اسعد عبد الله عبد علي

اسعد عبد الله عبد علي

البريد الإلكتروني: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

في العقود السابقة كنا نزرع وناكل معتمدين على انتاجنا المحلي, لم نكن نسمع بالفواكه السورية او المصرية, ولا تصلنا سابقا الخضراوات التركية او الايرانية, حتى البيض كان انتاجه عراقي خالص, كل هذا تبخر مع قدوم الدينصورات السياسية الغبية, حيث تحولنا الى بلد لا يزرع شيئا فقط يشتري من الاخرين! فهل تصدق اننا اصبحنا نستورد كل شيء من الفواكه والخضراوات حتى البصل والفجل! فأي دولة التي يصبح عليها عسيرا زراعة البصل والفجل! قد تحول البلد بفضل دينصورات السلطة الغبية الى سوق كبيرة للاستيراد فقط, هم يزرعون ونحن نشتري, وهذه من اكبر مصائب البلدان المتخلفة.

ومن الممكن ان تكون الزراعة بابا كبيرا للقضاء على البطالة, وحل مشاكل البلد الاقتصادية.

يمتلك العراق اليوم جيش من الشباب العاطلين, ممن يملكون شهادات جامعية وخصوص تخصص كلية الزراعة, ومن جهة اخرى توجد في العراق الارض الصالحة للزراعة, ومع الاسف تم اهمال الشباب والارض, وهذا يعود لغباء دينصورات السلطة, والتي لا تفكر ولا تهتم بما يحصل لأهل البلد, والا فأنها جريمة بحق الشباب وبحق الارض ان يتركون هكذا.

 

·      فكرة سحرية لتنشيط الزراعة

من الممكن وبقرار حكومي بسيط ان يدعم كل شاب يرغب بالزراعة, بالأرض الزراعية وبالأسمدة وبقرض بسيط, مع امكانية تمليك الارض بعد عشر سنوات من الزراعة, هكذا قرار لو تم لأحدث ثورة زراعية في العراق, ولما احتجنا ان نستورد اي شيء, ومعها سنحتفظ بالعملة الصعبة ويقوى الدينار العراقي, ويتم التخلص من البطالة عبر فتح بيئة عمل واسعة, ومعها تنخفض معدلات الامراض والعنوسة والجريمة والانتحار والارهاب, لان الزراعة ستحل جزء كبير من هذه الاشكاليات.

نعم لو تم هذا الامر ستزعل الدينصورات السياسية, وقد تلجئ للعنف والترهيب كي لا تخسر تجارتها العظيمة في الاستيراد, فتحرق الارض الزراعية وتقتل الشباب وتعرقل القروض, فالضمائر ميتة.

لكن يجب ان نتجه للزراعة ولا ترهبنا الدينصورات السياسية, ويجب ان يكون هنالك قرار حكومي قوي بهذا الاتجاه, فيتم وضع حزمة من القرارات الساندة للفلاح, تحميه من الدينصورات السياسية وتسهل عمله, وتنظم الزراعة وكيفية الحصول على الانتاج, بالإضافة الى اهمية تثقيف العشائر بان تقف مع ابنائها المزارعين, وتدافع عنهم ضد اي اعتداء قد يحصل من ذيول الدينصورات.

·      اخيرا:

الثورة الزراعية ستكون ثورة ضد الظلم وضد الدينصورات, ولكن الخطوة الاولى تحتاج لضغط جماهيري بهدف اجبار الحكومة على اطلاق حزمة القرارات النافعة للفلاح, فالأرض الزراعية والقروض والدعم كلها بيد السلطة, والباقي على الفلاح, فهل سيشهد العراق انطلاق الثورة الزراعية كبيرة قريبا, ام نبقى نستورد البصل والفجل والخيار والبطاطا وحتى الثوم.

يعاني المحاسب الحكومي من ضغوطات كبيرة جدا تمارس عليه وبشكل يومي, حيث يتحمل مسؤولية التصرفات المالية لكل وحدة حكومية, ويطلب منه اتمام الاعمال بشكل نموذجي ومتكامل, لكن بالمقابل لا تصرف له مخصصات مهنية اسوة بالمهندسين او القانونيين, مع ان موقع المحاسب اكثر اهمية وخطورة في كل المؤسسات الحكومية, انه غبن كبير يتعرض له المحاسب الحكومي, المحاسب الحكومي يعيش عهد الظلم الحكومي, ومعضلة اخرى وهي عدم توفير الكوادر المناسبة والمتخصصة, وهكذا يتم ضغط المحاسب الحكومي في العمل واجباره على الانجاز بتوقيتات محددة! والا تعرض للعقوبات, فيكون امام خيارين اما العمل الكثير والدقيق واما العقوبة, مع غياب حقوقه (المخصصات المهنية + مخصصات الخطوة)!

