عزيز الخزرجي

عزيز الخزرجي

البريد الإلكتروني: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
بسم الله الرحمن الرّحيم:
قال تعالى: [قل هل من شركائكم من يبدؤا الخلق ثم يعيده, قل الله يبدؤا الخلق ثم يُعيده, فأنى تؤفكون(34), قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحقّ, أ فمن يهدي إلى الحقّ أحقّ أن يتّبع أ مّن لا يهدي إلّا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون(35)](1) صدق الله العلي العظيم.
ألسّلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
ألحقيقة يا أبو تيسير؛ أريدُ أنْ أُبَيّنَ لكم و بإختصار و لآخر مرّة ما يجول بخاطري بشأن وضع و مستقبل العراق و نظام آلحكم ألقائم ألّذي واجه و سيُواجه الكثير .. ألكثير عاجلاً أو آجلاً مع بيان ألأسباب و الجذور:
 
و أرجو أنْ تعي هذه المرّة ما سأقوله بدقّة يرحمك الله .. لأنّ (علمك أكبر من عقلك), لذلك يحتاج معرفة بياني إلى الكثير من آلتّأمّل و التّفكير ألعميق من جنابكم لهضمه و درك أبعاده الكونيّة .. و إعلم أنّه حين تكون؛ [ألكلمة أمضى من آلسّيف كما يقولون .. فأنّ آلأرهاب ألنّاعم أمضى من الأرهاب ألعنيف الذي كان سائداً للآن], لأنّ آلأرهاب ألناعم سيفٌ ذو حدّين يتحقق إنتشاره كآلنار في الهشيم بظلّ القانون و حماية المسؤول الذي يطبق ألقانون, بعكس (ألعنيف) ألمعروف و آلمشخّص و من بُعد, و هنا تكمن و تتضاعف الخطورة على الوطن و المواطن و مستقبل الأمّة!
 
إنّ مُجرد أخذ فكرةٍ مِنْ هنا أو خطف عنوان من هُناك .. و كما شهدتُ ذلك على أكثر "دعاة اليوم" للأسف كما شهدت ذلك على معظم بياناتكم و المسؤوليين حين تخطبون من دون الأشارة حتى لمصدرها ثمّ طرحها بعجالة أمام الملأ مُتظاهرين بآلمعرفة و الأحاطة؛ لا و لمْ تخدم الحقيقة بشيئ و لا تحلّ أيّة مشكلة و كما ثبت على أرض الواقع .. سوى الأستهلاك الأعلاميّ, و إنّ مُجرّد قرائتكم و مراكز النشر كآلدّعوة و الأضواء و غيرها لمقالاتنا أو غيرها من المقالات .. ثمّ طرحكم لخلاصة ما نكتب من خلال العناوين و التصريحات الأعلاميّة أثناء اللقاآت و المؤتمرات الصّحفية أو آلأجتماعات الوزارية ليس فقط لا تجدي نفعاً .. بل تُزيد و تُعقّد مشاكل الأدارة و مسائل التنمية في العراق و تشبك الأمور أكثر فأكثر و تُعظّم الخسائر الماديّة و البشريّة ..
 
و إعلم بأنّ مجرّد قرصنة ألعناوين العريضة و الأفكار ألأوليّة و طرحها أمامَ الأعلام أو خلال جلسات الوزراء و عدم معرفة و متابعة التفاصيل ثم مراحل تنفيذ المتن و تحقيق آلغاية من البحث أو الموضوع المطروح مع طرق طرح الأولويات و العلاج الشافي و المتكامل و دراسة (الفيد بك) و بآلتالي التطبيق العمليّ لها طبقا للنظريات العلميّة من شأنهِ: تسطيح و تسفيه الأمور و فقدان المصداقيّة و وقوع و تعاظم الخسائر الأكيدة بسبب جهلكم الذي سبّب تدمير البلاد و العباد رويداً رويداً و كما حدث للآن للأسف حتى وقع العراق أخيراً في فخّ البنك الدّولي و القروض المليارية و أسر ألأحلاف الأجنبيّة التي أخضعت العراق للشيطان الأكبر ربّما للأبد!
 
و ما كان يحصل ذلك لولا آلجّهل الفكريّ و عدم معرفتكم و ألرّؤساء لأسس المعرفة ألشّاملة و البناء الحضاريّ و المدنيّ و لهوثكم وراء الرئاسة و الأموال و الرّواتب الحرام و لحدّ هذه اللحظة سائرون بكلّ عنادٍ و غباء في هذا النهج و لا تكترثون بما حلّ من مصائب و دماء و كوارث و كأنكم على يقين بأنكم تأتون مرّة واحدة ثمّ ترحلون بلا عودة و لذلك هدمتم الوطن في مقابل بناء بيوتكم!
 
إنّ مجرّد معرفة العناوين و الأطلاع على المقدمات ثمّ إعلانها على الملأ بلا حياء و كما هو حالكم و المسؤوليين و منهم (دُعاة اليوم) من المحيطين بك و الأطلاع الشكليّ على ما كتبنا و نكتب في مجال الفكر الأستراتيجي حتى من دون الأشارة للمنبع و المصدر و هي مسألة أخلاقية و أدبية تدخل ضمن الأمانة الصّحفية و العلميّة .. يضاف لذلك عدم معرفتكم و  المستشارين بتفاصيل و أساليب تنفيذ الخطط و البرامج و الحلول و المردودات المستقبليّة؛ فإن ذلك .. ناهيك كونها سرقات كبيرة و قنص مشين  لا تناسب أخلاق من يدعي الدّين و التقوى و الأخلاص؛ فأنها بآلاضافة لذلك لها تبعات قانونية و شرعيّة في الدارين .. و هذا هو الفساد الأكبر الذي إستشرى في دوائر و أنظمة الدّولة بحيث صار مباحاً, و عمّقت ألفوضى و نشر ألفساد و بآلتالي خسارة الأموال و الأنفس و بألوانٍ و أوجهٍ مختلفةٍ و متشعّبة بحيث يستحيل حلّها مستقبلاً و بسهولة, و كما حدث مع نظام صدام الجّاهل ألمغرور سابقاً حتى ترك العراق أرضاً سبخة خالية من الأنسان – بمعناه الفلسفيّ الكونيّ, و هكذا حدث ما حدث من بعده مع الأنظمة التي تعاقبت بعد سقوطه المهيب!
 
