عزيز الخزرجي

عزيز الخزرجي

البريد الإلكتروني: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
في منشور للسيد (أبو محمد أبو محمد) و هو على الاقل يمكن إعتباره من المحبيين لأهل البيت(ع), حيث قال في منشوره على صفحته : [بأن الشيعة على طول التأريخ أظهروا تظلمهم و محنتهم - و هي حقيقة لا تنكر - لكن عندما إستلموا الحكم مع آخرين بعد سقوط الصنم صدام؛ أفسدوا في حكمهم و نهبوا الدولة باكملها و لحد هذه اللحظة ينهبون الرواتب الحرام بعكس مبادئ العدالة العلوية التي يدّعونها, هذا فأنهم متهمون و مذهبهم .. تلك هي خلاصة منشوره ..
هذا .. إلى جانب مئات التعليقات التي ظهرت تعاطف المشاركين مع رأيه على موقع (نقابة المتقاعدين), و الذين - المُعلقون - كانوا أناس مجربين و لديهم خبرة و ثقافة إلى حد ما  نتيجة لأعمارهم و دورهم و مستوياتهم العلمية ..
أما جوابنا لهم فكان آلتالي:
[أخي (أبو محمد أبو محمد )؛ هؤلاء(القادة السياسيين و المدّعين للدِّين و آلدَّعوة لله و الأنسانية ووو غيرها من المدّعيات الكاذبة؛  لا يمثلون الشيعة إنما تلبسوا الشيعيّة و الدّعوة لأجل مصالحهم و مصالح أحزابهم بآلدرجة الأولى و كما قال غاندي : [أقوى نجاحات الشيطان تتحقق حين يظهر و كلمة الله على شفتيه]!, فهم - قادة الشيعة العار - يُمثلون مجموعات مليشاوية و مرتزقة(لملوم) من كافة المجرمين و الحثالات الذين إنظموا في أحزابهم "الشيعية" طمعاً بآلرواتب و المال و المناصب الحرام فثقافتهم للأسف شكليّة و سطحيّة و شعائريّة لا أخلاق و لا مواقف جهادية أو مالية لهم لأ ن دينهم لا ينبثق عن عقيدة أو لهم تأريخ يرتبط بفلسفة الوجود و هم (نسبتهم) أقلّ من القليل بآلنسبة لعدد الشيعة في العالم و الذين يصل عددهم لأكثر من 500 مليون شيعي أو بعبارة أدق لنقل أكثرهم محبين و مواليين, لأن الخصوصية الشيعيّة و كما ورد في حديث الأمام الصادق(ع) لجابر الجعفي لا تنطبق على عضو واحد منهم بحسب معرفتي الشخصية الدقيقة خصوصا لقادتهم و للأسف الذين يمكن أن تسمّيهم بعثيين أو متعجرفين أو قوميين أو معدان إلا الشيعية فمن الصعب تنسيبها لهم, و هؤلاء "القادة" العار في الأحزاب الشيعيّة - ناهيك عن السّنية و الوطنية و القومية و غيرهم - (أكثرهم) يُمثّلون مجموعاتهم و أعضائهم المنتمين لتنظيماتهم التي يمكن القول عليهم بـ (الأرهابية و الفاسدة) بإسم الشيعة .. لان الذي يحرم الفقير من لقمته و المفكر و الفيلسوف من مقامه إرهابي أكثر من داعش بنظر الفلسفة الكونية!
و هم (الأحزاب و الإئتلافات) عبارة عن مجموعات لا تتجاوز الآلاف أو عشرات أو ربما مئات الآلاف من الشيعة في أحسن و أكثر الأحوال و الأحتمالات!   بينما الأعضاء الحقيقيين و للتأريخ في زمن الجهاد الحقيقيّ ضد صدام لم يتجاوز عددهم العشرات من المنتظمين في صفوف الدعوة الحقيقية والذين إستشهدوا جميعأً رغم إن عملهم لم يكن جهادياً بل تبليغياً و إنما ألقي القبض عليهم من بيوتهم و محلاتهم و دوائرهم لمجرد شكوك أو علامات تدين كانت بادية على سلوكهم .. لا أكثر .. ولم يبق من أؤلئك الدّعاة الحقيقيين حتى عضو واحد .. أكرر عضو واحد .. بحسب معرفتي الدقيقة كوني كنت عضو الأرتباط الأول لتلك التنظيمات نهاية السبعينات إضافة لقيادتنا للحركة الاسلامية العراقية التي إتحدت مع تلك الثلة و التي هي الأخرى إستشهدت بعضهم في عمليات جهادية ..
كان جميع أعضاء أحزاب اليوم المؤلفة الشيعية تعادينا .. لأنّهم كانوا منخرطين إما كجنود في جيش صدام أو مؤسساته المعروفة و مرجعيتهم التقليدية للأسف كانت مؤيدة لتعاونهم و للأنتماء للمؤسسة العسكرية الصدامية أو المدنية أو الوزارية بينما نحن أعلنا حرمة العمل مع كل الدولة الصدامية!  و هؤلاء الأحزاب و الكتل الأنتهازيية الشيعية الذين أصبحوا اليوم أعضاء في حزب الدعوة أو في بدر - مع إحترامي لبعض الأعضاء القدماء من التوابين أو المجاهدين - و حتى الأخ هادي العامري الذين يعيش بين نارين الآن من هذا الوضع .. نعم هؤلاء و ليس كلهم الذين لم يبق لديهم شيئ من الأخلاق و القيم و غيرهم في التشكيلات الشيعيّة الذين ذاقوا لقمة الحرام لا يمثلون النصف مليار شيعي المظلوم كما قلت .. هذا من جانب ..