فكيف يمكن ان تستقيم امور البلاد, ويتم فيها ظلم الفئة الوظيفية الاهم في مفاصل الدولة, الا وهي المحاسبين! وسأستعرض هنا اهم المشاكل التي يعاني منها المحاسبين الحكوميين.

 

·      اولا: غياب الادوات والمطالبة بالإنجاز

في اغلب الوحدات الحكومية تغيب البرامج الالكترونية المالية التي تساعد في انجاز الاعمال المالية والكشوفات الشهرية والفصلية, والنتائج المتوقعة, مع قلة عدد الكادر المختص وندرته, حيث تجري التعيينات في الدولة العراقية بالمقلوب وفوضوية واحيانا بواسطة الرشوة, وليس حسب حاجة مؤسسات الدولة, لذلك اليوم اغلب دوائر الدولة تفتقد تواجد تخصص محاسبة, ويحدثني صديق محاسب حكومي ان قسمه المالي يضم موظفين تخصصهم بعيد عن المحاسبة والشؤون المالية مثل تخصص انواء جوية او زراعة او تربية اسلامية, وهذه الحالة عامة وتدلل على حجم الضياع في مؤسسات الدولة.

يجب ان يكون التخصص المناسب في مكانه المناسب, لذلك نجد هنا الجواب عن سؤال ازالي عن سبب تخلف مؤسسات الدولة.

ومع كل هذا التخلف تطالب الادارات من المحاسبين انجاز الاعمال بالسرعة القصوى, في عدم فهم غريب يتلبس اغلب الادارات, متناسين حجم جهلهم في كيفية توزيع الموظفين وحسب تخصصهم في الوحدات, ومتجاهلين انهم هم السبب في تراجع الاداء والكبوات التي تحصل.

 

·      ثانيا: عدم المطالبة بحقوق المحاسبين

من واجب الادارات في مختلف مفاصل الدولة ان تدافع عن حقوق الموظفين, فكان الاجدر بكل قيادات ادارية ان توجه الكتب الى الجهات الاعلى مطالبة بحق المحاسبين في المخصصات المهنية والخطورة, مما يشكل ضغط على الدولة حتى ترضخ لمطالب الادارات, هذا من لب مسؤولية الادارات, لكن العجيب ان تتكاسل عن مجرد المطالبة بحق المحاسبين, ولا اعلم هل هو الخوف على المنصب! ام الكسل والتراخي, ام عدم مبالاة وعدم فهم لأساسيات القيادة في العمل الاداري! خصوصا ان اغلب المناصب توزع كحصص حسب الانتماء الحزبي, وهذه القضية معروفة لكل العراقيين.

فكيف يستمر العمل المحاسبي بشكل صحيح اذا لم يدعم باهل التخصص! ان القضية تأتي بصلب فن الادارة والا فهي ليست ادارة مستحقة للمنصب.

 

·      ثالثا: حتى مجرد كتاب شكر "ماكو"

كتاب الشكر الذي يصدر بأمر من القيادات الادارية ويكون احيانا مع مكافئة يستفيد منه الموظف بحصوله على قدم شهر, وهذا الكتاب يشعر الموظف بتثمين جهوده وبأهميته, واعتزاز الادارة بوجوده, لكن حتى هذا الشيء الرمزي يتم حجبه عن المحاسب الحكومي, حيث ان كتب الشكر تنجز فقط للفئة المتملقة والمنافقة, وما يسمى بجماعة الريس, اما الموظف الذي يعمل بجد ولا يعرف عنه سلوك التملق والتزلف فلا يعطى اي كتاب شكر.

ما يجري حاليا في دوائر الدولة وضع مزري يحتاج للتدخل واصلاح الحال, والاصلاح يحتاج تغيير الادارات والاتيان بإدارات تفهم معنى القيادة, وليس تلك التي لا تفهم الا تشكيل عصابة مطيعة داخل جسد مؤسسات الدولة.

 

·      اخيرا:

نطالب بأنصاف المحاسب الحكومي عبر ارجاع حقه المسلوب والمتضمن (المخصصات المهنية ومخصصات الخطورة), وان يعامل المحاسب الحكومي باهتمام, وان يحظى بالرعاية من قبل الادارات وهو استحقاق وليس منة من احد, مع دعم واسناد هذا المفصل المهم, وهذا كله يصب في مصلحة نجاح مؤسسات الدولة وانجاز عملها بأفضل طريقة.