و إعلم بأنّ سبب وضع العراق الحالي و ما تَكَشَّفَ فيه من فسادٍ و نهب و ظلم و إرهاب عظيم كان لسببين:
الأول: طبيعة ألقوانين البرلمانيّة و القرارات الحكوميّة و مقرّرات رئاسة الجمهوريّة و مواقف القضاء من الأرهاب و التعامل مع الأرهابيين حتى إطلاق سراحهم, بحيث وصل الأمر,لأن تعلّم الشعب فنون الفساد و الغش و الكذب و اللف من المسؤوليين أنفسهم, بل و إعتقد بأنّ السياسة باتت طريقاً للكسب و الغنى بالحرام و الحلال و بأية وسيلة ممكنة و بلا حساب أو كتاب؛ و مصداق أو نتيجة ذلك؛ هي خسارة العراق لترليون و نصف ترليون دولار أمريكي بلا أيّ مردود أو بناء تحتي أو مشاريع تنموية بديلة عن النفط بجانب أكثر من 150 مليار دولار كقروض للبنك العالمي و الدول الغربية و حتى الإقليمية!
 
ألثاني: فقدان المسؤول للأسس العقائدية و الفكريّة لنظريّة المعرفة كقاعدة تؤهّله ليكون عضواً فاعلاً في البرلمان او الحكومة أو القضاء أو أيّ منصب آخر يمكنه التنظير من خلال إلقاآت نظريّة المعرفة التي بإعمالها يُحقق المطلوب و يدرأ الأخطاء معها إلى درجة الصفر!
 
فلو سألت أعلى مسؤول أو رئيس في النظام العراقيّ – كما العربي بآلمناسبة - عن مباني و فلسفة و أسس نظريّة المعرفة التي تعتبر أساس كلّ مشروع حضاريّ أو خطة أستراتيجيّة, لبهت و إنهزم!
 
فكيف يُمكن مع هذا الجّهل المركب أن يكون ألرئيس أو المسؤول أو الوزير أو البرلماني العراقي مفيداً و منتجاً و خادماً و هو يجهل تلك الأسس النّظريّة المعرفيّة و التطبيقية و حتى الحقوق الطبيعة الأنسانيّة و فلسفة القيم و العدالة الكونيّة!؟
 
ربما البعض من البسطاء الذين لا يفقهون شيئاً من أهمية تلك المعارف؛ يقول بأنّ هناك مستشارين يمكن سؤآلهم حول ذلك؛ و هنا الطامة الكبرى و المصيبة الأعظم, لأنّ المستشار لو فرضنا بعلميته قد يُبيّن لك وجهة نظره مع الخطوط العريضة للقضية في أفضل الأحوال, بينما أنتَ المسؤول الأوّل تجهل فروع و تفاصيل تلك الأصول الأولية الستراتيجية ناهيك عن كيفية تطبيقها بآلتأكيد, فقل لي بآلله عليك مع هذا الوضع؛ كيف يُمكنك إجراء و تطبيق و تنفيذ تلك النظريات التي تجهل أصولها و تفاصيلها على أتمّ و أفضل وجه و بدون خسائر و حوادث؟
 
من الواجب على رئيس الوزراء و على كل المسؤول أن يعرف قبل المستشار أصول و تفاصيل تلك العلوم و النظريات و أولويات العمل و إلاّ فلا يستحق منصبه لأنّ إغوائه سيكون سهلاً و ممكناً و كما حدث و تكرر معكم و قبلكم, و عليه في هذه الحالة إفساح المجال أمام من هو آلأكفأ لأدارة البلد أو تمثيل الشعب .. و الحقيقة إن المسؤول الناجح يجب عليه أن يعرف ما هو اكثر من ذلك كي لا يترك صغيرة و لا كبيرة و لا خطة أو مرحلة إلّا و أمر بها و أشرف عليها و تابعها خطوة خطوة لتتحقق المشاريع على أفضل و أكمل وجه و بإشراف مباشر من قبل الرئيس و عدم ترك الأمور بيد أيٍّ كان حتى لو كان مستشاراً أو معاوناً له أو وزيراً لتجنب تمرير الفساد و السّرقات و الفوضى و لتحقيق كامل المسؤلية العمليّة من الناحية القانونية و الشرعية بشكلٍ مثاليّ و كامل و بأقلّ الخسائر!
 
و لم يكن يقع كل ذلك الفساد .. لولا الجّهل الفكريّ الذي ميّز العقليّة الحركية العراقيّة – العلمانيّة و الأسلاميّة ناهيك عن الوطنية – و حالة الغرور و العقد النفسية التي قوّضت نفوس المسؤوليين الجدد الذين إعتمدوا على الوزراء و المستشارين المتحاصصين .. الشهادات العلميّة ألأكاديمية العالية التي قد يمتلكها المُتصدي في الرئاسات و المؤسسات الحكوميّة و البرلمانيّة و القضائيّة لا تكفي .. بدون الوعي و الحكمة و الفكر ..
 
تلك الرئاسات المحاصصيّة المقيتة ما جلبت سوى أقسى و أمرّ أنواع الأرهاب و كأنّ الأحزاب المعارضة كانت مُتحلّفة أساساً لهدم ما تبقى في العراق مقابل تحقيق خصوصياتهم و بناء بيوتهم و قصورهم  و حساباتهم الشخصيّة و العشائرية و الحزبية على حساب الوطن و فقرائه, و كان ما كان و أنت واحدٌ في هذا الوسط الآسن ألذي شهد تفاصيل ذلك, و قد كتبنا بما فيه الكفاية قبل وقوع ذلك, لعلمنا بخفايا السّاحة العراقيّة و قوّة الرّوح الشريرة المتعالية التي طغت على النظام الصّدامي و على من خلّفه في الحكم بسبب الدين التقليدي الذي آمن به العراقيون خصوصا الحركة الأسلامية يتقدمهم الأكاديميون و الأعلاميون و هنا تكمن الطامة الكبرى, و كما يقول المثل: [بأن الجلود تعالج بآلملح كي لا تتعفن, لكن كيف الحلّ لو تعفن الملح نفسه؟].!
 
عزيزي ألسّيد حيدر العبادي المحترم: إعلم بأنّ  آلأرهاب ألدّاعشيّ ألخشن(العنيف) - لو صحّ الأصطلاح - قد أنتهى تقريبأً و كما توقعتُ ذلك قبل آلجميع, حين كتبت مواضيع و دراسات و مقالات كثيرة بهذا الشأن مفادها أنّ(الأرهاب و داعش صفحة قصيرة لكنها مكلفة), و إن هناك إرهاب أخطر بكثير سيبقى و يمتد آثاره التخريبيّة على كلّ صعيد .. خصوصاً الأجتماعيّ و آلأقتصاديّ و الأخلاقيّ و آلتربويّ و الأداريّ و المدنيّ و الحضاريّ و الحقوقيّ, لأنه إرهاب مقنّن و مدعوم كسلوك طبيعي و من قبل المسؤول العراقي قبل عموم الشعب!
 
