الإعلام شديدة التاثير بالمجتمع, واليوم الإعلام له كل الحرية في التعبير, وهنالك عشرات المحطات الفضائية المحلية, والاف المواقع الخبري والصحف الالكترونية, مع صفحات التواصل الاجتماعي, لكن مع الاسف الاعلام العراقي بكل مفاصله يهمل قضية الاعتداء الجنسي في مدارس الابتدائية والمتوسطة على الأطفال! والسبب قيادات الاعلام فاسدة او غير مهنية فيكون تركيزها على توافه الامور او على المواضيع التي تكرس تحطيم العائلة العراقية, فالهدف الاسمى للأعلام هو التدمير لذلك يتجاهل القضايا المهمة.
الإعلام لو يخصص يوميا ساعة في تنبيه الأسرة لخطر عدم متابعة أطفالها في المدرسة, لفعل خيرا وحقق ثوابا عظيما, ولو الإعلام يركز على المدارس ويسلط الضوء على الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال, لكان نجاحا ساحقا للأعلام المحلي, وهذا ما نتمناه منهم.
· مديريات التربية الفاسدة هي السبب
مثل كل مؤسسات الدولة التي وقعت بقبضة الفساد, كذلك حال مديريات التربية, لذلك اهملت المديريات دورها الحقيقي في معالجة سلبيات المدارس والمراقبة والتفتيش الحقيقي, فكيف تسكت عن انتشار ظاهرة الاعتداء الجنسية في المدارس! ولماذا لا تعقد مؤتمرات لمعالجة القضية الخطيرة, لماذا لا تجعلها اولوية خصوصا انها تحطم الأطفال وتجعل منهم شواذ ومجرمين, فضيحة الاعتداء الجنسية المستمر يتحول لاحقا لشاذ, فتصور حجم التدمير الذي يمارس بحق العوائل العراقية نتيجة تقصير مديريات التربية بواجبها, وهو ذنب في رقبة المسؤولين الى يوم القيامة وهناك يجازيهم الله بظلمهم للأطفال اشد العذاب.
كان الامر بسيط بعيدا عن الفساد المالي والاداري الذي يمارسه أهل القرار فقط الانتباه للأطفال وانقاذهم من السقوط في مستنقع الشذوذ الجنسي.
· خطة لمنع الاعتداءات الجنسية في المدارس
هنا سأضع خطة للمدارس, وهي خطة سهلة التنفيذ تنقذ الاطفال من التحرش والانتهاكات الجنسية, وان عملت الإدارات بها فيكون ثوابها عظيما عند الله عز وجل.. وهي:
1- تكليف الحرس بمراقبة الحمامات والممرات والقاعات الفارغة بشكل يومي وعند فترة الاستراحة.
2- مراقبة الطلاب الراسبين.
3- وضع صناديق شكاوى.
4- انشاء صفحة على الفيسبوك للشكاوي يوزع رابطها على الطلاب وتتم مراجعتها بشكل يومي.
5- اقامة اجتماعات شهرية لأولياء الأمور وتوعيتهم في كيفية مراقبة أطفالهم.
6- تكليف معلم ,كل يوم احد معلمين المدرسة (يكون يوم تفرغ), مهمته فقط الجلوس مع الاطفال والاستماع لهم, وان يراقب جيدا الساحات والممرات, ان الإنصات للطلاب مهم جدا.
خطة بسيطة سهلة لا تحتاج لنفقات وأموال فقط لعقل يفكر وينتج ويساعد الأطفال والمجتمع... ننتظر من الادارات تنفيذها لانقاذ الاطفال.
حدثني ذات مرة صديق عاشق عن مأساته في الحب, والتي جعلت منه إنسان مختلف لا يمت بصلة إلى ذلك الإنسان المحب, كان يعشق فتاة حد الهوس, وجد فيها كل ما يحلم به, شاركته الأحلام ورسما معا مستقبل حياتهما, كانت الصباحات جميلة لأنها معه, ويجمعهما الوعد والعهد بالبقاء معا, كان يعد العدة كي يتقدم لخطبتها, ليكلل الحب الكبير بالزواج, والارتباط المقدس بمن عشق, لكنها فاجئته بطلبها تأجيل الموضوع, بعد فترة انقطعت أخبارها عنه, لم تذهب لوظيفتها, كاد أن يجن من التفكير, موبايلها مغلق, أربعة أيام وهي غير موجود, نهاية المطاف جاءته تخبره بأنها قد خطبها موظف كبير في وزارة الخارجية, وعليه أن ينساها ويتمنى لها الخير, أن كان يحبها.