و من جانب آخر ؛ يجب أن تُفرّق بين الشيعة كأفراد  و أشخاص و تيار بينهم مثقفين و هم قلة قليلة في العراق - بإستثناء الإيرانيين - و بين مذهب الشيعة كعقيدة كونيّة و مُستدلة و واضحة إعترف بها حتى الكثير من علماء و فلاسفة و مذاهب العالم و آلأديان الاخرى, بعضهم أساسا من أؤلئك العلماء لم يكن يُؤمن حتى بآلله .. لكنهم و لمجرد إطلاعهم على عقيدة المذهب الشيعي و مقارنته بآلمذاهب الأخرى ليس فقط آمنوا به .. بل إعتبروه أقوم المذاهب و أصحها و هم كُثر بين - المستشرقون و الفلاسفة و العلماء و قد قدّمنا في ذلك دراسات عنهم في مؤلفاتنا العديدة!
لذا فآلشيعيّة خط علويّ مُقدّس يُمثل أصل الأسلام و يرتبط بآلسماء بشكل حيّ و مثّلهُ أئمة أهل البيت و على رأسهم الامام علي(ع) و أخيه الرسول الكريم محمد عليه أفضل الصلاة و السلام و الملايين من الشهداء و يُمثلهُ اليوم على أرض الواقع الأمام صاحب العصر الحي الذي يقود و يسدد تلك المسيرة الربانية من خلال الفقهاء العظام و على رأسهم الفقيه الأعلم, والذي يرتبط بشكل منطقي و حيوي عن طريق الأمام الثاني عشر بآلله سبحانه و تعالى و الذي ننتظر ظهوره قريباً إن شاء الله لتخليص العالم من هؤلاء المنافقين - الظالمين - بمن فيهم ساسة الشيعة أنفسهم الذين أفسدوا أخلاق الناس و سرقوا أموالهم و رواتبهم. بعد تسلطهم على مقدرات الفقراء و الوطن المذبوح بإسم الشيعة و آلشيعة منهم براء!
أقسم بآلله .. إن معظم الشيعة أبرياء من أعمال و مواقف قادة و اعضاء الاحزاب و المنظمات السياسية التي تلبست بغطاء (الشيعيّة) و لا يمثلونهم خصوصاً الفاسدين المدّعين منهم .. لان النهج الشيعي نهج قويم و مسنود و مُزيّن بآلتقوى و الأخلاق و الأدب و التواضع و نكران الذات .. و هؤلاء (الساسة) المرتزقة يفتقدون لتلك الأخلاق و الآداب و القيم و التقوى, بل و يجيزون الكذب و الفتنة و الغيبة و النفاق و تشتيت و تفريق صفوف الناس و سرقة أموالهم!
و قد رأيت و رآى الجميع أثناء الأنتخابات الماضية موقف أكثرية الشيعة منهم .. من(قادة الاحزاب) الذين حصلوا في البداية بعد السقوط مباشرة على أصوات كثيرة لكن بعد إنكشاف أوراقهم و حقيقتهم تغييرت وجهة نظر الناس عنهم و ستجدون موقفهم التنكري النهائي الرافض لهم و بوضوح في الأنتخابات القادمة إن شاء الله, حيث المتوقع ؛ عدم تأئييد أكثرية الشيعة لهم سوى المرتزقة منهم .. و هذا لا محبة منهم بآهل البيت (ع), بل للحفاظ على إستمرار رواتبهم الحرام  كما كان السودانيون و الأرتيريين و ا لمصيريين يفعلون مع صدام كمرتزقة .. فأكثرهم -شيعة و سنة - كما قادتهم لا يعرفون أهل البيت(ع) حقاً ولا يطبقون حتى مبادئهم في سلوكهم و تعاملهم و تفكيرهم ..  و موقفهم - الشعب - النهائي القادم قبال الأنتخابات من تلك الأحزاب يتعلق بمدى معرفة الشيعي(الناخب) نفسه و وعيه بآلفكر و العقيدة الشيعية و مسألة (العدالة) و (الوجدان) بشكل خاص ..
و يجب أن نفرق بين الشيعة و التشيع, فالمذهب الشيعي عموماً شيئ آخر .. و لا يتحدّد - أو يُعرّف - بشخص أو حزب أو حتى مرجع دِين منهم و الحديث الرضوي العلوي يقول و يؤكد هذا المعنى :
[إعرف الحقّ تعرف أهله و بآلحقّ يُعرف الرّجال و لا يُعرف الحقّ بآلرّجال].
نعم هناك مقولة في المقابل تقول : [الإسلام محفوف بآلمسلمين] , و هذه محنة في الحقيقة و جدلية صعبة نسبيّاً, يعني أنك لو أردت أن تعرف حقيقة فكر أو مذهب مُعيّن عليك أن تعرف صفات و أفعال القوم المؤمن به(المذهب) و ترى فعالهم و مواقفهم خصوصا المتصدين منهم لأنهم الرؤوس(والرأس إذا صلح صلح الناس و العكس صحيح أيضا), لكن هذه القاعدة لها شواذ خصوصا ًو إن تأريخنا العربي - الأسلامي - تأريخ مؤدلج و مزور كتبه السلاطين عادة و ليس تأريخ نظيف كما إتفق المؤرخون على ذلك .. و كما قد توافقني !؟   لذلك أرجو تفهّم هذه الحقيقة لأنها ترتبط بمصيرك و عاقبتك في الدارين و شكرا لكم و لإخلاصكم للحقيقة التي باتت منبوذة بين الناس و الزعماء خصوصاً لأنها تجرحهم.
و الله الشيعة مساكين و مظلومين من كل الاطراف من قادتهم و من مخالفيهم و من القومجية و الطائفيين و الدواعش و المستكبرين وبشكل أخصّ من الطبقة السياسية الشيعية نفسها التي أثبتت خيانتها و فسادها و إجرامها بشكل فاضح سَخَرَ منهم و من نفاقهم حتى الملحدين و أمريكا و روسيا!
 