اصبح غير مخفي حجم ارتفاع معدل مرض الشذوذ الجنسي المنتشر في كل المنطقة, نتيجة هجمة منظمة من قبل القوى العظمى الداعية لنشر الفوضى في العالم, عبر عاصفة المثال الغربي, مستغلة التطور التكنلوجي في وسائل التواصل خصوصا والذي اصبح شريك في التربية ومنح القيم, لذلك المثلية اليوم يمثل خطر حقيقي لا يمكن الاستهانة به! ونلاحظ ان تلك الممارسات المنحرفة عن الفطرة الانسانية اصبحت علنية, حيث يعلن الشاذون والشاذات عن انفسهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي, ويفتخرون بفعلتهم, ويدعون الاخرين ليكون مثلهم بعنوان التحرر!

انه سقوط علني مخيف يهدد مستقبل الاجيال القادمة, واليوم لهذه الجماعات المنحرفة عن الفطرة الانسانية اماكن خاصة للتجمع, كبعض المقاهي والكوفيات المشبوهة, والبيوت والنوادي الليلة, ويبدو ان هنالك غطاء سياسي  للمثلية للجنسين, مع دعم خفي من سفارات الشر, كل هذا يوفر البيئة المناسبة لانتشار المثلية, وهذه الظاهرة في توسع خطير داخل المدن وخصوصا في المناطق الشعبية, وهي نتاج الادارة الفاشلة للدولة من قبل الصف الاول من الطبقة السياسية.

 

اما الحديث عن الحلول فهي ممكن وليس صعب, لكن تصطدم بعقبة وهي الارادة السياسية, حيث نجد عدم مبالاة بمشاكل الشباب وعدم اهتمام بتفعيل الحل, كان هنالك من يريد للشباب ان يشذ ويفسد بعيدا عن الفطرة.

 

الحل الاول: تشريع قوانين للحماية.

على الحكومة والبرلمان تشريع قوانين لحماية الطفل, فاغلب الشاذين تعرضوا لاغتصاب في الطفولة, وبسبب التكتم والخوف بقيت الجرائم تجري في الخفاء, وهكذا يتحول الطفل الى شاذ بفعل صعاليك المجتمع الشاذين, ممن كانوا ايضا عرضة للانتهاكات, او في داخلهم ميول شاذة, وهذه القوانين التي ندعو لها تكون لتوفير الحماية للطفل, في البيت والشارع والمدارس والساحات, مع عقوبات مشددة للمعتدين.

 

الحل الثاني : الفعل العشائري الداعم

ضرورة حصول اتفاق عشائري عام, ينص على عدم الدفاع عن المعتدين جنسيا على الاطفال, بل معاقبته عشائريا حتى طرده من العشيرة (كسره), وهو الدور المطلوب من العشائر.

 

الحل الثالث: تنظيم زواج المتعة

ان زواج المتعة يحقق نقلة كبيرة جدا في شخصية الشباب, ويطور ذاتهم, ويشعرهم برجولتهم, وكذلك يعطي نفس الشعور للأنثى فتشعر بفطرتها الحقيقية, نحن نشاهد الكثير من الشباب والشابات ينتظرون دخول الجامعة فقط للاختلاط بالجنس الاخر, وهذا الاختلاط يكون تأثيره عميقا وكبيرا على البناء الشخصي, فزواج المتعة حتى لو كان فقط لمجرد الاختلاط يكون نافعا جدا, وهي علاقات شرعية يسمح بها الشرع, وزواج المتعة تشريع اسلامي موجود بنص القران والحديث النبوي الصحيح, لكن تم تغييبه لأسباب سياسية وطائفية قديمة, فقط يحتاج لثقافة وتفسير لمساحة تطبيقه, وشروطه وعلل تنفيذه, وابعاد التشويش الذي يطرحه البعض بشان هذا الزواج, كي يكون متيسرا للكل.

 

•     المشكلة الاجتماعية للمرأة

لا يمكن تجاهل مشكلة المرأة الاجتماعية, وهي وجود عدد كبير جدا من المطلقات والارامل والعوانس, وهذا يمثل مشكلة اجتماعية خطيرة جدا, الحكومات المتعاقبة كان دورها فقط في رفع نسب المطلقات والارامل والعوانس, من دون اي اهتمام في ايجاد الحلول, بل نجد الحكومات فرحة بهذه المشكلة ولا تريد علاجها, والمرأة كالرجل لها كل الحق في تحقيق رغباتها الجنسية والعاطفية, لذلك عندما لا تجد للزواج الدائم طريق تكون بين خيارين, ام الصبر وكبت رغباتها وهذا تأثيره بشع على الصحة النفسية والجسدية, او الانحراف طلبا لتحقيق الرغبات الانسانية, وهذا يعني الوقوع في مستنقع ضحل, خصوصا مع مغريات الشبكة العنكبوتية وتسهيلها الوقوع بالخطيئة او ممارسة المثلية.