و ما كانت داعش و أخواتها لتظهر؛ إلّا بعد أن تيقّن الناس بإنعدام العدالة و الحقوق و الواجبات و المسؤوليات!؟  المهم يا أخي أبو تيسير .. عليك و أنتَ في هذا الواقع الذي ربما ستتركه سريعاً بعد أشهر قلائل؛ عليك أن لا تنسى بجانب ذلك و كما بيّنا قبل عقد من الآن؛ بأنّ هناك عشرات الأوجه للأرهاب ألنّاعم و آلقائم و آلأخطر الذي سيتفاقم بشكل أكبر من آلأرهاب السّابق (ألعنيف) ألذي تمّ القضاء عليه لكونه كان بادياً للعيان بفعل الفتوى و جهاد الحشد الشعبي و معه القوات المسلحة .. لكونهُ إرهاب مخمليّ و ناعم غير مرئي و يسري و ينفذ ببطء تحت مظلة و حمايّة المسؤول و القانون الوضعيّ المجحف الذي يفتقد للأصول و القيم الفلسفيّة و الذي سُنَّ مِنْ قبلِ مجموعة مأزومة قتلت لقمة الحرام ضمائرهم, لأنها لم تكن أساساً مؤهلة لرسم و تقرير القوانين الأنسانيّة كدستور ثابت للعراق و لأنصاف الشعب و آلنهوض بآلأمّة .. و لذلك فإنّ آثارهُ عميقة و مُدمرة و بعيدة المدى و ستستمر ما دامت العدالة مفقودة و الضمائر ميّتة؛
و أبرز إفرازاته العملية:
- قتل الرّوح الوطنية و الدّينية لدى المواطن, بحيث لم يبق مكان للضمير سوى المصالح التي تُحرّك الناس.
- ألفساد الأخلاقيّ و آلتربويّ و آلأجتماعيّ بجانب الأقتصاديّ و آلحقوقيّ ألذي بدأ يذيقه و يتلمسه الشعب من قرب و على كل صعيد!
- الترهل الأداريّ و تكريس الرّوتين, الذي سبب و يسبب شيوع الرّشوة بشكل طبيعيّ, و التي تتضاعف يوماً بعد آخر و بأساليب معقّدة من الصّعب كشفها .. نعم فقط كشفها ناهيك عن علاجها, لأنها ترتبط بكل النظام الأداري المتخلف و الظالم السائد الآن من أعلى مستوى إلى أدنى مستوىً بجانب تربية المسؤول الذي لا يعرف للفكر تعريفاً و لا للأخلاق مبدءاً!
- كثرة البطالة و العاطلين عن العمل بسبب فقدان المشاريع التحتية الكبرى, و ثقل الديون التي أخضعت العراق لقوانين و مقررات المنظمة الأقتصادية التي تنفذ برنامجها الشيطاني الكوني على قدم و ساق!
- تعميق الفوارق الحقوقيّة و الماليّة في الرّواتب و المخصصات بسبب الدّرجات الوظيفية التي تقسم الموظفين إلى أكثر من ستة طبقات و التي وصلت حدّاً إعترض عليه حتى المجرمين و الكفار!
- فقدان العدالة في خدمات الطب و التعليم و الخدمات العامة و الوظيفية و المخصصات بين الطبقات التوظيفية و حتى بين طبقات المجتمع ووووووإلخ!
- فقدان الفكر و الوعي .. و بآلتالي الرّحمة و ألأنصاف في قلب و عقل المسؤول الذي يفتقد إلى العقيدة و إلى المباني (ألأثني عشر لنظرية المعرفة), و لذلك فأن الرئيس و المسؤول بهكذا مواصفات .. ليس فقط لا يطبق القانون بل يُحاول ليّهُ و تسخيرهُ و التلاعب به و صيرورته ليضرب ضربته الكبرى بما يخدم مصالحه الخاصة و مصالح حزبه و مقربيه و هو أمرٌ ليس بآلعسير .. بل هذا ما كان سارياً للآن و سيسرى بين معظم إن لم أقل كل المسؤوليين, ألّذين علّموا بنهجهم المنحرف ألشعب على الفساد و آلأنتهازيّة و النّهب و التحايل و الرّشوة و الواسطات – أو بتعبير أدق؛ صاروا سبباً لنشر الفساد و الظلم بين أبناء الشعب العراقي الذي فقد الثقة ليس فقط بآلله تعالى و بآلأسلام؛ بل حتى بنفسهِ أيضا .. بعد ما رآى العجائب في أعلى مستويات الدّولة و لدى قادة كلّ الأحزاب التي حكمت بدون إستثناء ... وو مئات النقاط الأخرى التي بيّناها من خلال مئات ألدّراسات و آلبحوث التي إطلعتم على أكثرها و لكن بشكل سريع و خاطف للأسف و التي خضعت لمقص القرصنة للأستهلاك الأعلامي السريع ..
 
هذا بجانب آلاف المقالات التي كتبتها بدمّي و دموعي قبل و بعد 2003م .. بل قبلها بكثير حين كنا نصدّر البيانات الترغيبية للمتقلّبين من الشعب .. و الترهيبيّة للبعثيين المتكبرين خلال سنوات ألجّمر ألعراقيّ في سبعينيات القرن الماضي, يوم لم يكن هناك داعية بحقّ سوى الثلة التي كانت معنا .. ثمّ بعدها خلال الثمانينات و التسعينات يوم قلتُ لمسؤولك ألسّيد ألجّعفري و السّيد النوري و المالكي و شبّر و غيرهم أيام وجودنا في إيران ثمّ سوريا و غيرهما من بلدان المهجر و في المركز الأعلاميّ بدمشق بآلذات في إجتماع خاص عام 1994م؛ بأنّ المعارضة فقدت توازنها و دينها بسبب فقدانها لعنصر الولاية في حركتها .. و صرّحت لهم بأنّ العراق سيحترق أكثر بعد سقوط صدام بسبب تفاقم الأوضاع و فساد البديل, لأنكم تركتم السّاحة الحقيقية و إعتمدتم على ولاية غير الله, بتواجدكم في السّاحات المجازيّة في لندن و أوربا و أمريكا و حتى سوريا و أعلنتم البراءة من دين الله بغباءٍ مفرط لسوء و خطأ فهمكم للتولي و التقية و الولاية, و للآن لا تملكون حتى خطّة نظريّة مكتوبة أو حتى شفهيّة كتصورات متكاملة لما بعد ألسقوط, لهذا كنتم تلجئون يوماً لأيران و آخرى لأمريكا و ثالثة وراء السعودية لتوقيع وثيقة الأعتراف لأرهاب الشعوب بلا حياء أو خجل أو قليل من الوعي .. هذا بجانب ما يخص الفقرات العديدة المشينة من الدّستور و علاقات و طبيعة النظام الجديد أو الخطط الخمسية التي بحثت إشكالاتها سابقاً ..
 
لذلك بقي تفكيركم يرتكز و للآن على كيفية التغلب على الآخر و الوصول للحكم و آلتمركز للحفاظ على التحاصص و تقسيم الأموال و...ألخ!
 