لكن مع كل ذلك ؛ فأن عوام الشيعة مسؤولين أيضا عن هذا الفساد لأنهم هم من ينتخبون ممثلهم .. لذلك حذاراً في الأنتخابات القادمة .. و كونوا على حذر أكبر ممن تسيد في الفترة الماضية و تمتع بآلأموال و الرواتب و الحمايات و الواسطات ووووو .. إلخ لأنهم غير أمناء حتى لو قدّم ما قدّم.
و إنتخبوا مَنْ له تأريخ أبيض و حرّم لنفسه و عائلته الحقوق الطبيعية لاجل الآخرين .. و أعتقد بعدم وجود أكثر من 1 أو 2 أو 3 من هؤلاء في كل العراق و خارجه!؟
لكن مع كل ما حدث ؛ فأنّ الحقّ مع البعض من المعارضين .. المنتقدين لقادة الشيعة و حتى بعض مراجعهم .. كأخينا (أبو محمد أبو محمد) في إنتقاده العام و الشامل من مواقف قادة الشيعة !؟  فمثلما يقولون :
[الإسلام محفوف بآلمسلمين و الشيعة محفوفة بآلمتشيّعين] ,
و هنا تكمن محنتنا الشيعيّة الكبرى مع أسف عميق و الله هو المعين و المسدد و الناصر لنا من نفاق و فساد هؤلاء الدّعاة المزيّفين الذين ركبوا الدين لأجل مصالحهم الشخصية و الحزبية فسوّدوا وجه المذهب الشيعي الذي ما زال ينزف للأسف.
قال أحد "المؤمنين" الذي زارني هنا في كندا/تورنتو : إن الجماعة و منهم "فلان الطويل" و "فلان القصير" (ألقابهم للاسف_جسدية خالية من صفات الروح و الفكر) ينتظرون الّلقاء معكم, فهل تأتي  لنذهب معاً لزيارتهم ؟
لمعرفتي بتفاصيل كل واحد منهم و بمستواه الفكري و العلمي و الأخلاقي .. قلتُ له على الفور لـ "صديقي" : [هؤلاء للأسف قفلوا على عقولهم و قلوبهم كأنهم (خُشب مسندة) بعد ما إستبدوا بجهلهم و هم ليس فقط لا يعلمون الطريق للحقّ كما أكثر الناس اليوم للأسف ؛ بل لا يُريدون أن يعرفوا و يعلموا .. حيث إكتفوا بآلغيبة و النميمة والنفاق و كشف عورات الناس و تلك هي خلاصة جلساتهم الحزبية - لعنة الله عليهم - فرحين براتب و لقمة حرام من هذه الحكومة و تلك و أكثرهم عاطلين عن العمل, لذا فإنّ قول أبو العلاء المعريّ يعنيهم تماماً, حيث قال :
ولما رأيت الجــّهل في الناس فاشـياً .. تجاهلت حتى قيـل إنّي جـاهــل
فوا عجبا كم يدعي الفضل ناقصٌ .. ووا أسفا كم يُظهر النقص فاضل.]
معنى (ألخشب المُسنّدة) :
قال : كانوا رجالاً .. أجمل شيء كأنهم خشب مسندة ، شبّههم الباري؛ بخشب مسندة إلى الحائط لا يسمعون ولا يعقلون ، أشباح بلا أرواح و أجسام تتنفس بلا أحلام , و هياكل بلا قلوب, يأبون المعرفة و عدوهم أهل الفكر والفلسفة.
وقيل : لكونهم أجساد طويلة و هياكل فارغة إلا من اللحم و الدم و الجراثيم الحرام؛ لذا شبههم الباري تعالى بالخشب التي تآكلت فهي مسندة بغيرها, و يتمثل تماماً بقادتهم (المتحاصصون الفاسدون قلبا و قالباً), حيث لا يُعلم ما في بطنها من الخبائث و النفاق و الكذب و الحسد و السخيمة و الطخيمة.
لذلك كله .. كيف يُمكن لمثلي أن يُعلّم هؤلاء المرضى العصابيون .. الذين يكذبون بكل صدق و يبدلون أطوارهم كآلحرباء مع البعث بعثيون للعظم؛ مع الملحد ملحدون حتى ضد أنفسهم؛ مع الجيش أشاوس يفعلون ما يؤمرون ؛ مع الأمن و المخابرات كلاب بوليسية؛ مع المخابرات العالمية أوفياء عند الطلب و هكذا ... لذا رفضت على الفور واعتذرت له ذلك أني - و بحسب تجربتي الممتدة لأكثر من نصف قرن في مجال التغيير الحركي ان الذي لا يسعى بنفسه للتغيير لا يؤثر فيه حتى الوحي الالهي ؛ وكنت كلما دعوتهم للحقّ إستغشوا ثيابهم و وضعوا أصابعهم في آذانهم .. وكانوا يقولون ؛ لا نفهم ما تقول!
حتى قلت لهم مرة ؛ انا لا افيدكم تحتاجون لمعمّم لطام يلطمكم على رؤوسكم ..
هؤلاء هم انفسهم الا استثاآت بينهم ؛
كانوا زمن البعث الهجين يعملون كآلعبيد معهم في كل مؤسسات صدام خصوصا الجيش ثمّ إنقلبوا رأسا على عقب بعد زواله .. ونحن في المقابل حرّمنا العمل مع النظام و كنا نبحث عن من يسألنا لندليه على الطريق أو ثغرة يمكننا النفوذ من خلالها لتغيير وضع العراقيين و كشف جرائم البعثيين و خطورتهم على المستقبل  وهؤلاء الذين يدعون المعارضة اليوم كانوا يعملون ضدنا مع البعثيين و غيرهم من الفاسدين؛ فالجميع كانوا منخرطين بالروح والدم للعظم مع الباطل و مؤسسات البعث كما الآن مع أحزاب التحاصص لحقوق الفقراء .. و ما زالوا كقطعان الإبل في أحزاب الجهل القومية و الإسلامية و الوطنية التي حكمت أو تلك التي جاءت للحكم لأجل الرواتب والمنافع و سرقة الناس بآلتحاصص عبر المناصب التي قتلوا أنفسهم عليها و قتلوا كل مفكر و أديب و فيلسوف لأمّيّتهم الفكرية .. بحيث قايضوا عليها دينهم و عقائدهم التي كانت هشة بآلأساس فباعوا الوطن و المواطن والدّين جملة وتفصيلا بلا حساب أو كتاب لأجل راتب حرام او منصب حتى خربوا البلاد والعباد و كما تشهدون, لهذا لا فائدة أن تنفخ في قربة مثقوبة من كل مكان .. فآلعراق عبارة عن قربة ثقبها السياسيون فأصبح كآلغربال!؟ حكمة كونيّة : [حين تتحاصص الأحزاب السياسية والدينية والقومية حكم البلدان فألشيئ الوحيد الذي يُمحى فيها هي المحبة و التعاون و التآلف ].