الحل ايضا يكمن في زواج المتعة, لو توفر وبشكل علني عبر قانون حكومي منبثق من الشرعية, لأمكن حل مشكلة مئات الاف من النساء, من المطلقات والارامل والعوانس, مما تعسر عليهن ركوب قطار الزواج, فيكون الزواج المؤقت حلا سحريا لتلبية حاجات ورغبات الانسان, فيختفي الكبت ويتحول جهد الانسان الى الابداع في الحياة والعمل, بدل ان ينحصر كل تفكيره في تلبية حاجاته وتعسر الواقع عن توفيرها.

 

·      زواج المتعة تاريخيا

لتوضيح حقيقة التشويش الذي يمارسه البعض وعبر التاريخ عن زواج المتعة, لأهداف تسقيط الاخر فقط بعيدا عن حفظ شريعة الاسلام, وفقط لأنه يلتزم بنصوص قائده التاريخي! والتي جعلها ناسخة للنص القرآني والتشريع السماوي! مع ان المسلمون في زمن الرسول الخاتم مارسوا هذا الزواج, واستمروا في كل فترة الخليفة الاول, وفي الشطر الاول من حكم الخليفة الثاني ايضا استمر زواج المتعة, الى ان اعلن الخليفة الثاني تحريمه في الشطر الثاني من خلافته, لأسباب غير واضحة لحد الان, مع ان صحاح المسلمين تنقل ادلة حلية زواج المتعة, كصحيح بخاري 3/71 وصحيح مسلم 4/130 ومصادر اخرى كثيرة.

الحاجة البشرية للجنس طبيعية جدا, وعمل الاسلام عبر تشريعه لحفظ كرامة الرجل والمرأة, وتوفير بدائل فمن لم يوفق للزواج الدائم كان له الحل بالزواج المؤقت.

 

•                    ركيزة زواج المتعة

الآية 24 من سورة النساء (( فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن )), فالمسلمين على اختلاف مذاهبهم فسروا هذه الآية بان الاستمتاع هو نكاح المتعة, وبينوا انما شرع الزواج المؤقت كي يلبي حاجات الرجال والنساء ممن لا يستطيعون الزواج الدائم, فالكبت يسبب مشاكل نفسية كبيرة, والانطلاق نحو الحرام مشكلة وخطيئة اكبر, فالآية الكريمة لم تنسخ والحكم استمر الى منتصف عهد الخليفة الثاني.

 

السؤال الاول: هل ينسخ الحكم الالهي فقط لإرادة الخليفة الثاني منعه!؟

السؤال الثاني: هل يمكن لأي شخص مهما علا شأنه ان يحرم تشريع نص عليه القران والرسول الاعظم؟

 

واطالب كل من يحرم زواج المتعة ماذا تفعلون بهذه الآية الصريحة, هل تدركون انكم بتحريمكم لزواج المتعة تخالفون النص القرآني الصريح! وتأخذون بمقابله راي صحابي حرمه لأسباب مجهولة؟!

 

والسؤال الاهم هنا:  لو جاء شخص عالي المقام واعلن انه يمنع الصلاة او الحج هل تطيعوه؟ وتخالفون النص القرآني الذي يشرع الصلاة والحج, ام تلتزمون بالنص القرآني.

 

المحصلة من يؤمن بالقران عليه ان يؤمن به كله, فلا يبطل اية قرآنية فقط لاجتهاد شخص ما.

 

•                    اخيرا:

من يريد القضاء على حالة المثلية فعليه بهذا الحل وهو دعم زواج المتعة, فهو من يوقف قطار الشذوذ المخيف الذي يهدد الاجيال القادمة, وعلى اهل القرار بحث الموضوع والتفكير بعمق فان ما يحصل حاليا فاجعة بحق الاجيال الجديدة.

في معرض بغداد الدولي للكتاب اثار انتباهي الكمية الكبيرة للروايات الرعب, المعروضة من قبل مختلف دور النشر والطباعة, وخصوصا المؤسسات المصرية للطباعة والنشر, هذه الروايات يمكن ان تصنف ضمن مدرسة ادبية متخصص بسرديات الرعب, حيث يبدو من كمية الروايات ان لها جمهور واسع,  هذا النوع من الروايات مازال الكتاب العراقيين بعيدون عنه, حيث لم نجد أي كاتب عراقي اختص بالكتابة الرعب, والتي هي عبارة عن خلطة بين العمل الادبي والخيال الذي يدمج عالم ما راء الطبيعة (عالم الجن والشياطين والزومبي), او قاتل متسلسل, او جريمة غامضة, وقد اصبح لهذا النوع من الكتابة جمهور متابع وبشغف.