أتذكر جيّداً في جلسة دمشقية جمعتنا بغير تنسيق مسبق في أواسط تسعينيات القرن الماضي؛ كيف إنّ جّميع آلدّعاة حنوا رؤوسهم و بقوا مُحدّقين كآلحيارى مع شيئ من الحياء أمام ما قلته بحرقةٍ و ألمٍ بعد إدانتهم, حتى قاطع صمتهم ألمخزي و بلا حياء ألمدعو ... البياتي الذي مَرَدَ على النفاق و ألذي كان حاضراً لكنه ما فَقَهَ حتى عشر ما قلته أنذاك كما أقرانه, حين قال كآلببغاء:
[هل حصلتم على رواتبنا لهذا آلشهر من مكتب مخابرات ألسّيد ألرّئيس ألأسد]!؟
 
على كلّ حال الكلام طويلٌ و أنتَ تعرف بعضهُ و القليل منه و ليس كلّه, لأنك لم تكن متواجداً كما كُنّا في عمق السّاحة (الحقيقيّة) و ليست (المجازيّة), و قد كشفنا لكم بعضه للآن من خلال ما بيّناه في دراساتنا و مقالاتنا التي نشرت في وسائل الأعلام .. و لذلك فإنها صارت بمثابة الحُجّة عليكم و على صحبكم – لا أستثني أحداً – و قد بيّنت لكم كلّ ما وقع و ما سيقع و سبقتكم بعقودٍ في تحديد آفاق المستقبل خيّره و شرّه و حتى طرق الخلاص من الشّر و الأرهاب بنوعيه و هما:
- ألأرهاب العنيف: المتمثل بداعش و الخطف و القتل و السرقة وو...إلخ؛
- الأرهاب الناعـم: المتمثل بإساليب الأدارة و بآلأقتصاد و الحقوق و القضاء و الذي إجمالاً يرتبط بكلّ قرارٍ و ذنبٍ يذنبه الموظف أو الجندي أو الحارس أو الوزير الذي تحت أمرتك أو الرؤوساء الكبار كرئيس الحكومة و الجمهورية و البرلمان و القضاء مع مستشاريهم و لجانهم التي لا تعدّ و لا تُحصى؛ لأنّ أضرار أخطاء هؤلاء المسؤوليين الكبار تكون كارثية .. بل تؤثر بآلصّميم و بآلعمق و لسنوات و عقود و هي تنهش لحوم الفقراء و الأجيال المسكينة التي لم تلد بعد .. و لا يمكن إصلاحها بسهولة إلأ بعد خسائر ماديّة و بشريّة جسيمة, ذلك أنّ كلّ تصريح لو كان فيه نسبة خطأ و لو 1% فأنهُ سينعكس بقوة على كلّ المجالات الحيويّة الحكومية و الشعبية .. على الصعيد الأقتصادي و التربوي و الحقوقي و الصحي و الأخلاقي و الأداري و غيرها!
 
بكلام وجيزٍ و حكيم؛ يحتاج أمر الأصلاح و آلبناء السّليم ؛ إلى مسؤول صالح و كفوء و تقيّ و مفكر من الطراز الأوّل – و كما حدّده امام العدل عليّ(ع) بكلمتين هما(ألأمانة و الكفاءة) .. ليكون مؤهّلاً للتصدي إلى الوزارة أو الرئاسة او القضاء, و بآلتالي تجنّب الأخطاء و تقليل الفساد إلى درجة تقرب من الصّفر ..
 
يعني بصراحة : إنّ العراق رغم أنه أغنى دولة في العالم؛ لكنه مع الرّئاسات الحاليّة في مجلس النواب و الرئاسة و الحكومة و القضاة و المستشارين و الوزراء و رؤساء المؤسسات, ليس فقط لا يُحققون تقدمأً في المضمار (المدني) و (الحضاري) بإتجاه الخير - و أتمنى أن تعرف الفرق بين (الأثنين) – بل وجودهم و كما ثبت يُحقق المزيد من الخراب و الفساد و الظلم و التخلف .. لذلك يجب إستبدالهم بمفكرين على مستوى عالٍ يمتلكون شهادات كونيّة و ليست جامعية فقط تنحصر في إختصاصات هندسيّة أو طبّيّة أو قانونيّة .. و ما أكثرهم في عراق أليوم حيث يعدّون بآلملايين لكنهم عاطلون عن العمل و طفيليون همّهم ألأول و آلأخير هو المنصب و الرّاتب و المخصصات و كما هو الحال الآن!
 
و المشكلة الأخرى و ربما الأكبر بجانب ذلك هي؛ معرفة موازين الأختيار ألمفقودة أيضاً .. و تلك هي مشكلة أخرى عويصة .. ذلك إنّ الحكومة الناجحة تحتاج إلى مفكّرين تنويريين يعرفون فلسفة القيم و الأحكام و أبعاد القوانين السّماوية و فرقها عن الأرضية و معرفة الأولويات عند التخطيط الأستراتيجي, و هذا ما هو مفقود تماماً ألآن من بين الحاكمين الذين عملوا في الحكومات خلال المجال الأقتصادي و الأداريّ و التنمويّ و التوسعة الصّناعيّة و الزراعيّة و التجاريّة و العلميّة و التكنولوجيّة و الأستثماريّة بشكل خاص, و حتى بين المستشارين و اللجان الثلاثيّة أو الرّباعية أو الخُماسيّة الموجودة في رئاسة الوزراء أو البرلمان و كما هو المعمول به آلآن .. و لا ينفع شيئاً ما دام المسؤول نفسهُ يفتقد للعدالة و لقواعد ألفكر الصحيح التي أشرنا لها .. بسبب إنقطاعهم عن الولاية التي هي الأصل الأول و الأخير في نهضة مجتمعنا الأسلاميّ!
 
و بغير ذلك .. فأنّ الأرهاب ألناعم ألذي نبّهتكم عنهُ منذ بداية السّقوط(2), سيستمر و يتعمّق و يتشعب بسبب الفتاوى و التّصريحات و القرارات الأداريّة و الماليّة و البرلمانيّة و القضائيّة اليوميّة التي تصدر من المسؤول و آلرؤوساء الفاقدين للحكمة و العلم و التخطيط الأستراتيجي في كلّ المجالات .. خصوصاً في العراق الذي تتضارب فيه المشارب الدّينية و الثقافيّة و الطائفيّة و السياسيّة و البدويّة و العشائريّة و الدعوويّة و الدّيمقراطيّة و المحاصصيّة التوافقيّه, و التي يحتاج لعلاجها إلى قوة أمنية مقتدرة موحدة تعمل لأجل تطبيق العدالة .. لا تطبيق القوانين التي تؤمن للرئيس و للمسؤول النهب و الفساد وكما هو الآن!
 