في هذا الجزء (الثاني) عرضنا جذور فلسفة النظام الكونيّ الذي يستند معالمه على نظريّات وقوانين تتعدى الفلسفة الماديّة التي وردت في ج1 ضمن مائتي نظريّة سياسيّة مع منشئها و هنا أيضا عرضنا الجذور الفلسفيّة للتشريع وآلنهج الإسلامي لسعادة الناس, فبدونها نفتقد ألنظام الكونيّ الأمثل و معنى وجود كل موجود, كما عرضنا شهادة الفيلسوف (كاربون) رئيس الفلسفة بآلسّوربون كمصداق عن أحقّية مذهب (ألشيعة) بعد دراساته المستفيضة لجذور المذاهب و الأديان عشرين عاماً.

أرجو لكم قراءة ماتعة لهذا السِّفر العظيم مُتمنيّاً سياحة فكريّة لمعرفة عين الحقّ وتطبيقه, لا كما فعلت الأحزاب المنادية بآلأسلام و الدّعوة و العدالة وخدمة الناس بعد سقوط صدام بلا فكر أو أساس فلسفيّ فتسبّبوا بسرقة الناس وإفْساد أخلاق الناس وخدمة الظالمين وتقوية أساطيلهم وبنوكهم مقابل تلك السرقات و الرواتب فأمسوا بعد ما إمتلئت بيوتهم وبطونهم بالحرام؛ أجساداً تتنفس بلا قلوب و وجدان و حُبّ كآلحيوانات بل أضلّ فمن الحيوان ما يبكي ويدافع عن غيره بحرقة وألم.

وسيبقى الأسلام الحقيقيّ غريباً و مجهولاً بسبب طلاب الدّنيا والسلطة الذين منعوا العدالة لأنهم لم يدرسوا فلسفة الأحاديث والآيات والولاية, فإسلام اليوم كآلأمس ليس إلّا لافتة بيد الحُكّام و الأحزاب للتسلط ومحو الأخلاق و نشر الفساد وآلرذيلة على كلّ صعيد ليسهل تسلطهم, و من أين لهم نشر القيم و الأخلاق وهم أساساً فاقدين لها و (فاقد الشيئ لا يعطيه)!

و قد ضمّ هذا الجزء الموضوعا التالية : توضيح حول آلجذور الفلسفية التي بحثناها في الجزء آلأول كمقدمة؛ ثمّ قيمة العدالة في الوجود بآلمقارنة مع كلّ الدِّين؛ معنى القسط؛ ملامح و ماهية العدالة في النظرية الأسلامية و جذورها الفلسفية في الأسلام؛ ألأجتهاد و الأجتهاد السياسيّ؛ أنواع الأجتهادات في الأسلام؛ جذور حجيّة الولاية للفقيه؛ فلسفة الرجوع لللأعلم؛ ألنيابة العامة للأمام المعصوم والمرجعية الدّينية؛ نظرية الحكومة آلأسلامية؛ إشكالية تعدّد الولايات مع ولاية الفقيه.
قصة إسلام أشهر فيلسوف غربي معاصر بشأن أحقّية المذهب الصحيح في الأسلام بعد مناظرات و جواب الفيلسوف الطباطبائي على أسئلة ألفيلسوف هنري كاربون الذي بحث أسباب و جذور المذاهب الأسلامية؛ ألتفكير ألفلسفي في نصوص أئمة الشيعة؛ و نصوص الأحاديث المنتخبة و قد إعتمدنا أكثر من 300 مصدر لإتمام البحث, و إليكم التفاصيل عبر الرابط:


Download book ألجذور الفلسفية للمدارس السياسية ألجزء الثاني PDF - Noor Library (noor-book.com)

رغم إن آلله تعالى و هو موجد و واجب الوجود و الخلق و كل موجود حتى الزمن ؛ قد عظّم (الزمن) كثيراً بل و أقسم به و بآلقلم أي بـ (المعرفة و العلم) لعظمة دورهما(الزمن والقلم) في تحقيق رسالة الأنسان بآلقول في سورة النصر :
 
[و العصر إن الأنسان لفي خسر ....] يعني : أيها الأنسان إن لم تعرف قيمة و عظمة و دور الزمن و القلم في حياتك و الوجود؛ فأنت من الخاسرين و المهدور حقوقه و  كرامته و حريته و عاقبته في الدارين لا محال .. و هكذا القلم !!
 
لكن ذلك الزمن و القلم على مكانتهما و قدسيتهما التي لا يُعرف عنهما سوى الظاهر و الشكل ؛ قد أصبحا أرخص شيئ .. بل أتفه شيئ في الحياة خصوصا في العراق .. فحين كنت أدخل دائرة أو وزارة عراقية على سبيل المثال و أسلم عليهم و بعضهم أحسّ بكوني صاب ذلك القلم الكوني الوحيد في الوجود ؛ كان يحاول أن يعيق معاملتي بلا ذنب بدل من إكراميّ, ولكن ذلك الموظف(المدير) أو (الوزير) أو (النائب) لو كان مثلاً يدخل عليه مصريّ أو لبناني أو حتى (داعشي) وبجعبته بذور الفساد و الرذيلة عادة .. لكنه دخل بوصية من الرئيس الفلاني؛ فأنّ ذلك المدير الموظف كان يقوم أمامه إجلالاً .. معبراً عن بقايا وجود التربية البعثية أو الحزبية المتحاصصة في قلبه الفاسد.
 
هذا .. بينما حتى المادّيون في بلاد الغرب يعتبرونه أي(الزمن) من (أموال النقد) بقولهم :
Time is Money
 
أما عندنا في العراق لا يعد له قيمة .. أو معنى و حتى في الكثير من دولنا .. خصوصاً دول العالم الثالث كما أسموها؛ بينما نرى الدول المستقرة و المتقدمة يتعاملون اليوم بـ (آلنانو) أصغر وحدة قياس في عالم اليوم, و المسؤول العراقي - الأميّ عادة - ولأنّه ليس فقط لا يعرف قيمة الفكر  و المفكرين و الفلاسفة بل يحسبه أخطر و أسوء شيئ يجب خنقه و إبعاده من ألأوساط الشعبية ليخلو الجوّ لفسادهم عبر نشر الأميّة الفكرية خصوصاً من لدن قادة و أعضاء الاحزاب و المتحاصصين و حتى الجامعات بكونه(الفكر و المفكر و الفيلسوف) عدو و منبوذ و الخوض في أفكارهم مضيعة للعمر .. و السبب في هذا الأنحراف الخطير و الظالم؛ هو أنهم لا يعرفون حتى معنى الفلسفة و دوره و معناه و قيمته .. أي (قيمة الزمن) في تقدّم الحياة و سعادتهم و عواقب أمورهم ..
 
لذا نرى إنتشار الفساد و الطلاق و الفراق و الظلم و ضياع أحمال من المال الحرام و أعمار بآلجملة و أزمان طويلة و عريضة تُهدر و تسرق لراحة المسؤول البدنية و حماياته و سياراته و رواتبهم  التي يتلاعب بها الرئيس و المسؤول بقوة (الزناد) و لا أحد يعتبر أو يهتم أو يُعارض .. و تلك الأموال المسروقة أدناه .. لا شيئ .. و لا تُعادل حتى 1 بآلمليار من الأعمار و الأموال المسروقة من قبل المتحاصصين للأسف و البلد إلى دمار و هلاك ...
في كندا و أكثر بلدان العالم الغربية و بعض الشرقية ؛ حين يتلكأ موظف أو عامل بعمله ساعة أو ساعتين أو ربما دقائق أحياناً تجتمع الأدارة و المسؤوليين و المدير و (السوبر فايزر) و فوقهم الوزير و رئيسه لدراسة الموضوع و معرفة سبب ذلك آلتأخر أو التلكأ في العمل أو الخط الأنتاجي في معمل أو شركة أو وزارة و آثاره على مستقبل الشركة و الأنتاج و بآلتالي الأرباح و الأقتصاد و الأستقلال و الكرامة و تقدم البلد عموماً .. لوضع حل جذري لها!
 