سنحاول عبر هذه السطور ايصال فكرة عن هذه المدرسة الجديدة للكتابة القصصية او الروائية.

 

·      البدايات

بما ان مصر تمثل الدولة الرائدة عربيا, لذلك سنتكلم عن روايات الرعب المصرية, لقد كانت بداية ادب الرعب في مصر بداية خجولة, ولم يتخصص أي من كتاب الرواية في هذا النوع, وقد تم اتهامه في البداية بأنه أدب تسلية فقط, أو أدب أطفال شبيه بقصص الرجل الخارق "عالم خيالي", واحد اغراضه إثارة رعب القارئ بحيل ساذجة!  

لكن في السبعينيات بدأت تظهر عدد من كتابات الرعب لكن على استحياء, ولم يكتب لها الاستمرار، حتى جاء عراب كتابة الرعب أحمد خالد توفيق وبدأ في شق طريق صعبة, عبر سلسلة روايات ما وراء الطبيعة، والتي صدرت بداية من عام 1993 حتى 2014، والتي قدم فيها شخصية رفعت إسماعيل وهو رجل في نهاية حياته, والذى يعيش في عوالم غامضة، ثم ترجمت دار نهضة مصر سلسلة صرخة الرعب الأمريكية إلى العربية في التسعينيات، فكون هذا النوع من الأدب قاعدة قراءة بدأت في الاتساع تدريجيا.

حتى حدث الانفجار الكبير بعد عام 2011، فانطلق العديد من الروائيين الشباب الذين خرجوا من عباءة أحمد خالد توفيق في كتابة روايات رعب، فظهرت عشرات الروايات التى تنوعت مستوياتها، لكنها في النهاية رسخت مدرسة مصرية في كتابة الرعب الذى يسعى لحفر ثيمات خاصة بالبيئة المصرية, بعيداً عن استيراد وتمصير الثيمات الغربية.

من أشهر روايات الرعب التى حققت مبيعات واسعة، رواية شمس المعارف لعمرو المنوفى، ورواية مخطوطة ابن إسحاق, ورواية مدينة الموتى، والمرتد، والرصد، للكاتب حسن الجندي، والممسوس, والتعويذة الخاطئة, وباب اللعنات، لمحمد عصمت، وحكايات شتوية لحسين السيد، وخادم الطلسم، وصندوق الموتى لكيرلس عاطف، وخطوات ليلية، وصانع الظلام لتامر إبراهيم، ولقاء إبليس لبسمة الخولي، وممر آمن للشيطان لوسام سعيد، والقاتل الأخير لمحمد إبراهيم محروس.

 

·      دفاع الجندي عن مدرسة الرعب

في حديث صحفي قال الكاتب حسن الجندي دفاعا عن ادب الرعب: "أدب الرعب استمد شرعية وجوده من جماهير القراء مباشرة، فهم من أقبلوا على هذا النوع الأدبي، واشتروا رواياته المختلفة، وهو نجاح دفع بالعديد من الكتاب الشباب إلى تطوير أدواتهم, لأن القارئ الآن على درجة من الوعى والمعرفة تجعله على قدرة كافية لتقييم كل عمل جديد، وهذا لا ينفى وجود بعض الأعمال غير الناضجة في روايات الرعب، لكن ذلك مثل أي مجال أدبى آخر يوجد فيه الأعمال الممتازة والجيدة والضعيفة".

وأضاف حسن الجندي: "الملاحظ أن مجال كتابة الرعب تطور بشدة في السنوات الأخيرة, بسبب حدة المنافسة التى أراها إيجابية، فدفعتنا جميعا لحفر معالم شخصيات العمل الروائي، والتعمق في دوافعها النفسية، وتقديم حبكات وثيمات مصرية الهوى، والخروج من عباءة تقليد الرعب الأمريكي بثيماته المعروفة، ونحن الآن نستطيع الحديث عن عالم مصرى في أدب الرعب قائم بذاته، لذا أظن أن السنوات المقبلة ستشهد المزيد من النجاح لكتابات الرعب".

 

·      محاولة فهم الظاهرة

ولفهم ظاهرة روايات الرعب، نرى ضرورة توسيع مجال الرؤية لفهم ظاهرة كتابات الرعب ونخصص هنا الصنعة الروائية, باعتبارها الإطار الأشمل الذى يمكن إدراج روايات الرعب فيه، أن أدب الرعب له جمهوره الكبير حاليا، وهو ما يمكن التأكد منه من طبع روايات هذا الفن عديد الطبعات، ووجود شريحة أساسية من القراء تنتظر هذه الروايات, وتحرص على متابعة جديدها، مع تحول عدد من كتاب الرعب إلى نجوم لدى هؤلاء القراء، وكلها تؤكد على حقيقة الحيز الذى يشغله أدب الرعب في المشهد الروائي المعاصر.