و أرجو في ختام رسالتي هذه و التي قد تُعتبر آخر رسالة مني لجنابكم؛ أنْ تُدرك بدقّة ما أقول .. فقد عجزتُ من إقناع من كان قبلك و حتى مرجعك الدّيني (التقليدي) خلال سبعينيات القرن الماضي و ما بعده من أفهامهم و الدّعاة بسبب التعصب و الجمود الفكريّ و العقائدي الذي ميّز حزب الدعوة و الحركات العراقية الأخرى: بأنّ مستقبل الجميع .. بل مستقبل العراق .. مستقبلٌ خطير و مجهولٌ للأِسباب التي أشرت لبعضها بإقتضاب, و آلأمور تتعقد يوماً بعد آخر و ستتعقد أكثر فأكثر .. ما لم نُرجع و نسلم زمام و أصل الأمور إلى أهل (الولاية) التي لها شبكات عالميّة – كونيّة تتحكم حتى بآلمجرّات و آلأفلاك و السياسات العالمية .. ناهيك عن الصغائر و الذرات التي وحدها و للأسف دوّخت العراقيين و غيرهم لإنقطاعهم العملي عن الله تعالى, بجانب الجّهل الفكريّ و الغرور المعمق الذي يُقدسه النّاس خصوصا ألمسؤوليين و النواب و الوزراء الذين إمتلأت بطونهم بآلمال الحرام المنهوب من قوت الفقراء بشتى الطرق التي تعرفها تحت مظلة القانون العراقي الفاسد!
 
و إعلم بأنّ التوكل على الله لا يتحقق في وجود المسؤول المؤمن بآلكلام أو ببعض ألتصريحات و القوانين الشكليّة؛ بل التوكل يتحقّق حين تتحقق الطهارة و العدالة في عقل و قلب المسؤول و قبلها تحقيق العدالة من خلال إجرائه بحقّ المسؤوليين ألفاسدين و ذلك بإرجاع كلّ الرّواتب و الأموال التي سرقوها و نقلوها للندن و أمريكا و دول الخليج و عمان وحجز عقاراتهم, و بغير ذلك فأنّ عصر الظلام الكامل, و هو (عصر ما بعد المعلومات)(3) سيحلّ بآلعراق تماماً و أنتم في غفلة من ذلك, بل وقتها لا تعرفون أو تنسون حتى معنى الصدق من الكذب و معنى الحقّ من الباطل .. هذا إذا لم تكن حينها من الذين يأمرون بآلمنكر و ينهون عن المعروف و العياذ بآلله كنتيجة طبيعية للمسار الذي تسير عليه الآن.
 
و أخيراً .. و كبرهان على ما أسلفتُ من وقوع المحن و الظلم السّاري قانونياً في جهازكم .. يُمكنك يا سيادة الرئيس: أنْ تكشف عمق ألمحنة و الظلم و الأجحاف و فقدان المعايير الذي تعمّم في العراق من خلال المسؤولين في رئاسة الوزراء نفسها قبل أيّة مؤسسة أخرى .. ناهيك عن البرلمان و القضاء و آلجيش و المؤسسات الأخرى المعروفة, فربما تتعذر بكون تلك المؤسسات بعيدة عنك أو ليس لك سلطة عليها أو لا ترتبط بك إدارياً من خلال رئاسة الوزراء, لذلك سأنقل لكم قصّة من داخل دائرتك الخاصّة علّها تكن شهادة أمام الملأ و الله الشاهد مع الوثائق!؟
 
و القضية بإختصار : هي إنني حاولتُ أنْ أتّبِعَ ألقانون و طريق الحقّ منذ سنوات السّقوط الأولى لصنم العراق و تشكيل النظام البديل لأرجاع حقوقيّ الوظيفيّة التي سلبها صدام الفاسد ثم الحكومات المتعاقبة للأسف و بآلقانون الذي شرّعه مجلس الحكم نفسه, كوني كنتُ قد سبقتكم في قيادة ميدان الجّهاد و المواجة, و بشكلٍ مباشر في قلب بغداد يوم أعدم النظام البعثي مجموعة الدّعاة المائة, و لكوني كنتُ وقتها أيضا و قبل جميع الرؤوساء الجّدد في العراق موظفاً و مسؤولاً عن قسم التأسيسات الكهربائية في مركز التدريب المهني التابع للمؤسسة العامة للكهرباء و التي كانت تابعة بدورها لوزارة الصناعة وقتها, و بسبب نشاطنا في قيادة التحرك الأسلاميّ في العراق تمّ ملاحقتي و عائلتي و عشيرتي و أصدقائي بحيث فقدتُ أكثر من سبعين شهيدأً و معوّقاً بسبب الجّهاد المرير ضد النظام يوم كان الشعب العراقي مع مراجعه يغطّون بنوم عميق .. على كلّ حال حاولت إتّباع الطرق الأداريّة و الرّسمية و الشرعية القانونية بعد عودتي للعراق برغم المرض العضال للبدء بمعاملتي الوظيفية .. متجنباً الأتصال بأيّ مسؤول بدءاً بآلمالكي و الحلي و السيد الأديب وووغيرهم من الأخوة الآخرين الذين أصبحوا وزراء و نواب  في الحكومة و البرلمان : لكني ليس فقط لم أفلح .. خصوصاً بعد ما طلبوا منّي الرّشوة و بكلّ قباحة و بلا حياء, بل تركت العراق كلّه, ولم أكن أعلم بما تخفيه لي الأقدار!
 
هذا .. بعد ما إعترضت عليهم و أجبتهم بأنني قاتلتُ صدام و الطغاة لأجل قلع الفساد و الرّشوة؛ و أنتم و و بعد سقوط النظام تطلبون مني الرّشوة, ما لكم كيف تحكمون؟
 
هذا شيئ مستحيل في قاموسي و لا أريد أن أخسر تأريخي بسبب ثقافة شعب أذله الله تعالى على أيدي حكامه, و لو لم أكن أعاني الألم و المرض؛ لكنتُ أتابع الموضوع و لكنتُ أقيم عليهم قضية في المحاكم رغم إنحراف القضاء نفسه أيضا, لأثبات حقوقي على الأقل, لكن المرض حال دون ذلك, و نقلت بصعوبة إلى كندا لأدامة العلاج الذي ما زلت مستمراً عليه لحدّ هذه اللحظة .. أعاذكم الله من كلّ سوء و مرض!
 
بعد رجوعي و مكوثي في المستشفى حاولتُ معاودة الأتصال عن طريق رئاسة الوزراء/ قسم شؤون المواطنين لظني خيرا ًبهم, و كان ذلك عام 2011م, و خاطبتهم من خلال عشرات الكتب الأدارية الأليكترونية من خلال موقعهم المعروف, و التي أرسلت لكم نسخاً مطابقة لعشرات الكتب الأدارية وقتها .. ثم في بداية سنة 2017م عن طريق السفارة العراقية في أوتاوا, لكني لم أفلح بسبب فقدان موظفي رئاسة الوزراء لأبسط القواعد المنطقية و العقلية و الفكريّة و الأنسانية في تعاملهم!
 
