عزيز الخزرجي

عزيز الخزرجي

البريد الإلكتروني: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 التقوى و الفقه و الفلسفة محمد باقر الصدر (قدس) وجمع لا تسعهم الأرض و السماء إلا القلوب الطاهرة؟
بمناسبة شهادتهم الكونيّة أقدّم لكم هذه الأبيات:

ألنّاس مِن تُفكَدله واحد تحزن إسنيّن ..
و إحنـه إعزازنه كُلّهم فكَـــدناهم ..
طيّبيين و عِطرهم عِطر آلوُرود ..
نِنْسه إرواحنه وما يوم ننســاهم ..

تواضعي لِمُحبّي ألشهداء ومُبغضي قاتليهم, لقد فسد العراق بفقدهم و نسيان ذكراهم بعد ما حلّ بدلهم الفاسدون, فحين رجعت للعراق و مررتُ ببغداد و غيرها, لم أشهد ذكرهم حتى صورهم أو موقفاً للشهداء و كأن آلناس كانوا غاضبين عليهم كآلبعث, لهذا جرى المسخ رويدا .. رويداً في العراق حتى رأيت آلدّعاة أنفسهم كذلك, بعد ما كانوا أشرف الناس؛ و باتوا يشمئزون لمجرّد تذكيرهم بآلشهداء و حتى بمواقف إمامهم عليّ(ع) و كأنّهم أعلنوا البراءة منه و منهم بشكل خفيّ لإمتلاء بطونهم بآلمال الحرام و إختلاف نهجهم عن نهج الشهداء ألذين كانوا يبيتون جوعى و عطاشى ليشبع جارهم!

شهادة هؤلاء العظام لم يبق له أثر فعلي و عملي في واقع الناس, و حتى في سلوك و حياة (الدُّعاة) ألذين بدؤوا يكرهون ذكراهم لأنها تُذكّرهم بآلآخرة و حساب يوم القيامة لأنهم مدينيين حتى للأجيال التي لم تلد بعد .. لذلك لا يتغيير الوضع خصوصاً مع بقاء السياسيين الحاليين الذين لا يعرفون و مراجعهم(1) أصل الأسلام و روح القرآن و جوهر الدّين, لهذا فمأساتنا مستمرة خصوصا و إن العراقيّ ألمثقف لم يعد يقرأ و يعجز عن إكمال قراءة صفحة لا تتعدى دقيقتين إلا ما يعجبه, فكيف بعوام الناس!؟
حكمة كونيّة: [مَنْ لا يقرأ .. إلّا ما يُعجبهُ ؛ فأنهُ لن يتعلّم].
 العارف ألحكيم عزيز حميد مجيد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سأكتب في مقال لاحق عن حقيقة الأسلام المجهول لدى حتى مدّعي الدّين, و سبب عدم إقدامهم لتشكيل حكومة إسلامية أو حتى شبه إسلامية إن شاء الله .. فترقبوا ذلك يرحمكم الله.

:
و أنتم على موعد لأنتخاب البرلمان الجديد الذي سينبثق منه الحكومة و الرئاسات المختلفة؛

يجب عليكم - على كلّ ناخب – لهُ ضمير؛ أن يتحقّق من وجود المواصفات التالية أدناه في المُرشح للأنتخابات كي يستحق عضوية المجلس النيابي و يحقق ألنجاح!

و بغير ذلك فأن إنتخابك لأيّ كان حتى لو كان (مرجع دين) أو عالم بآلأكوان و آلذّرة من دون وجود تلك الصفات فيه؛ مضيعة للمال والعمر و الفرص و تحطيم لمستقبل ألأجيال ألمسكينة المسروقة حقها أساساً من قبل النواب السابقين و الحكومة و الرئاسات المختلفة علماً أنني بيّنت بعض التفاصيل في مقال سابق بعنوان:

[مواصفات المسؤول العادل], أمّا المواصفات الحتمية المطلوبة في آلمرشح فهي:

معرفة فلسفة الفلسفة الكونيّة.
معرفة أصـــول العدالة العلويّة.
​قواعد ألأدارة ألعلمية الحديثة.
مبادئ الهندسة الصناعيّة و الزراعية.
إدارة و تنظيم القوى الأنسانيّة و تطويرها.
تنظيم ألميزانية و مراعاة الأولويات حسب المطلوب.
ألتخصص في التأريخ و معرفة السُّنن ألكونيّة.
معرفة علم النفس الأجتماعي.
مبادئ ألسّياسة و الأقتصاد الأسلامي و الرأسمالي.
معرفة الفرق بين أحكام الدِّين و آلدِّيمقراطية في آلحُكم.
و أخيراً : معرفة [ألسّياسة و الأخلاق ؛ مَنْ يحكم مَنْ].