والسؤال هنا: هل تعترف المؤسسة النقدية بهذا النوع من أنواع الكتابة الأدبية؟ وجواب ذلك يمن في رفض المؤسسة النقدية لروايات الرعب, وهذا الرفض ناتج أساسا من سيطرة النظرة التقليدية على هذه المؤسسة، التى تركز في 80% من دراساتها على الأدب القديم والوسيط، ولا تدرس من الأدب الحديث إلا ما يتم تصنيفه تحت خانة الكتابة التقليدية, ذات الأساليب المألوفة، لذا تتجاهل كل أشكال الحديثة على الرغم من أنها مطالبة بالاحتكاك بكل الظواهر الأدبية ودراستها وفهمها، ضاربا المثل بتجاهل الحركة النقدية داخل الجامعة لروايات نجيب محفوظ لنحو العقدين ظل فيهما يكتب ولا يلتفت إليه إلا النقاد الذين يكتبون في الصحف.

 

·      قوالب ثابتة

هناك قوالب ثابتة لا يخرج عنها النقاد العرب، ويخافون مخالفتها حتى لا يهدموا الصنم الأدبي الذي ولدوا وتربوا في كنفه, ومن المؤكد أن التقليل من شأن هذا المساق الإبداعي واختزال الهدف منه في التربح المادي، إهانة للقارئ في المقام الأول, فالقارئ يدرك جيدا الغث من السمين, والقول بأن القارئ سهل الانقياد ليس في محله، إذ إنه يعلم ما يريد، بل احيانا يكون القارئ أكثر وعيا من الكاتب والناقد.

أن البعض يُسيء فهم الهدف من روايات الرعب ويُحمّلها أكثر من ما تحتمل، لافتا إلى أن الهدف من الأدب والفن عموما المتعة، ثم تليها أهداف أخرى، مثل: رفع نسبة الوعي.

 

·      اضرار قصص وروايات الرعب على المراهقين

يجب ان نطرح اولا سؤال وهو:- ما هي اضرار قصص الرعب على المراهقين؟ والجواب:- انها تسبب العديد من المشاكل الصحية والنفسية والاجتماعية, ان قصص الرعب هي نوع من أنواع القصص تتناول أحداث خيالية مُخيفة، تثير الرعب والفزع في النفس، وعادة ما تتناول مواضيع تفوق قدرات الإنسان العادي أو مواضيع غير مقبولة وغير مألوفة مثل: (الخطف, القتل, عالم الشياطين والجن, الأشباح والوحوش, والكائنات غير الحقيقية, الانتقام), وان اهم اضرار قصص الرعب انها تسبب العديد من المشاكل الصحية والنفسية والاجتماعية للمراهقين، ومن المشكلات النفسية قد تعرض المراهق للاكتئاب, العزلة والوحدة, زيادة نسبة الخوف لديه, تراجع الثقة بالذات, زيادة فرصة الإصابة بمرض الوسواس القهري, العصبية المفرطة.

اما ابرز المشكلات الاجتماعية بسبب قراءة روايات وقصص الرعب هي:

اولا: التمرد والعصيان: حيث أن أغلب قصص الرعب تبث قيم العصيان والخروج عن القانون وعن ما هو مألوف من الناحية الاجتماعية.

ثانيا: العدوان: حيث يكتسب المراهق العديد من مظاهر العدوان، ومنها: العدوان اللفظي؛ حيث أن أغلب قصص الرعب تحمل في طياتها المسبات والشتائم غير المقبولة.

ثالثا: العدوان الجسدي: حيث يكتسب المراهق القدرة على إلحاق الأذى والضرر بالآخرين، معتقدًا أنه سيكون الأقوى؛ وذلك تقليدًا لأبطال قصص الرعب التي يقرأها.

رابعا: انخفاض درجة الترابط الاجتماعي والإحساس بالآخرين أو التعاطف معهم, وتدني في مهارات التواصل الاجتماعية الإيجابية.