ثم أخيراً و للمرّة الثالثة .. خاطبت نفس الدائرة(شؤون المواطنين) قبل أشهر عن طريق موظفي وزارة الخارجية العراقيّة الذين أيضا لم يفهم أكثرهم لحدّ الآن وظائفهم الشرعيّة و القانونية للأسف كما معظم الوزارات؛ و الرّد الذي جائني من قبل مؤسستكم في دائرة شؤون المواطنين (رئاسة الوزراء) التي أنت رئيسها آلآن هو النفي و رفض المعاملة بدعوى فوات أوان صلاحية القانون نهاية عام 2016م و طلبي جاء متأخراً, بينما معاملتي الحقيقية بدأت بها منذ 2006م كما بيّنت, و عاودت الأرسال بشأنها ثانية و ثالثة كما قدّمت, بحيث كانت من أولى المعاملات الوظيفية بخصوص المفصولين السياسيين, بآلأضافة لذلك: الحقوق الشرعية لا تسقط بآلتقادم أو بجرّة قلم و كما كان يفعل صدام المجرم, و آخر كتاب تمّ إرساله لكم كان برقم و تأريخ: 4/6/ع/أوتاوا/21859 في16/5/2017م. مع بعض الوثائق الخاصة بآلمعاملة!
 
هذا كلّه من جانب ..
و من جانب آخر؛ و الذي يحزّ في النفس أكثر .. أنّ الحكومة العراقية و بآلذّات رئاسة الوزراء برئاستكم آلآن و من سبقكم فيها و التي تدعي السّعي لتحقيق العدالة و محو الطبقية و خدمة المواطنين؛ قدْ خصّصَتْ رواتب تقاعديّة لجميع ألبعثيين الفاسدين المجرمين حتى درجة عضو فرقة و عضو شعبة من الذين شرّدونيّ و أهلي و قتلوا أصدقائي و دمروا العراق, و لم تبقى سوى عائلة صدام و مزبان و غضبان و وطبان لم يستلموا رواتبهم و حقوقهم التقاعدية, أما نحن الذين ضحّينا و العالم كله يشهد خرجنا بهذا الوضع بسببكم!
 
بل و فوق ذلك كلّه .. تمّ تخصيص رواتب لبعض ألأرهابيين البعثيين الذين فجّروا و خطفوا الناس أيضاً و الذين تمّ الأفراج عنهم مؤخراً بقرار من مجلس النواب ..
 
أمّا نحنُ المفكرين المجاهدين ألذين إكتوينا بنار الظلم منذ نصف قرن و يزيد .. و رسمنا الطريق أمامكم و أمام كلّ الحركة الأسلاميّة المعارضة بما فيهم المجلس الأعلى بدمائنا و دموعنا و أسّسنا قوات بدر الظافرة مع الأخ العامري و آبو إبراهيم العسكري و السيد بهاء و قادة الحرس الثوري .. و رغم المرض العضال الذي ألمَّ بنا أخيرا ًبعد كلّ تلك السنين؛ خرجنا فاضي اليدين .. ليتمتع البعثييون و الأرهابييون و الفاسدون بآلرواتب و التقاعد و المناصب و كل الأمتيازات بفضل وجودكم و وجود من سبقكم .. و الحمد لله على كل حال.
 
بعد هذا كلّه ؛ هل هناك ظلمٌ أكبر من هذا بحقنا و بحقّ أخوتي الشهداء العظام ألذين رووا بدمائهم أرض العراق و فتحوا الطريق أمامكم للتنعم بآلحكم و المناصب و الحمايات و المصفحات!؟
 
و إعلم يا أخي حيدر العبادي و كل من معك من الأخوة و في ختام مقالي هذا؛
بأنّ لي معكم موقف قد يطول في حال إهمالكم لحقوقيّ الشرعيّة و القانونيّة, خصوصاً و أنا بهذا الوضع, و تيقّن يا سيادة الرئيس؛ بأنّ (الحكم يدوم مع الكفر و لا يدوم مع الظلم) .. و لا تنفعكم المُدعيات و السّوابق مهما عرضت أو كبرت أو صغرت .. أمام الحقائق و الحقوق الكونية الكبرى التي عرضناها أمامكم و من  أرض الواقع و بآلوثائق و الأرقام!
 
و قضيتي واضحة وضوح الشمس و لا تحتاج لبيان آخر .. و ليس من باب ألتهديد .. أقول؛
بأنها ستكون في حال إهمال هذا الحقّ المبين و بإذن الله و بشكلٍ طبيعيّ من أكبر القضايا التي تُدين حكومتكم في الدّنيا و الآخرة, لذا أرجو إرجاع حقوقيّ الوظيفة المنهوبة التي أستحقها كاملةً, خصوصا و أنا على هذا الوضع مسجى على فراش المرض منذ أكثر من عشر سنوات .. و سيشهد لي كلّ قوانين الأرض و السّماء بجانب أكثر من 10000 آلاف مثقّف عراقيّ و عربيّ و عالميّ أكاديمي ضمن قائمة صداقتنا عبر الفيس مع عشرات (الكروبات) الصديقة التي تضم أيضاً ألملايين من المتابعين المثقفين و المتابعين و الأعلاميين الذين يرتبطون بنا و الذين جميعهم يُؤمنون بآلعدالة و الحقّوق الطبيعيّة التي سُلبت منّا و في وضح النهار مع سبق الأصرار, و لا حول و لا قوة إلا بآلله العلي العظيم, قل تربّصوا فأني معكم من المتربصين(4)!
عزيز الخزرجي
مفكرٌ  كونيّ
التأريخ 25/5/2017م
ملاحظة: سأحجب نشر الموضوع في المواقع الأخرى, و أنتظر جوابكم النهائي الذي سيتبعه مقال إما مشكوراً أو مذموماً و الأمر لكم يا سيادة الرّئيس, و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة يونس/آية 34 و 35.
(2) ألأسوء الذي سيواجه العراق بعد الأرهاب:
و كذلك:
و كذلك:
(3) راجع الدّراسات ألسبعة الكاملة بعنوان: [عصر ما بعد المعلومات] لتقف على حقيقة ما يجري في العالم.
(4) سورة الطور /آية 31.
رأى الخبير الاستراتيجي في الشؤون السياسية حافظ آلـ بشارة، الأحد، [أن إيران قدّمت درساً لدول العالم للتعامل بالمثل و احترام سيادتها و حفظ كرامتها من خلال إدراج الجيش الأمريكي و استخباراته العسكرية على لائحة الإرهاب], بسبب الأعمال الوحشية التي قامت بها في بلاد الشام و العراق من قتل للمدنيين و العسكريين بلا ذنب, بجانب تدخلها في شؤون دول العالم و كأنها الوصية و القوة الوحيدة في العالم!
 