لأنّ التخطيط و البرمجة ألأستراتيجيّة للخطط الخمسيّة و العشرينية وحتى آلقرنية الطويلة الأمد تحتاج إلى تلك المعارف الكونيّة التي بدونها تتكاثر الكوارث و كما شهدتهم في العراق و ستضيفون 4 سنوات فساد أخرى للفساد الذي عمّ العراق من زمن البعث الهجين و قبله و إلى الآن بسبب إعتقاد أعضاء الأحزاب الجهلاء من الرئيس و الوزير والبرلماني على المستشارين من أصحاب الأختصاصات الأحاديّة لتصويب المقررات و الخطط و النتيجة تكون و كما شهدتهم سابقاً فساد فوق فساد.

ولو كان المرشح بآلاضافة لتلك المواصفات؛ عارفا و ملمّاً بجواب (ألأسئلة الأساسية ألسّتة) لتحقيق الأمانة بجانب الكفاءة؛ فأنّ نجاح البرلمان و الحكومة و إنقاذ العراق و تطوره سيكون حتمياً.

و إذا لم يوجد مَنْ يتّصف بتلك الصفات؛ فمن الأولى إرجاء الأمور إلى الأمريكان أو عدوها إيران لتقرير مصير العراق لأنهم على الأقل يعرفون بعض تلك المواصفات التي بيّناها, و ترك الخزعبلات و المدعيات المذهبية و الوطنية و العشائرية والكردية و العربية التي هي أحط صفات و مدعيات سمعتها من الأحزاب العراقية بلا إستثناء.

وبغير ذلك فأن المسخ الجاري على الشعب العراقي المغضوب عليه أرضا و سماءاً سيتعمق لا محال حتى حلول عملية الإستبدال الكامل.


حين يُمسخ آلناس ؛ تنقلب القيم!
قصة مؤلمة أخرى أربكت وجودي و أوقفت حركة التفكير عندي لأكثر من إسبوع و كُدت أترك الكتابة من ورائها, لكنها – الكتابة – المقدسة .. السبيل الوحيد الذي أمتهنها لإيصال رسالة الشهداء – التي هي رسالة الله - إلى العالم و لهذا الجيل الذي ضاع ولم يعد يعرف شيئا عن أؤلئك العظام الذين بعضهم ضاعت مآثرهم و حتى أجسادهم و تحتاج لسيناريوهات ترقى لتكون على مستوى العالم بل الوجود!

أنها قصة عائلة صديقي العزيز فؤاد (أبو أحمد الركابي) , و أعترف أمامكم كفيلسوف و عارف حكيم و وارث للفكر الكونيّ و على إمتداد مسيرتي الفكريّة كنتُ إذا أردت تصوير حقيقة عميقة .. دعوت الكلمة فتأتيني خاشعة طائعة تمشي على أستحياء مسرعة تارّة و متباطئة تارة أخرى؛ لكنها في النهاية كانت تأتيني مستسلمة فأقدّم بها المعنى الذي أريد تصويره ببيان كونيّ رصين و كما جسّدتها مبادئ الفلسفة الكونية, لكني ما تحيّرت في الكتابة عن موضوع مُذ عشقت الأنسان و خالقه الجّميل .. الذي لا يتحقق حُبّهُ إلا في قلب ألجّميل ألّذي وحده يعرف كُنه الجّمال؛ ما تحيّرت أبداً إلّا عندما إطلعتُ على شهادة عائلة عراقيّة على الحدود مع إيران لتصطفّ تلك المحنة ضمن الجرائم الكبرى لنظام الجّهل البعثيّ!؟

قد يعرف  البعض منكم بأن معنى و فلسفة الحُب و العشق تتعاظم لدى الذين حُرّموا منه بداية حياتهم لأسباب كونية كموت الأب أو آلأم أو إفتراقهما .. والذي عبّر عنها الباري بأنها تهز العرش لمدى الألام و الآثار التي يسببها في نفوس الباقين من الأبناء و حتى المجتمع!

و في العراق تجد صور كثيرة جدّاً عن مثل تلك المصائب و آلمحن .. و أصعبها إيلاماً هي تلك القضايا و آلحوادث التي تعيشها أو تسمعها و تعييها بكل وجودك؛ لكنك لا تستطيع الكلام و البوح بها بدقة أو ممارستها, ربما لأنها غير قابلة لذلك لهول المأساة!