كانت مسألة طباعة الكتب قبل عام 2003 تحتاج لموافقات امنية خاصة, ومراجعة الرقيب لادق تفاصيل الكتاب, وحسب مزاجيات الرقيب يمر الكتاب او لا يمر, واذا تجرأ الكاتب وطبع من دون موافقة امنية يعد خارجا على النظام! وساعيا لخراب حزب البعث والثورة العفلقية, وبسبب قمع الحريات كان الكاتب العراقي محدد بسقف معين من الافصاح عن مكنونات نفسه, فقط كان الباب مفتوحا على مصراعيه الى جوقة البعث من شعراء والكتاب بلباس زيتوني, حيث اصبحوا مجرد ادوات للترويج لنظام الحكم وتلميع صورته, ومن يكتب يجب ان يبتعد عن اي نقد لنظام الحكم او الوضع الاقتصادي او الاجتماعي, حتى لو كان تلميحا, والا يكون في انتظاره قرار بالإعدام ومشنقة, كما حصل مع الشهيد الكاتب حسن مطلك.

مع حلول نيسان من  عام 2003 حصلت زوبعة كبيرة للطباعة, بعد عقود من قيود نظام الحكم الذي قيد الحريات, لكن بقي الكاتب مقيد يصعب عليه طبع منجزه!

 

 

·      الطباعة المدعومة مخصصة لجماعات معينة

اصبحت الطباعة المدعومة مخصصة لاسماء معينة فقط, حسب الولاء الحزبي ومدى ارتفاع نسبة التملق, او ان يكون له تاريخ اسود في الانتماء لحزب البعث, مما جعل المؤسسات الداعمة للطباعة تتبنى اسماء معينة, فقط هذه الفئة تهيئ لها المطابع المجانية, وتطبع كتبهم الرديئة وتوزع في المنافذ الرسمية, مع رداءة نتاجهم المعرفي والثقافي والادبي, ومصير هذه المطبوعات ان  ترمى في اقرب سلة نفايات, لكن هو جزء من الفشل العام الذي يغرق به البلد, مما جعل البيئة الادبية والثقافية ملغومة بالتافهين وذيول الجهات الخارجية, واعطى صورة سيئة للعالم الخارجي عن ما يطبع في العراق.

اليوم يجب تصحيح هذه القضية عبر تغيير المسؤولين عن هذه الجهات الداعمة للطباعة المجانية, ودعوتهم لتصحيح الامر, ليكون نتاج هذه المؤسسات فقط الجيد والذي يستحق ان يطبع ويصدر للقراء. 

 

 

·      دور الطباعة واستغلال الكاتب

اكثر معاناة الكاتب هو استغلال دور الطباعة لحاجة الكاتب, فتفرض عليه شروطها, مثلا يجب ان يطبع الف نسخة, وان يتحمل كافة مصاريف الطباعة, وتكون دار الطباعة غير مسؤولية عن التوزيع او التخزين, والا يرمى كتابه في اقرب مكب للنفايات.

بل ان بعض الدور تستغل حاجة الكاتب وتطبع الكتاب وتفرض عليه في العقد انه يبيع حقوق الكتاب لهم, ولا يملك اي حق في ايرادات بيع الكتاب, ولا في عدد الطبعات التالية للكتاب, فقط تعطيه الدار  30 نسخة من الكتاب وهذا كل حقه المتاح بحسب العقد.

بل ان بعض الدور تستغل طيبة الكاتب وتسرق نتاجه, وتطبعه باسم من يدفع اكثر, من دون ان تخبره او في احوال افضل تعطيه مقابل مادي مخجل, لذلك اليوم يكثر الجهال الذي طبعت الكتب باسمهم! وهم مجرد جهلة يملكون المال.

نتمنى ان تنتهي هذه الحالة وتصبح دور الطباعة اكثر نبلا ونزاهة, وتتوقف عن استغلال حاجة الكتاب, وتتعامل مثل باقي العالم باحترام وتقدير مع الكاتب.

 

·      غياب مؤسسات التسويق

يعاني الكاتب المسكين والذي يطبع كتابه على حسابه الخاص من مسالة توزيع الكتاب, فاغلب دور الطباعة تطبع مقابل المال فقط, وتترك مسالة توزيع الكتاب على الكاتب, فيصبح هو المسؤول الرئيسي عن وصول كتابه الى القراء, وعليه ان يزور المكتبات واهل البسطيات ويعرض عليهم كتابه, عسى ان يعرضوه في مكتباتهم وبسطياتهم مقابل فرق في سعر البيع لصالحهم, واغلب الكتَاب يفشلون في مسألة الترويج للكتاب, لانه يحتاج لتخصص وخبرة ومهارة وفريق عمل, مما يجعل مصير الكتاب التكديس في المخازن ثم الحرق.

نحتاج الى مؤسسات تهتم بالتوزيع او منافذ لتسويق الكتب, فيتفرغ الكاتب للجهد الابداعي, بدل ان يضيع وقته في محاولة تسويق كتابه.