و قال آلـ بشارة في تصريح صحفي؛ إنّ [الحكومة الإيرانية تختلف عن بقية الأنظمة السياسية في العالم باعتبارها تمتلك قوانين لها جذور فلسفية إنسانية تؤهلها للتعامل بالمثل مع الأطراف الدّولية المعتدية على الشعوب في تقرير مصيرها .. بهدف المحافظة على سيادتها و إرغام تلك الدول المعتدية كالولايات المتحدة الأمريكية على حفظ كرامتها وعدم التدخل بشؤونها الداخلية].
 
و أضاف أنّ [عزم مجلس الشورى الإيراني إدراج الجيش الأمريكية و استخباراته العسكرية على لائحة الإرهاب يأتي من منطلق القرارات ذات الأثر قانوني الذي يأخذ بُعداً شرعياً تتبناه الحكومة بشكلٍ رسمي].
و لفت آلـ بشارة إلى أن [القرار المذكور يأتي ردّاً على تهديد الأمريكان بأدراج (الحرس الثوري) على لائحة الإرهاب], مشيراً إلى أن [طهران تُقدم للعالم درساً في احترام السيادة و الأستقلال و تعزيز ثقة الحكومات بنفسها].
 
و أعلن رئيس لجنة الأمن القومي و السياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني (علاء الدين بروجردي)، في وقتٍ سابق من اليوم الأحد: [أن المجلس سيناقش في أولى جلسات العام الإيراني الجديد مشروع قرار بصفة عاجل جداً لوضع الجيش و وكالة الاستخبارات الأميركية على لائحة الإرهاب].
 
يذكر أن الجيش الأمريكي إرتكب مجازر عالمية في كثير من دول العالم, و منها دول أمريكا الجنوبية و فيتنام و كوبا و رواندا و سوريا و العراق و أفغانستان و اليمن و غيرها, حين أقدموا على قتل حتى الأطفال و النساء, من قبل الطياريين و المشاة و المجندين و الضباط المنتمين للجيش الأمريكي, و تلك مسألة لا تحتاج إلى بيان خصوصاً في العراق و أفغانستان و سوريا, لكن حكومات العالم لا تقوى .. بل و تخاف من أتخاذ الموقف الشرعي و القانوني و العرفي ضد تلك الجرائم التي وصلت بعضها إلى جرائم إبادة جماعية.
 
و إن إيران هي الدولة العقائدية الوحيدة التي تجرّأت في قول كلمة الحقّ أمام الشيطان الأكبر, و لأول مرّة تتخذ موقفاً رسمياً صريحاً و عالمياً لم تتخذه كبرى دول العالم بما فيها روسيا العظمى ضدها.
ألأنهيار ألعراقيّ الحاليّ على كلّ صعيد خصوصا الأقتصادي و المالي و الأخلاقي و آلذي كثيراً ما نبّهنا عنه قبل عقد كامل, بل منذ سبعينيّات القرن الماضي .. و وصول الشّعب بقيادة ألسّياسيين إلى آلحضيض مادّياً و معنوياً و أخلاقياً, لم يأت فجأةً أو نتيجةً لتطوراتٍ داخليةٍ و خارجيةٍ و داعشيةٍ باغتتْ ألعراقيين و فاجأتهم بما هم فيه و كما يدعي الفاسدون؛ بل ألإنهيار جاء نتيجةَ عقودٍ من آلظلمِ و آلعمالة و آلنّفاقِ و آلعبث بعقول و حقوق ألأجيال ألجديدة و بمناهج التربية و التعليم و آلدّين القشريّ و القيم العشائريّة آلتي سادت بين آلناس بالإضافة إلى عقود من الاستسلام الشّعبيّ و الإنصياع للقهر ألسّياسيّ و عبادة ألفرد القائد و الحزب القائد إلى حدّ التضحية بالنّفس و الوطن و الاستسلام الطوعي لذلك الحاكم أو الحزب إنطلاقاً من مبدأ الحفاظ على "العملية السياسية" و إستغلال ألدّين و تأريخ ألشّهداء المظلومين لأجل سرقة دمائهم و حقوق الفقراء و إستحمارهم.
 
و آلآن و بعد ما (نزل الفأس بآلرأس) كما يقول المثل المعروف .. لا خلاص لكم أيها العراقيون إلّا بآلأنتفاضة و رفض ألأحزاب و آلكتل التي سرقتكم و الوطن و باعت حتى ما موجود تحت الأرض و فوقه في السّماء بآلجُملة و آلمفرد و بآلآجل للمستكبرين, و كما تبيّن بوضوح من خلال الأتفاقية الأخيرة مع حكومة أمريكا قبل أيام.
 
و لا خلاص من آلفقر و آلظلم و آلعوز و آلأستعمار إلّا بآلتظاهر أمام بيت المرجعية العظمى الرحيمة .. كأمل وحيد للعراق و العراقيين في هذا الظرف الخطير, و تقديم طلب واحد و بجملة واحدة .. لإنتخاب شخصيّة مخلصة لقيادة ألبلد لإنقاذه من كيد و فساد الفاسدين الذين هم أسوء من داعش و محاكمتهم أمام الشعب في ساحة التحرير و إرجاع أكثر من (ترليون) دولار سُرقت من قبلهم على مدى 13 عام بسبب قوانين برلمانية ظالمة معروفة نفّذتها آلأحزاب و الحكومات المتعاقبة, و الحشد الشعبي مع القوات المتحالفة معها و التي حرّرتكم من داعش العسكري ظهير و كفيل لتحريركم و إنتصاركم على آلسّياسيين بعون الله .. و بغير ذلك فأنّ كلّ عراقيّ سيُباع بسنتاتٍ و لا يبقى حينئذٍ شرفٌ أو أخلاقٌ أو قيمٌ .. أللهم إنّي قد بلّغت ..
أللهم فإشهد, و لا حول و لا قوة إلا بآلله العلي العظيم.

أغرب ما سمعته من تصريحات أمريكية بعد إنتخاب ترامب بشأن السياسات الداخلية و الخارجية الأمريكية: هو التناقض الصّارخ و المحيّز في مواقف الأدارة الجديدة حيال نبذ مناهج آلأحزاب الدينية, ففي الوقت الذي يرفض ترامب الأحزاب الدّينيّة العراقية مثلاً للتحكم بزمام الأمور في العراق؛ نراه يشير إلى ضرورة دعم إلحكومة الأسرائيلية التي تتحكم بسياستها الأحزاب الدينية اليهودية!؟

حيث صرّح مستشار الرئيس الامريكي ترامب إلى وجوب وضع حدّ للاحزاب الاسلاميه و مشاريع التوسع الكردية في العراق و بآلمقابل دعم حكومة إسرائيل و جعل القدس عاصمة لها!