إنها شهادة على حدود بدرة ؛ قصة مؤلمة للغاية إربكت وجودي و صدمت عقلي, بسبب مصير عائلة صديقي المؤمن فؤأد فرحان ألرّكابي الذي تغرب قبل عائلته المغدورة بسبب الظلم و الحروب ألغبية - العبثية .. فحين حاولوا الهجرة من موطنهم الذي لم يعد آمناً لكثرة الواشين و العاملين في آلأمن و الشرطة و خلايا البعث الإرهابية الجاهلية حتى جارهم كان يكتب عليهم كل يوم تقريراً و عن كل شيئ .. خصوصا بعد شهادة أخيه الأكبر الشهيد ألأستاذ أركان تاركا زوجته و إبنته الوحيدة لتتكاثر المصائب و المضايقات و الظلم عليهم و كان لجارهم السّيئ القريب (إبن المضمد) ألدور الرئيسي لشهادتهم الذي كان يتظاهر بزرق الأبر في الأطفال لكنه كان يفرغ دواء الابرة خلفه أو في مواقد النار المشتعلة بدون حقنه في جسد المريض و بذلك أكل ذلك الإبن لقمة الحرام بغير ذنب منه و تلك معادلة معقدة بشأن لقمة الحرام ألتي تسببت في واحدة من آثارها  بشهادة تلك العائلة المظلومة بوشاية من ذلك الإبن لكلاب (الأمن) و حاشا الكلاب من تلك الأفعال المشينة.. لهذا و بعد ما عظمت المصيبة؛ تصدّيت لكتابة تلك القصة و القصص الأخرى بقلمي الحزين الذي ما نطق يوماً إلا بآلحق المجلل و في الحق و بآلحق .. و هناك أقلامٌ كثيرة تكتب كل يوم .. لكن ماذا تكتب و هل تخلدت تلك الكتابات لقرون أو قرن أو عقد أو حتى سنة!؟

هناك قلم يُحرّر؛ و قلم يُقرّر؛ و قلم يُبرّر؛ و قلم يُريد أن يُمرّر قلم سلطان؛ و قلم أسير؛ و قلم أجير؛ قلم يستفزّ؛ و قلم يفزع؛ و قلم يعزف؛ هناك قلم مدهش؛ و قلمٌ منعش؛ و آخر لا يهش و لا ينش و لا يبش .. تائه بين إشعيط و معيط .

و فوق كل تلك الأقلام مجتمعةً؛ هناك قلمٌ واحدٌ .. نادرٌ يختلف عن كلّ تلك الأقلام .. لانه لا يخط إلا الحقائق الكونيّة الكبرى التي لا تنتهي حتى بعد قيام القيامة كقصة عائلة صديقي(فؤآد) أبو أحمد ألرّكابي!!


إنّ أهم و أكبر مشكلة يعانيه القلم الكونيّ و في هذا الزمن؛ أنه يجعلك قسراً تتصادم مع أصدقائك و أهلك و عائلتك و حتى مبادئك الذاتية التي قد لم تتصل بعد بآلعشق الحقيقي بسبب آلعشوق المجازية، لأنه – قلمك – يرفض الظلم و لقمة الحرام و عمليّة بيع القيم كتجارة رابحة رائجة .. فيبقى وحيداً لا يجاريه قريب أو صديق أو حكومة لأنه يصبح خارج السرب تماماً!

رسولنا الكريم صلوات الله عليه قال في معنى الحديث بأنه سيأتي زمان الماسك فيه على دينه كما الماسك على الجمر، وبنفس القياس اليوم، نجد أن الدّين ركن زاوية أساسي في عملية التمسك والتشبث والدفاع ومصارعة النفس، وإلى جانبه تأتي عملية التمسك بالمبادئ والقيم، والتي تأتي معها أيضاً الكرامة وعزة النفس.

للزمان تقلبات، بعضها يكسر الهش، و بعضها يلوي القويّ، و بعضها يختبر قوة تحمل الصابر المحتسب، بالتالي .. من يأمن الزمان مخطئ، ومن يظن بأن الزمن لا ينقلب، وأن المعايير لا تتبدل واهم، فهذه الدنيا صناعة إلهية، لكن ما يدور فيها من خيانات و شقاء و ظلم؟ صناعة بشرية، و حينما تستشري الصفات السيئة في مجتمع ما و تنعكس قيم الأفراد فيها - والخطير أن يكونوا مؤثرين فيها - فهنا يكون الاستهداف فورياً للمبادئ و القيم فيستشهد الشريف المؤمن و يرتقي الفاسد المنافق و كما جسدتها  هذه القصة الدامية!

فكيف يمكن لشخص أن يتسبب في غشّ ثم محو عائلة بآلكامل عاشوا معاً على الحلوة و المرة كجيران و أهل بمحلة واحدة لعقود طويلة و منذ الولادة .. لو لم تكن للقمة الحرام الملطخة بدماء الأبرياء دوراً مباشراً في هذا الفعل!