وكم حدثني صديقي عن مقدار الصدمة التي حصلت له, كأن صاعقة وقعت عليه, او قطار قد دهسه, لم يصدق ان فتاته (الملاك) ستفضل الدولارات على الحب؟ هل يعقل أن ما كان بينهما مجرد وهم!
حدث هذا قبل عام, وألان يخبرني انه تعافى من جرح الخيانة, لكنه تحول الى وحش يريد أن يفترس كل النساء, فما عاد يثق بالنساء.
عاتبته لأنه هو سبب الألم الذي وقع به, فلو كان يفحص ويتأكد من حب فتاته, لما صدمه المستقبل أمام أول اختبار حقيقي لحبهم, وما يعيشه اليوم كردة فعل هو أيضا خطأ أخر يرتكبه بحق الأخريات, فالأمر لا يعالج بالانتقام من جنس النساء جميعا, بل عليه أن يحسن الاختيار في قادم الأيام, ويستمر بالعيش.
حديث تغير القيم وانقلاب المفاهيم, هو الحديث السائد اليوم, فالمجتمع تحول نحو مجتمع الغابة, أي أن قيم المكر والخداع والمصلحة هي السائدة, نعم الأمر ليس حكرا على النساء, بل من الرجال هو اكبر.
●علاقات جامعية تثير الشكوك
يمكن القول ان الحب تحول في الجامعات الى هدف لممارسة الجنس فقط تحت عنوان الحب, مجرد شهوات ومواعيد للخطيئة, مبتعدين عن فكرة الحب السامية, التي تجعل من الإنسان يحترم الحبيبة وهي تحترم ثقة أهلها وتصون نفسها, ويكون تفكير الحبيبين في بناء أسرة, وتكوين بيت وذرية صالحة.
الهوس بالجنس مع غياب الأنظمة التي تضبط حياة الجامعات, جعل الأمور تنحرف عن مسارها كثيرا, وكل من يأتي للوزارة يهمل الجانب الأخلاقي والتنظيمي, ويحصر اهتمامه فقط بالقشور, حتى انه أخيرا بدا فكر الإلحاد ينتشر بين الطلاب, في ظل غياب الادارات الفاعلة والأبوية الصالحة.
فمن تعيش هكذا أجواء ويكون الحب عندها نزوات وشهوات, وانعتاق من كل قيد, وتكون حبيبة للكثيرين, من الصعب لاحقا الوثوق بها, ولا يمكن مسامحتها عن ماضي حياتها الجامعية, أي أن الجامعات تعبث بما بنته العوائل طوال سنوات, فيكون ثمار المستقبل فاسدا.
● الحب في بيئة العمل علاقات غريبة
وفي عالم الوظيفة, تتنازل بعض النسوة عن قيمهن مقابل المنصب, او القرب من صاحب المنصب, فتذل وتضيع شرفها, مقابل منصب زائل وقرب وهمي, ويصبح الحب عندهن نسبي, فالحبيب له الحب والشوق, والمسئول يتم أرضائه للوصول للمكاسب, فهو عمل وليس حبا, جدلية تتقبلها فئة من النساء ممن غرقن بالعلاقات والخطايا.
منظومة غريبة من الأفكار, لكنها في تمدد داخل جسد المجتمع, لتصبح شيء شائع, نتيجة ضغط العولمة والطفرات التكنولوجية, مع عدم وجود بناء شخصي رصين, فتكون المرأة في الأغلب مستسلمة لعاصفة القيم المصدر لنا, عبر وسائل الاتصال, والنتيجة سلوكيات شاذة في مجتمعنا, ورويدا رويدا تصبح هي القاعدة وما خالفها هو الشذوذ!
عندها لا يمكن للرجل المتزن أن يثق بمن هي من هذا الصنف, من نساء المؤسسات الحكومية, التي تحمل هذا الفكر الشاذ عن الطبيعة, والتي تبيح لنفسها الخطيئة! تحت عنوان أعمال لتحقيق مكاسب.