أما في العراق ؛ فيخرج رئيس الوزراء و هو (ماشاء الله "فيلسوف بآلتشريب" كما كان مَنْ سبقه من الرؤوساء في الحكم مع وزرائه الميامين) لأنهم خريجوا ا لأحزاب المتحاصصة؛ يخرج و يُعلن أمام الناس بلا حياء و عقل و تأن و بكل غباء :
يعلن تعطيل آلدولة بآلكامل ليوم أو يومين أو حتى إسبوع .. لمجرد إنخفاض درجات الحرارة أو عارضة مناخية أو عطلة رسمية لوفاة أو ولادة أو مناسبة خاصة أو عامّة .. هذا بدل دراسة الموقف و إيجاد الحلول الهندسية و العلمية أو ربما مضاعفة الدوام و العمل لأن البلد منهك و غارق في آلجهل و الوحل ...
و فوق ذلك هناك النقطة الفارقة الكبيرة الدالة على ما قدّمنا من فساد و فوضى في العراق؛ و هي إهمال الميزانية وتعيين الموازنة للعام الثالث .. بينما تجد عائلة صغيرة وحتى شخص واحد ؛ يخطط و يضع المناهج لضبط المخارج و المداخل و ما سيقوم به من أعمال حتى آخر الشهر أو حتى الأسبوع, بينما دولة كاملة و بسبب المتحاصصين لا أحد يهتم لمصير البلد الذي يتجه يوما بعد آخر للموت الأكيد .. خصوصا و أنه بلد مستعمر لا إستقلال ولا حرية فيه للمسؤول والرئيس و الوزير و النائب سوى رواتبه و آلأموال التي يمكن سرقتها بشتى الوسائل و الأساليب!
 
طبعاً تحرّزت كما في السنين السابقة من ذكر قصّة بل(مأساة) معاملة تقاعدي الرسمية بعد ما رفضت سياسة الاحزاب تجاه المرتزقة رغم دعوتهم لي بآلأنضمام لحكومتهم لكني رفضت و لهذا طالت لأكثر من سبع سنوات مضافاً له أكثر من عقد إلى جانب 40 عاماً في الغربة كعراقي معارض هو الوحيد الذي لم ينطق بكلمة رفيقي و سيدي و كما هو العراقيين بلا إستثناء حتى مراجعهم .. لهذا بقيت لحد هذه اللحظة بلا نتيجة رغم كوني من أوائل ألمؤسسين لحركة المعارضة و أول فيلسوف كوني في الوجود أعددت نظاما كونياً ضد الظلم و أول مفصول سياسي في العراق و من المجاهدين الذين قارعوا الظلم في كل مكان حتى تشرّدنا في مختلف البلاد و ضحينا بكل شيئ من أجل العراق و العراقين ..
 
بينما أزلام الجهل البعثي و الشيوعي و القومي و العلماني قد أكرموهم و خصصوا لهم التقاعد و الأمتيازات المجزية لجعلهم مرتزقة و ذيول  ..
 
كل ذلك التأخير في معاملتي(الحقوقية) لأني إعتقدت بأنّ قادة النظام و المسؤوليين على الأقل يعرفون قيمة العلم و المعرفة و الفلسفة و الجهاد في سنوات الجمر ضد عصابات و جيوش صدام لنصرة الحق و دفع المظالم عن الناس .. و أكثرهم (المتحاصصون) يعرفوني حق المعرفة, لكنهم يخافون من صوت الحق الكونيّ الذي يقض مضاجعهم و مواقعهم الكارتونية!
 
و تبيّن أن كلّ شيئ بآلعكس بسبب الجهل و لقمة الحرام التي دخلت البيوت و الجهل بقيمة الزمان و العلم و الدين و التقدم و الآخرة , إلى جانب حلول الروتين أو البحث عن توقيع من هذا المسؤول أو ذاك المدير, إلى جانب رفضي للظلم و منعي من الرشوة و موقفي الواضح الذي يعرفه معظم العراقيين المثقفين خصوصا المسؤولين منهم تقريبأً ..
 
و لا زالت المعاملة متوقفة و العمر ناهز السبعين .. فحين أتصل أحياناً يقولون .. المعاملة تطول .. أو تحتاج لتوقيع .. أو لتعيين الموازنة و هكذا .. بلا ضمير و لا وجدان ولا تقدير للتأريخ و العلم و الفلسفة و للمظلومية و للعمر الذي ضيّعناه لتنوير الطريق أمام العراقيين و ذاك التأريخ و القيم التي حددنا أطرها و مناهجها و أبعادها و أنتجنا (نظرية المعرفة الكونية) ..
 
بعد هذا كله يدّعي المسؤولون إيمانهم بآلله و الأسلام و العمل الصالح و الحقّ ووووو .. و الأمَرّ الأمَرّ من كلّ ذلك ؛ أنّ العراق في المقابل يدفع الرواتب التقاعدية لأكثر من 100 ألف متقاعد  أجنبي في ستة دول منها مصر بآلدرجة الاولى و لبنان و سوريا و الأردن و إيران وغيرها .. إضافة إلى دعم النظام الأردني الفاسد العميل للوقوف ضد الشعب الأردني بدعمه نفطياً و مالياً و ووو  .
 
و الأقسى و الأغرب من كل هذا الفساد و الظلم و فوق المآسي الاليمة ؛
أنّ العراقيون جميعهم يصفّقون و يهلهلون لهذا الوضع و ذاك المسؤول الفاسد بغباء مقدّس و يثورون فقط عندما تجوع كروشهم دون كرامتهم المفقودة ..
 