هناك من يُؤثر التضحية بكل ما يملك لأجل قيمه، هناك من يؤثر تفويت الفرص وتضييع المغريات لأن مبادئه لا تقبل الخطأ، وعلى النقيض هناك من يبيع كل شيء، ضمير و قيم وأخلاق كعائلة هذا (المضمد) وللأسف حتى العرض لأجل راتب أو مكسب فوري و رخيص، ولو كان عالي الثمن وغالي القدر، فلا حياة دون كرامة، ولا كرامة دون مبادئ.

أردت أن أبيّن بعد هذه المقدمة : كيف يمكن لبلدة صغيرة نسبياً كقضاء مثل بدرة أن يتواجد فيها أناس في غاية المسخ و الخسة و الرذيلة مقابل مؤمنين عظماء أمثال الشهيد أركان و موسى و بديع و فؤآد سالي و كريم ووووو عشرات ممن يشهد لهم التأريخ و العلم  و المواقف العظيمة التي وقفوها في أحرج و أشد اللحظات التأريخية حين كانوا يُخَيّرون بين الموت و الحياة بألتنازل عن كرامتهم!؟

هذا الأمر وقع تماماً مع عائلة صديقي التي أرادت الهروب للحرية, حيث وقف فؤآد(أبو أحمد) مبهوتاً و دموعه سالت كنهر الكلال أمام جثث عائلته (امه و أخته و زوجة أخيه الشهيد) و قد دفنوا بواسطة أحد ألرّعاة بعد ما تم قتلهم من قبل أجهزة اللأمن و اللاسلام الصدامية بوشاية ممن أكل الحرام.. ليتوقف الحياة على تلك الحدود بين دولة الكفر و الأسلام و على مشارف بلدتهم و محلتهم(القلعة) الصغيرة التي لم تعد آمنة بل و غابت معالمها بسبب أبناء الحرام الذين أكلوا الحرام عمراً و لم يقدموا ولم يزرعوا حتى نخلة ؛ بل إعتمدوا على راتب لم يعد مباركاً من دم المرضى و قوت الفقراء.

حين وقف أبو أحمد على جثتهم الشريفة لنقلها إلى النجف الأشرف بعد 2003م, رجع ليتوائم مع من تبقى من ذلك الجيل في مسقط رأسه .. لكن لم يعجبه العيش في بلدته التي خانت عائلته رغم إنه كان وفياً و ضحى  لها حين جاهد سنوات طوال مع قوات بدر ضد النظام الصدامي .. خصوصا بعد ما تحول فيها كل شيئ إلى أراض جرداء لا رطب ولا ثمار و لا فاكهة أو خضار تعيد للروح نشوتها .. بل تحول إلى نفط و غاز سرعان ما سيستغني عنها العالم بعد تطور التكنولوجيا كما تم الإستغناء عن فحم الكوك قبله فثاني أوكسيد الكاربون يسمم الأرواح و الأبدان و يذبلها ..

لهذا غادر  صديقي أبو أحمد مع جرحه العميق .. مودعاً تلك المدينة للأبد لأنها لم تعد بيئة صديقة له .. فماذا يبقى من جمال الحياة حين يكون أهلك و جارك و صديقك عدّوك و ضدّك يريدون فنائك؟

و هل هناك خيانة أقصى و أقسى من خيانة الأهل و الجار و الصديق .. بينما أول ما أوصانا به رسول الله(ص) هو حرمة آلجار حتى إ
عتقد الناس بأنهم يرثون و حقا يرثون! بل وقيل : [من وفّى مع جاره وفى مع الأسلام أو أدى حق الأسلام]وحديث آخر شر:
[
ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة؛ رجل أعطى بي ثمّ غدر؛ ورجُل باع حُراً فأكل؛ ورجل لا يؤدي حقّ جاره].

فسلام على تلك الأجساد الطاهرة التي أبت أن تمسها الحرام و الأيادي الملطخة بدم الأبرياء و إختارت الشهادة و الخلود بعد سعيها للهروب إلى الحرية في الأرض المقدسة .. فرزقها الله حرية أكبر و أعظم في جنان الخلد!


و إعلم يا أخي الحنين أبو أحمد الطيب بأن من عمل و توكل على الله فهو حسبه و حاميه و حافظه، و لا تظنن من لا ينسى الله أن ينساه خالقه ولو اجتمع عليه شياطين الإنس والجن و ليس الجار فقط, و أهلك بإنتظارك في عليين و لن ينسوا حين جعلت ديّتهم صدقة جارية لهم بترميمك لتلك للحسينية.