في زمن الطاغوت صدام كان كل مريض بمرض مزمن يتم تسجيله في العيادات الشعبية, ويستلم بطاقة باسمه لاستلام حصة شهرية دوائية وبالمجان, هكذا كان يفعل الطاغية الذي كان شديد الظلم, وهي تجربة مهمة ساعدت المرضى في الحصول عل العلاج مجاني, حيث كانت الناس تعيش حالة من العسر الشديد بسبب سياسات نظام صدام الخاطئة, وادخال العراق في حروب فاشلة لم يستفد منها الا امريكا واتباعها, وبعد سقوط حكم صدام الظالم كنا ننتظر ان ينتصر الحكم الجديد للفقراء ومحدودي الدخل, الحلم ان تعيش الناس بعز وكرامة, ولا يمسهم العوز والسوء, وان يتوفر العلاج المناسب لاصحاب الامراض المزمنة وبشكل مجاني, هذا حق كل مواطن في رقبة احزاب السلطة وزعمائها.

اليوم يمر المرضى بحالة صعبة جدا, حيث يصعب شراء الدواء الاصلي بسبب ارتفاع ثمنه, والغريب اهمال الطبقة السياسية لهموم الناس.

 

·      المتقاعدين والضمان الصحي

حدثني الحاج ابو محمد عن همومه ومرضه, وهو رجل مسن لا يملك الا راتبه التقاعدي, الذي بالكاد يحفظ كرامته وكرامة عائلته الكبيرة, وهو مصاب بمرض مزمن (القالون والضغط), واجور العلاج في الصيدليات كبير وفوق طاقة الحاج, ويقول:- "اننا نعيش فترة ظالمة اخرى, فبعد صدام كنا ننتظر فجر العدل, لكن ها نحن نعاني ولا نملك حتى اجور الدواء", انه يتكلم بلسان حال اغلب العراقيين الذين يشعرون بالظلم,.... ويضيف الحاج ابو محمد:- "هل يعقل ان يصرف للبرلمانيين والوزراء والرؤساء وزعماء الاحزاب ضمان صحي بحيث كل علاجهم على حساب الدولة, من مراجعة الطبيب ومصاريف العمليات وثمن الدواء! وهم يملكون المليارات ويتنعمون بخزينة الدولة, اما الفقير الذي لا يملك اي شيء فلا ضمان صحي ولا علاج, كانهم يقولون له مت".  

ان دول العالم الكافر تهتم بالمسنين جدا, وتعتبرهم امانة في عنق الدولة, وتوفر لهم مجانا كل ما يحتاجوه, سكن ومأكل ومشرب وعلاج, لانهم خدموا البلد وحان وقت ان يخدمهم البلد, الا في العراق ذو الاغلبية المسلمة, فانهم يسحقون بإرادة الطبقة العفنة التي تحكم البلد.

 

·      العمال والعاطلين عن العمل

اما العاطلين عن العمل والكسبة والعمال فهؤلاء بالكاد يملكون قوت يومهم, فماذا يفعلون اذا مرضوا, وكيف يمكنهم شراء الدواء, انه محنة حقيقية لهذه الفئة المسحوقة والمهملة, فالسلطات الثلاث لا تهتم بهم ولا تذكرهم ولا تفكر بحل مشاكلهم, وهذا عار كبير على احزاب السلطة وزعمائها, وحقوق هؤلاء برقبة الكبار, ويمكن ان نسميهم باهل الحل والعقد, حيث بكلمة منهم يمكن ان تحل مشاكل الناس, فاذا تعسر حال الفقير فكأن السلطة الحاكمة تدفع بهم نحو الانتحار او ان يكون مجرما كي يمكنه ان يوفر الدواء.

حان الوقت ان تفكر السلطة بالطبقة المسحوقة وتجد حلول لمشاكلها, فهل من العدل ان يتوفر ضمان صحي للأغنياء والمترفين والطبقة السياسية, ولا يتوفر للفقراء والمحتاجين, انه قمة الظلم يا....

 

·      اخيرا:

الحل سهل وممكن جدا ولا يحتاج لدراسات وخبراء في الذرة! والحل هو: ان تقوم السلطة بمبادرة حقيقية, عن طريق فتح باب التسجيل عبر العيادات الشعبية لاصحاب المرضى المزمنة, فتصرف لهم بطاقة ضمان صحي, بحيث يحصلون على دوائهم بشكل شهري ومجاني, عندها يمكن ان نقول ان هذا بعض العدل بحق الفقراء.

فكرة سهلة جدا فقط تحتاج ان تتحرك السلطة نحو تنفيذها, وننتظر من الاقلام الشريفة ان تساند مطالبنا, عسى ان يحرك صوت القلم الهادر تلك الطبقة المترفة التي بيدها القرار.