لذلك أؤكد لكم بأنّ العراق إلى زوال و ليس إلى سفال فقط كما كنت أقول سابقاً في مقالاتي

تعليق هام على موضوع نشره إبني العزيز الدكتور صفاء الدين محمد حيدر :

الموضوع : يخص النائب حسين مردان و نشاطاته لنصرة الفيليين المظلومين , و بدوري بيّنت لهم بعض النقاط الجوهرية التي خفيت عليهم و التي كرّرت ذكرها في مقالات سابقة .. نأمل الأخذ بها و الأستعانة بجوهرها لإرجاع حقوق الفيليية أن شاء الله, و التعليق هو:

بسمه تعالى : عدد الفيليين في العراق يصل لأكثر من أربعة ملايين نسمة مقسمين و منتشرين على جميع المحافظات خصوصا الشرقية من العراق و المركز العاصمة بغداد , لكن نتيجة ذوبانهم في المجتمع و عدم عنصريتهم أو تعصبهم الفئوي و الحزبي و العشائري و القوميّ و كما هو حال كل طوائف و قوميات و أحزاب العراق للأسف ؛ لكن الفيليية بعكس ذلك .. فهم في الوقت الذي باتوا و الله كآلماء الذي نشربهُ ؛ حيث لا لون و لا طعم و لا رائحة له(للماء) لكنه أصل الحياة و ديمومته .. و هكذا كان الفيليية على الدوام , ففي الوقت الذين يعتبرون روح بغداد و العراق و محركها على جميع الاصعدة الصناعية و التجارية و الخدمية خصوصا أسواق الشورجة و الخشب و الحديد و السكراب و غيرها و تلك هي عماد أي بلد ناهض .. لكن وجودهم باهت و حقهم مغدور على الدوام و هكذا هم للآن و للأسف.

و يكفي أن تجد بينهم الكثير من الطاقات و الكفاآت النادرة حتى على مستوى العالم العربي و العالم أجمع و ليس العراق فقط .. فهذا مواطن فيلي بإسم (محمد حيدر ماسبي الفيلي) الملقب بـ (أبو صفاء) يعتبر الوحيد في العراق و في الشرق الأوسط و حتى أفريقيا و معظم آسيا بضمنها الدول العربية له مصنع صغير و متواضع في السّنك ببغداد لصناعة و تعمير (الأرميجر) الذي يعتبر (قلب جميع الأجهزة الصناعية و العدد و الأدوات الاساسية في الحياة الصناعية و المنزلية التي بدونها لا يمكن الحياة .. حيث يعمل على صناعتها من جديد بإمكانيات بسيطة جداً وليس بمقدور غيره ذلك .. بل لا يستطيع كل مهندسي العراق و العرب و حتى الأعاجم من فعل ذلك حتى لو أجتمع مهندسي خمسين شعباً عربياً و كرديا و تركياً لعمل ذلك .. لما إستطاعوا فعله .. لأسباب و أسرار فنية و تكنولوجية معقدة ليس من السهل كشفها و صناعتها!

و هكذا الفيليّة كانت رائدة في بقية المهن و آلأشغال في العراق المهضوم منذ قرنين .. لكن حقهم ما زال مغدوراً بسبب المحاصصة الحزبية و النفس الضيق و الأمية الفكرية لقادة آلقوميات و الأحزاب المتحاصصة التي لا ترى سوى أرنبة أنوفها ..

ألمهم في الفيليية التي ذوّبت نفسها بسبب طيبتها و إنسانيتها كما أشرت في جميع المجتمعات التي تعيش فيها و الذين إنخرط البعض منهم في الأحزاب الأخرى العلمانية و الأسلامية و غيرها معتقدين بأن الأنسانية واحدة ولا تخص قومية دون أخرى ..

ورغم إن الفيليية هم روح وإدامة الحياة و جمالها أينما حلوا .. فإنهم في نفس الوقت عددهم ليس أقلّ من أكراد الشمال إن لم يكونوا أكثر منهم .. و قد كتبنا تفاصيل هذا الموضوع في مقالات سابقة ..

لكنهم رغم ذلك أيضا لم يحصلوا على عشر مقاعد على الأقل في مجلس النواب بل مقعد واحد كما أشار السيد النائب حسين مردان .. فإنهم في حال تنكر حقوقهم من قبل الأحزاب و كلهم أحزاب فاسدة و إنتهازية؛ فأنهم (الفيليية) يستحقون تأسيس دولتهم المنفصلة علّهم بها يعيدوا و لو نصف حقوقهم التي نهبها و ضيعها تلك الاحزاب العميلة و المتحاصصة و القوميات الاخرى بمن فيهم أكراد الشمال(البارزانيين) خصوصا .. حيث أصبحوا حجرة عثرة أمام حقوق الفيليية منذ بداية السقوط أيام تأسيس (مجلس الحكم ) بدل أن يكونوا(البارزانيين) عونا لهم و لمظلوميتهم .. حيث إنبرى السيد البارزاني الذي كان عليه نصرة الفيليية المظلومين ؛ إنبرى ليمنعهم من الحصول حتى على مقعد واحد في مجلس الحكم للأسف و كان من إستحقاقهم بدعوى أنهم تابعين له .. هذا بعد سقوط صدام مباشرة و مازال بعض الأغبياء - بل دعنا نقول - بعض البلهاء من الفيليية الطيبة و هم بعدد الأصابع يخدمون حزب البارزاني و غيره بلا وعي و لا فكر ولا إلتفافة لحقوقهم التي غصبتها الأحزاب المتحاصصة و ذلك الحزب بآلذات الذي يخدمون فيه ..!!؟

لذا لا بد من تمثيلهم بما يستحقون من ناحية عدد النواب و كذلك من ناحية آلمناصب الحكومية كوزراء و قادة في الجيش .. ما دامت السلطة في العراق بـ (الكوترة) و (الدولار) و (الدعم ...) و (العمالة) و بآلتحاصص على حساب حقّ و قوت الفقراء خصوصا الفيليية منهم ..