رسولنا الكريم كم عانى و كم أتهم بآلخيانة و بالجنون!؟
 تم استهدافه لقتله، وتمت الإساءة له و رُمي بالحجارة حتى أدميت قدماه، فهل استكان!؟
هل تراجع؟
هل تخلى عن مبادئه و قيمه و الأهم دينه!؟

لا عزة لإنسان لا يصر على العيش عزيزاً، ولا خير في بشر يرى الحق ولا يتبعه و يرى الباطل فيهب منغمساً فيه.
النفس البشرية أمّارة بالسوء، وللوقوع في مستنقعات السوء يبدأ المشوار بالتخلي عن المبادئ والقيم، وطبعاً قبلها الدين، كونه هو أصل القيم والمبادئ التي كرم الله بها بني آدم عن العالمين.

وحينما تتحول القيم والمبادئ لشعارات و لطم فقط كما هو حال أمتنا اليوم للأسف بسبب أهل السياسة و مدعي الدّين ظاهراً  ولغير الله باطناً، تقابلها ممارسات تخلوا منها، ولا تقيم لها وزناً أو اعتباراً، هنا نكون في مرحلة مقامرة برحمة الله و مرحلة إستبدال .. حينها نكون سائرين بعكس ما يفترض بنا السير عليه، فنحارب نظيف اليد نقي السريرة، الصادح بالحق الرافض للباطل، وحينما ننجح في إسكات أهل الحق يسود الباطل، في معادلة واقعية تثبت صحتها على الدوام من خلال الوقائع المؤلمة كهذه الواقعة الأليمة.

لذلك نقول إنها مشكلة، حينما ترى الظروف وكأنها تفرض عليك التخلي عن المبادئ والقيم حتى «تسلك» معها، أو تسلك مع صانعيها، حينما ترى المقدرات مكتوبة لمن يتخلى عن مبادئه ويكون تابعاً لمبادئ غيره، حينها الرجولة تنتفي، وحينها تخنق الأصوات، ويكف الناس عن قول الحق، خوفاً على أرزاقهم، وخوفاً على من يعولون.

في كل زمان ومكان، هناك توزيع لأصحاب المبادئ وفاقديها، لأصحاب الحق وأصحاب الباطل، لكن النسب تتفاوت، فإن طغت الأولى فإنها رحمة من الله بأن جعل الخير يسود على يد هؤلاء الذين لا يخشون في الحق لومة لائم، لكن إن طغت الثانية فهي من علامات الساعة التي تنقلب فيها الأمور فيصبح الحق باطلاً، ويصبح الصدق كذباً، ويظلم الطيّب و يعلو شأن الخبيث و كما هو الحل في حكومات دولنا!

ما قيمة الإنسان بلا مبدأ؟! ما قيمته وهو يتخلى عن آلصبغة و السليقة التي خلقه الله عليها, و [خلقناكم أطواراً]؟
وسليقة البشر التي جبلوا عليها أساسها نبتة خير زرعها المولى عز وجل فيهم، التحدي أمامهم بأن يحافظوا عليها ويصونوها ويتصدوا لأية مؤثرات تجعل الإنسان السوي يتحول لآخر دنيء و شقي.

لذلك لا عيش كريم لإنسان لا يملك مبدأ ولا يملك قيماً، فليس العيش الكريم بالمال والجاه و السلطة بقدر ما هي الكرامة التي منبعها رضا الإنسان عن نفسه، وعن تصرفاته وأفعاله، وحرصه أن أفعاله ترضي الله ولا تغضبه.

حينما تضيع القيم وتقتل المبادئ، يطغى كل شر؛ يسود الكذب؛ يعم النفاق؛ تكثر الخيانات؛ تقل البركة؛ يتفاقم الفساد؛ تنتشر الأمراض ومهما حاولنا إصلاح الأمور عند ذاك؛ لا نجد التوفيق من الله عز وجل.

ربنا تعالى قال في محكم التنزيل بشأن موسى عليه السلام: [يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين]. الأقوياء والأمناء هم أصحاب المبادئ والقيم، والذين بهم تنصلح الأمم و يكتب الله بجهودهم الخير.

و سلام على الشهداء ألذين ضُرّجوا بدمائهم على الحدود التي تفصل بين عراق المآسي و الدم و بين دولة الأسلام التي لا يعرفها أهلنا للآن لفقدان البصيرة التي معها يُمسخ الناس فتنقلب القيم و تحل المآسي و المحن.