● مأساة الثقة المفرطة في الحب
بعض قصص الحب كقصة صديقي, تنتهي بمأساة للرجل عندما يثق بشكل مفرط ومن دون أرضية صالحة للثقة, فتقوم الفتاة بهجر حبيبها, فور أن يتقدم لخطبتها رجل يحمل مؤهلات مالية اكبر, مما يعني أن ما كان بينهما لم يكن حبا, بل هو مجرد "تصبيرة"! حيث تبحث المرأة دوما عن رجل يهتم بها.
وبعدها تكون دوافع الهجر تحت عنوان "الدولار", أي أن الحب عند بعض النسوة كالمزاد, يقف عند من يدفع اكثر, ويكون ضحية هذا الحب, فقط العاشق الولهان, الذي كان يرى في حبيبته العاشقة المتيمة به, فإذا به يكتشف كم كان ساذجا وتم التلاعب بمشاعره.
هنا ننبه الى أهمية التعقل حتى في الحب, ومراجعة النفس بشكل دائم, وتأسيس الثقة على أساس منطقي, بفعل التجربة والعشرة, وليس على أساس العاطفة فقط.
● الثمرة
على العشاق أن لا ينساقون فقط وراء عواطفهم, بل عليهم أن يختبروا من يعشقون, قبل أن تزرع الثقة, فالثقة وليدة التجارب, فلا تعطى من دون مقابل, فافحص ودقق وتيقن, فالمسالة مهمة لديمومة الحب واستمرار القصة, وكي لا تعاني من جرح المفاجئات غير السارة.
لا اتذكر التاريخ بالتحديد, لكن اظنه اليوم الثالث من العيد الاضحى لعام ضاع رقمه مني, كانت القرية تغط بنوم عميق, الا من صور الريس بملابس الحرب, والتي وضعت في كل الشوارع لتبث الرعب بين الناس, كأنه ينظر الينا شزرا, يحاول ان يخيفنا عبر صوره, لا اعلم لماذا لا يضحك في الصور! لماذا لا يكون بشوشا مع الناس ولو عبر صورة!؟ بل يحاول دوما ان يظهر بصورة الغاضب المتشنج! حتى يحترمه الناس, - هكذا يظن - مع ان البلاد هو من جعلها جحيما علينا, واقول كلما شاهدت صورة له: "الا لعنة الله على الريس, وعلى ابن الريس, وعلى ام الريس, وعلى بنات الريس", لكنه قولا في السر! خوفا ان يسمعني الجدار ويكتب تقريرا في حقي, فاسجن واقتل ويهدم داري.
قد خرجت صباحا طلبا لشراء البيض والصمون, ولحظتها شعرت اني اسكن في قرية اشباح انها شبه مهجورة, يخيل الي ان ليلها خمرا ومخدرات وشجارات بين المخمورين, فالصراخ واطلاق النار يمزق سكون ليل القرية, وكل ما يمكن ان تتصوره من انحراف انساني تجده, فالسلطة تمنح الحرية فقط في كل ممارسة للخطيئة, لا اعلم متى ينتهي هذا الكابوس.
ها هي القرية متعبة بعد ليلة ارهقها السكر, كأن القرية نائمة وهي خائفة بفعل الكوابيس التي تعشعش في راسها, فقط اشاهد العصافير الخالية من صوت الزقزقة وهي تحاول الهروب من سماء القرية, ونباح الكلاب وهي تجتاح الازقة وتعبث بالنفايات, ولا يمكن ان انسى تلك الرائحة العفنة التي تفج الرؤوس, بفعل تراكم النفايات في شوارع القرية.
جاء عامل النفايات يجمع بقايا القرية, قناني الخمر واعقاب السكائر وملابس داخلية ممزقة, كانت عيون العامل تبحث عن الاشياء المكسورة والمهشمة والمتشظية, وقد وجد كتابا يتحدث عن الاخلاق محشورا في قنينة خمر, نظر اليه بحزن ثم رماه بالكيس, وكان الكثير من الكتب بين اكياس النفايات فالناس هجرت القراءة منذ الاف السنين! كان يجد بالبحث عسى ان يجد ورقة نقدية مرمية على سبيل المعروف! لكنه لا يجد الا ما لا قيمة له.
احيانا أتسائل عن سبب توقف الزمن عند عام 1993؟! فالأيام تشابهت علينا, (فالعواهر والقوادين) لهم السطوة, والنفاق هو سر النجاح, والدين والوطنية لعق على اللسان, التعفن مازال ينتشر في كل الشوارع, والنفايات في كل مكان, والريس مازال غاضبا على الشعب, والشعب مستمر بالخنوع والصمت المريب.