و هي أول و تالي : فرهود يا محمداه .. خصوصا هذه الدورة التي للآن لم يتم تعيين الميزانية رغم مرور سنتان على ذلك .. و يبدو إنهم (الاحزاب) تخطط و كأنهم أمام التعزيلة الأخيرة!!

و حيا الله إبني العزيز المكافح دكتور صفاء محمد الفيلي و أخي آلأستاذ أسعد حيدر ماسبي(أبو أحمد) الذين يعملون في سبيل خدمة الناس ليل نهار عن طريق إبننا النائب المكافح حسين مردان الذي لا يُفرّق بين العرب و الترك و الديلم و العجم المنتشرين في العراق, حيث يخدم الجميع بلا تفريق بينهم و بلا حتى سؤآل عن هوية مَنْ ينخاه من المراجعين لأنه يعتقد بأنه يُمثل كل العراق .

فكم في مجلس النهاب و الحكومة العراقية مثله!؟
ألعارف الحكيم عزيز حميد
 
مهداة لزوجتي التي صبرت و ضحت بعد ما تركت حياة الرغد و الترف في بيت أهلها, و قبلت أن تشاركني حياة ملئها الآلام الكبيرة و الغربة التي لا يتحملها أقوى المخلوقات خصوصا حين تحمل بين جنباتك الحب و العشق للجمال .. أهدي كلماتي هذه و حكاية (النمر الجريح) لها و لجميع أخواتي الصابرات :
سلمى؛ إيمان؛ زينب؛ فاطمة؛ أمل؛ أحلام, و آلكثير من الأمهات الصابرات اللواتي طوين العمر بآلآهات و الحسرات و الظلم و ألأجحاف ممّن لم يفهموا معنى الحُب .. و قلّ مَنْ تجده في العراق و عالم اليوم  يفهم مسالك الحبّ و أسرار العشق بسبب ثقافة الأحزاب التي علّمت الناس على الفساد والسرقة و النفاق!؟
لكنّنهن رغم كلّ المأسي و الأجحاف و الّلارجولة من أشباه الرّجال ؛ صبرن على المُرّ و الظلم لأجل أبنائهنّ و ما طمعن بمال أحد ولا أحسان غريب .. بل كانت عيونهنّ ناظرة للسماء حتى الآخر على طول الخط ..
و هكذا هو الشرف و معنى الصبر حين يمتطى ظهر جواد أصيل .. يسموا و يعلو برضا الرب لتحيا المحبة وسط الأشوال و عربدة أشباه الرّجال, و هي تنطق بقوة و و ثقة ضد الكراهية و الغيبة و القسوة ..
و هل يخلد في هذا الوجود إلا الصابر الذي عرف الحُبّ و صمد على نهجه حتى الموت و :
أبداً لنْ يموت الذي أحيا قلبه بآلعشق ..
أنّهُ مؤكّدٌ خلودنا في هذا الوجود..
 
ألأم دائماً هي التي تخسر كل شيئ .. لكنها لا تشكو ولا تمنّ .. خصوصاً حين ترى حولها نجاح أبنائها .. تنسى كل شيئ و تقلب وراء ظهرها كل تلك الصفحات السوداء من أجل سعادتهم .. يا لها من تضحيات و عطاء أتحدى كل الصداميين و الهتلرين و الأمريكيين و الشرق والغرب أن يأتوا بصورة من مثلها!؟
قلبي على أمّ .. حاولت ترتقي و لم تفلح لترى نجاح أبنائها .. و ما إستطاعت بسبب الاقدار التي يتقدّمها الجّهل عادة ..
لتبقى قصّتها كذاك النّمر الجريح حين فقد كلّ شيئ بفقد نابها في معركة غير متكافئة :
لقد خسرت ألأمّ نابها في معركة طاحنة مع حيوان آخر كان سيعتدي على إبنها بدعوى أنه ملك الغابة،
الخسارة كبيرة و الألم كبير ..ولكن إبنها لا يفهم هذا الأمر و لا ينظر حتى إليها كي يرى كسر الظهر و الدّماء و الآلام التي بُذِلت من أجل الحفاظ على حياته!!؟ لكنه يشعر بالأمان ، و سَيُكمِل حياته المعتادة و كأن شيئا لم يكن .. سيلعب ويقفز ويعلو صوته في كل حدب و صوت ..
لن يفهم ماذا دفَعَت الأم من أجله !؟ ولا يفهم معنى الحب الذي قاد الأم لتَفدي إبنها بحياتها.
ليس كل حب نُقَدِّمه للآخرين يفهمونه و يقدرونه !
كثير من الناس لم يصل مرحلة النضج العقلي و العاطفي .. كي يفهم حبنا له و أحترامنا لشخصه في زمن الجفاف و الهجر،
وليس كلّ حُبّ قدّمناه يُفهَم ويُقَدَّر .. حتى بعد الموت و كشف الحقائق للعالم ..
وهنا تكمن محنة الأنسان خصوصاً أؤلئك الذين لا يشكرون و يكفرون ..