بداية أعتذر من المثقفين الكرام على بعض الأشارات التي تناسب المتحاصصين فقط .. و لسياق الكلام و اللهجة العراقية الدارجة و لإيصال الفكرة بوضوح و بساطة فقط:
الحكاية:
يكلك .. اكو واوي يمر ركض من يم الاسد ويكله طاح حظك ..
ويمر مرة ثانية ويكله طاح حظك ويركض ..
ويمر مرة ثالثة ويعيدها على الاسد , والاسد ساكت ما يرد عليه ..??
اجه النمر وكعد بصف الاسد ..
جان يجي الواوي طاير ويصيح على الاسد "طاح حظك"..
النمر استغرب وسال الاسد :- شبيه هذا الواوي ؟
الاسد جاوب :- ما عليك منه خل يولي !
النمر كال :- والله إذا مر مرة ثانية وعادهه وتجاوز .. إلا الزمه والعن والديه ..
الواوي افتر مرة ثانية ورجع يركض وصاح على الاسد " طاح حظك " ..
جان يكمز النمر ويركض ورا الواوي .
الواوي ختل بحفرة بوابتها واسعة لكن مخرجها ضيق كلش .
فالنمر عصى بالحفرة و ما كدر يطلع مثل الواوي .
الواوي حصره حصره للنمر و سواله ... شغلات عجيبة و غريبة ..ههههه ما تنحجي!!
وره ساعتين طلع النمر من الحفرة و رجع كعد يم الاسد و سكت ما حجه شي ..
جان يجي الواوي ركض و صاح " طاح حظكم "
باوع الاسد على النمر و كاله : ها ولك ؟ بس لا وداك لنفس الحفرة و خلاها بيك !؟??
إيه يامولاي الاسد .. سواها و الله و خلاها للضاليين هالملعون.
رباّط السالفة
ما وصيكم الإنتخابات قربت  عود هم رجعوا لنفس صندوق الاقتراع وانتخبوهم هالواوية الحرامية!!!؟
و حطو راسكم بالحفرة ترة يصير بيكم مثل ما صار بالنمر و الأسد
ديروا بالكم ابوي ابوي تره هآلمرة يلبسون ثوب جديد و ياهم ربع يشكون بلا رحمة !!؟
حكمة كونية: [لا تنتخبوا إلا الذي يتعهد بمُقاضاة 500 رئيس فاسد كبير مع 5000 ذيل فاسد  وإلا فآلبقية ستحترق أيضا

بعد ما أصبح دعاة اليوم بلا دعوة - أشار ألسّيد ألعبادي إلى النية لعقد ميثاق شرف يُلزم “القوى السياسية والمجتمعية الفاعلة بحفظ قيم العراق وأخلاقيات و ثقافة مجتمعه، ثم حفظ الوحدة والنظام و المصالح العامة، بما فيها محاربة الفساد والانحراف و الفوضى والتبعية للأجنبي والسلاح والجماعات المنفلتة، ومحاسبة المتجاوزين على الدّم و العرض و الحرمة و السيادة العراقية”.

من أولى و أهمّ ألملاحظات؛ إنهم لم يشيروا إلى محاسبة السارقين للمال العام بعد ما تمّ تشخيصهم .. لأنهُ سارق منهم و جوقته و كما برهنّا بأن الخط الأول و الثاني و بعضٌ من الثالث قد أصبحوا أصحاب قصور و ملايين بعد سرقة قوت الفقراء, حيث ذكروا كلّ التجاوزات على العرض و الدم والسيادة لأيقافها, بدون ذكر الأموال المسروقة التي هي أهم حتى من الشرف في الوقت الحاضر بآلنسبة للعراق الذي يعاني الناس فيه الجوع و العوز.

وبهذه الأساليب و الأدبيات الواطئة و النوايا المُبيّته التي لا يعرف أصحابها الفرق بين تعريف (الجوهر و العرض)؛ يُريدون نشر العدالة و المساواة و يدّعون الشرف و حفظ ثقافة الشعب و أية ثقافة و قيم بعد نشرهم للفساد .. بعد ما سرقوا بأنفسهم والمتحاصصين ترليون و ربع ترليون دولار  كاش موثق بآلأسماء و العناوين و بلا رحمة و ضمير؟

كذلك يدّعون بلا حياء (تطوير العملية السياسية) و إنقاذ المجتمع الذي لم يُمسخ إلا بسبب ثقافتهم وإدبهم و كأنه إستمرار لحزب الجهل البعثي ..

و إليكم نصّ شرح بيان العبادي حول الميثاق والحكم وكما وردنا والحكم لكم:

أولاً/ طبيعة الميثاق: ميثاق شرف وطني يتضمن التزامات سياسية وقيمية حافظة للهوية العراقية وقيمها وأخلاقياتها، وضامنة لسلامة النظام العام، وصلاح الحكم ونزاهته، وأداء وممارسات القوى والفاعليات السياسية والمجتمعية في الدولة.

ثانياً/ جوهر الميثاق: إطار مبادئ يحترم ثوابت المجتمع والدولة ويحافظ عليها ويحرسها تحت أي ظرف، ووضع آليات واقعية وعملية لتنفيذه.

ثالثاً/ وطنية الميثاق، بعيداً عن أي اصطفافات إثنية أو طائفية على مستوى الهوية المجتمعية أو الحياة السياسية أو النظام السياسي أو الجبهات السياسية والعمل الإنتخابي. مع الاحترام الكامل للتنوع الاثني والديني والقيمي في مجتمعنا.

رابعاً/ سلمية الميثاق، وأبويته الراعية للجميع وعدم جنوحه للعنف تحت اي ظرف.

خامساً/ التزامات الميثاق: التزام القوى السياسية والمجتميعة الفاعلة بحفظ قيم العراق وأخلاقيات مجتمعه، وحفظ الوحدة والنظام والمصالح العامة، بما فيها محاربة الفساد والانحراف والفوضى والتبعية للاجنبي والسلاح والجماعات المنفلتة، ومحاسبة المتجاوزين على الدم والعرض والحرمة والسيادة العراقية.

سادساً/ أهداف الميثاق:

1-ضبط المسار والأداء العام لجميع القوى والفاعليات بما يحقق صلاح المجتمع والدولة.

2-فرز ومواجهة القوى والفاعليات المشتغلة بالضد من أخلاقيات المجتمع وصلاح الحكم وسلامة الدولة.

3-إلزام القوى والفاعليات بأسس الحكم الرشيد، وخصوصية الهوية والقيم والأخلاقيات العراقية، وتحميلها مسؤولية الإلتزام بسلامة وصلاح وتطوير النظام السياسي ليكون قادراً على تحقيق تطلعات الشعب وتأمين حقوقه ومصالحه بعيداً عن أي فرض أو تزوير إرادة أو وصاية أو استلاب أو تبعية أجنبية.

ملاحظة الدعوة و التنظيم أساسا طُرح من قبل السيد مقتدى الصدر في 2 كانون الأول2020م وعلى إثرها دعت الأحزاب والتيارات الشيعية لترميم البيت الشيعي في العراق و منهم حزب الدّعوة العلماني - الأسلامي سابقاً!  حكمة : [ ألسطلة لا تدوم لأحد و لا يستقيم ألعراق إلا بعد محاسبة السارقين لترليون و ربع ترليون دولار التي أخضعت العراقيين لهيمنة أصحاب المنظمة الأقتصادية من خلال الدّيون المئات مليارية].

و السؤآل الأهم: أين كنتم طوال عقدين تقريباً و بيدكم الأموال الأنفجارية؟

أقدّم لكم .. خلاصة جلسة من جلسات المنتدى الفكري بكندا/تورنتو كما وصلنا, حيث تمّ مناقشة و بحث ألمبادئ الكونية العلويّة في السياسة و الحكم و مواصفات ألمسؤول المطلوب و المرشح للأنتخابات, مع مشاهدة فيدو يكشف جانباً من الفساد المالي و الإداري و نذالة الرؤوساء الفاسدين من الأحزاب الجاهلية التي حكمت بلادنا بإسم الإسلام والوطن و الدّعوة؛ فجعلوه رهيناً و لعبة بيد الأستكبار العالمي, و نأمل من الأخوة الواعيين المخلصين تكرار مثل هذه الجلسات في منتدياتهم لتعميم الفائدة.  

يقول سيد العدالة الكونيّة: من علامات زوال الدّول هو الظلم ألذي يُجَسَّد من خلال أربع مُؤشرات هي:  

[ترك الأصول و آلعمل بآلتكبر و تقديم ألأراذل و تأخير الأفاضل].  

و حديث آخر: [الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة، و لا ينصر الدّولة الظالمة ولو كانت مسلمة].  

و قد تحققت العلامات ألعلوية الأربعة في العراق بوضوح و تفصّيل , فكلّ دولة تأتي سرعان ما تزول!  

كما تحقّق آلنّصر للدّولة الكافرة لأنّها كانت عادلة ولم تنصر الدّولة المسلمة لأنها ظالمة كدولة العراق.  

و تحقيق المبادئ (ألعلويّة الأربعة) يكون بمعرفة الأصول و المبادئ الواردة أدناه و لجميع المستويات, بدءاً بمرشح رئاسة الجمهوريّة و البرلمان و الحكومة أو وزير أو عضو برلمان وحتى المؤسسات الأخرى؛ حيث يجب أن يحمل و يعرف كلّ رئيس و مسؤول و وزير الأختصاصات الأساسيّة ألتالية لإدارة ألوزارات و اللجان ألحكومية أو المحافظات أو مؤسسات ألدّولة أو حتى دائرة فرعية, لأنّ معرفة رئيس الجمهورية أو باقي الرؤوساء لتلك المبادئ من شأنها تحصينهم و سدّ الثغرات التي يتسبّب الفساد من خلالها بظل المسؤول والوزير و النائب, و بغير تلك الكفاءة ؛ فإنّ الفساد سيستمر كما الآن و كما شمل جميع المرافق و المؤسسات و ما زال قائما و يتفاقم و لا يستطيع المستشارون ولا المعنيون و لا أكبر قوّة أنقاذ الموقف و الله يستر من المستقبل إن لم تطبيق هذه آلمواصفات الكونية وهي:

 

معرفة فلسفة الفلسفة الكونيّة.
معرفة أصول العدالة العلويّة الكونيّة.
قواعد ألأدارة الحديثة.
مبادئ الهندسة الصناعيّة و الزراعية.
إدارة و تنظيم القوى الأنسانيّة.
تنظيم ألميزانية و مراعاة الأولويات.
ألتخصص في التأريخ و معرفة السُّنن.
معرفة علم النفس الأجتماعي.
مبادئ ألسّياسة و الأقتصاد الأسلامي و الرأسمالي.
التخطيط و البرمجة ألأستراتيجيّة للخطط الخمسيّة والطويلة الأمد.
معرفة جواب الأسئلة الأساسية ألستة لترسيخ الأمانة بجانب الكفاءة.

 

فهل وجدت تلك المواصفات أو حتى نصفها .. لا بل ربعها .. لا و الله بل واحدة منها .. في شخصيّة مسؤول عراقيّ حكم في الدولة او البرلمان أو القضاء أو حتى الوزارات و المؤسسات .. ليستحق أن يكون رئيساً أو وزيراً أو برلمانياً أو محافظاً أو مسؤولاً؟
أم الجميع تقريباً نُصبوا و عُيينوا بآلمحاصصة و الواسطات و الحزبيات و العشائريات!؟  

طبعا ألجواب معروف و هو: لا , بل المحاصصة و الواسطات هي التي حكمت و كما شهدناه عملياً في خمسة أفواج من الفاسدين الذين شكّلوا الحكومات و البرلمانات و رئاسة المحافظات و تصدّوا للمديريات و المؤسسات و الرئاسات والوزارات و البرلمان بعد 2003م, و لا نتحدث عن زمن حكومات البدو البائدة وثقافة القرية !  

و فوق هذا أَ تَعَجَب .. كيف إن السّادة ؛ هاشمي؛ علاوي؛ حلاوي؛ جعفري موصلي؛ عبادي؛ مالكي نُجيفي؛ جبّوري؛ مشهداني؛ طالباني؛ بارزاني؛ صالحي؛ خزاعي؛ حلبوسي؛ كاظمي,؛ علّاقي؛ شبّريّ و أمثالهم مع أنواع و أشكال وزراء و نواب و حتى مراجع دين سمحوا و يسمحون لأنفسهم بتحديد المسؤوليين و المسؤوليات و هم يجهلون أسس تلك آلمبادئ الكونية و حقيقة العلوم التي أكّدها النهج آلكوني و القرآن المهجور لأدارة الدولة و تلافي ألفساد و سقوط الدولة, حيث رشحوا و تقدّموا .. بل و قتلوا أنفسهم للفوز بقيادة الدّولة و الأحزاب و آلحكومات و الوزارات و المجالس النيابية بلا حياء و دين و أنصاف لنهب و سرقة دولة بأكملها لعلمهم بأنهم لن يأتوا بعدها؟  

لذا كانت ألنتيجة كما شهدتم و ما كانت لتكون أسوء ممّا كان حيث تسبب أخيراً في مسخ الشعب!  

خراب ؛ فساد ؛ ظلم ؛ نهب ؛ سلب ؛ قتل ؛ عمالة ؛ نذالة ؛ تكثير الدّيون المليارية ؛ تكثير الجواسيس؛ سرقة الاموال؛ تحطيم القوى الأنسانيّة ؛ هدر طاقات الشباب ؛ هدر الميزانيات, و الأهم و الأخطر من كل هذا هو تشويه ثقافة الناس و تسطيح فكرهم  و كما حدث زمن صدام و قبله و بعده و سيستمر لو لم يعلن المذكورين توبتهم و محاكمتهم لإرجاع الأموال المنهوبة! يجب في خضم هذه الأوضاع إبتداءاً : إجراء إختبار علميّ و عقليّ و روحيّ وإختصاصي لكل مرشح للبرلمان و للحكومة و الرئاسة و الوزارات و غيرها, قبل الموافقة حتى على التشريح و المشاركة لنيل منصب معين و العارف الحكيم لديه الأمكانيات و الآليات الفنية و الكونية اللازمة لتحقيق ذلك. و لا حول و لا قوّة إلا بآلله العلي العظيم.