و كذا حيال السياسات الجديدة الداخلية .. التي سيركز خلالها على تجاوز المشاكل التي يعانيها المواطن الأمريكي والإبتعاد عن سياسة حلّ مشاكل الدول الأخرى على حساب الشعب الأمريكي ، على حدّ تعبيره؛ بينما يخطط ترامب لحذف التأمين الصّحي و الخدمات التي قرّرنها حكومة أوباما بشان الطبقة الفقيرة المعدومة في الولايات المتحدة!؟

و آلمريب الذي بان على تصريحات الأدارة الجديدة؛ هو مناداتهم بصناعة و بناء أمريكا جديدة مقتدرة بدل أمريكا الحالية!

بينما ملايين من الشعب الأمريكي تظاهروا علناً و هم يتساءَلون:
[تريدون بناء أمريكا جديدة ؛ لكن لِمَنْ]!
هذا هو السؤآل الكبير الذي ستعجز حكومة ترامب كما عجزت حكومات الغرب و فلاسفتهم من الأجابة عليه!


كما أضاف المستشار ” رودي جلياني ” في مقابلة تلفزيونية له يوم أمس:

"إن الإدارة الأمريكية الجديدة ستعمل على تصحيح بعض الأخطاء التي وقعت بها الإدارات السابقة لا سيما المشاكل المتعلقة بالوضع العراقي، فتغيير نظام صدام الدكتاتوري دون وجود رؤية و خطة للمستقبل سهّل الطريق أمام الاحزاب الإسلامية المتشددة للسيطرة على مفاصل الدّولة تزامناً مع محاولات الكورد التوسعية جغرافياً على حساب باقي المناطق و الأقاليم و المحافظات".

و نوّه ” جولياني إلى ” إن هذه الأخطاء شكلت إساءة لسمعة الولايات المتحدة الأمريكية بينما ذهبت الأموال(بحدود 4 ترليون دولار) دون جدوى أمام حالة إستبدال نظام دكتاتوري بنظام متسلط آخر، لذا يجب وضع حد لهذه الاحزاب الإسلامية من جهة و المشاريع التوسعية الكوردية من جهة أخرى، من خلال قيام حكومة مدنية في العراق تديرها شخصيات عراقية مقبولة مثل ” أياد علاوي ” و شخصيات أخرى وطنية علمانية وهذا لا يكون الا عبر انتخابات حرة و نزيهة و ليست صورية مثلما حصل بالسابق للأسف.

و شدّد ”جولياني على " ان الإدارة الأمريكية ستحرص على عدم تدخل المؤسسات الدينية و الدول الإقليمية في أية انتخابات تجري في العراق مستقبلاً".

خلاصة الكلام : سياسات أمريكية - إستكبارية – جديدة لكنها غير موزونة و عادلة .. بل و متناقضة تعجّ منها روائح النفس العنصري و الكيل بمكيالين لأجل الطبقة الرأسمالية التي تحكم من خلال المنظمة الأقتصادية العالمية, و الله هو الساتر بسبب حكومة أمريكا الجديدة و عملائها في حكومات العالم الـ 255 الظالمة الغير العادلة!
أللهم عجّل في ظهور وليك الأمام المهدي لأنقاذ العالم من ظلم المستكبرين و معهم الحكومات الظالمة.

في عراق آلجّهل و المآسي و الظلم و الطبقية و الحزبية و الماسونية و الطائفية و القومجية و البربرية و العشائرية و الدكتاتورية بشتى أنواعها؛ لاحظنا و نلاحظ الكثير من العجائب و الحيف و الظلامات و القتل و السّلب و النهب و الفساد و آلاجحاف, و الهجرة و التهجير و النزوح بسبب الظلم و آلجهل الذي خيم على البلاد و العباد .. و من دون وجود جهة محلية أو دولية أو عالمية تنصف المظلومين خصوصا المهجرين و النازحين إبان العهد البعثي البائد بسبب سفاهة الحكام الظالمين و هم معروفين في كلّ عصر و زمن!

و رغم ان آثار الهجرة و التهجير و النزوح و النازحين هي واحدة و مشتركة في مآسيها و نتائجها و عواقبها؛ لكن هناك شتان بين نازحي (الأمس) و المهاجرين الذين نزحوا قسراً بعد ما نُهبتْ كلّ ممتلكاتهم حتى الوثائق الشخصية و تعرضوا لصنوف الأذى و التشريد و حتى القتل .. و بين نازحي (اليوم) الذين أُكرموا و قُدّمت لهم كلّ ألوان الدعم و المساعدة و كأنهم كانوا في معركة المصير ضد اعداء الأمة و الأنسانية, و لم يكونوا مع داعش عدوة الأنسانية!

فرق كبير .. و كبير جدّاً بين نازح (الأمس) بعد أن كان آمنا مسالما و منتجاً في بيته و وطنه ثم هُجّرَ في ظلمة الليل و بلا إذن مسبق لمجرد ظنّ النظام البعثي الحاكم وقتها بعدم ولائه للنظام؛

و بين نازح (اليوم) الذي كان كلّ عمره موالياً و ناصراً و آوياً و مخرباً للبعثيين الدواعش .. و لم يكن منتحاً و لا مسالماً, لبيته و لا لوطنه, بل كان طفيلياً يعيش على ما يستلمه بدل كتابة (التقارير) الملفقة على الأبرياء!

و أخيرا و قعوا في البئر الذي حفروه بأيديهم, و كما يقول المثل (من حفر بئراً لاخيه وقع فيه), ليُهَجّر معظم العوائل الداعشية من المدن الغربية و الموصلية بعد أن سحب البعثية الدواعش يدها عنهم بسبب حصار الحشد و الجيش لهم منذ أكثر من شهر .. و ما أن علم هؤلاء (النازحون) الذين كانوا يحتضنون الأرهابيين المخربين لسنوات بهجوم الحشد الشعبي لتحريرهم .. رفعوا الأعلام البيضاء خانعين معلنين ولائهم للحشد و الجيش و معاداتهم للدواعش البعثيين!

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد المأساوي فقط في عراق الجهل و الظلم و العشائرية؛ بل تقدّمت الحشود البدرية الفاتحة المؤمنة مع الجيش و الأمن ليقدم لهؤلاء النازحين (الأرهابيين) الدّواء و الغذاء و الملابس و حتى لعب الأطفال لأطفالهم, بل و نصب خيم آمنة مع التدفئة و حولهم الحشد الشعبي كحُرّاس أمناء يسترخصون الدّماء لأجل حريتهم و كرامتهم تمهيدأً لأعادتهم إلى بيوتهم المنهوبة من قبل أعتى خلق الله من الدواعش البعثية بعد تحريرها!

نازحوا (الامس) خصوصا المهجرين المظلومين المنهوبين كانوا من الشيعة و الاكراد الفيليية و الكردستانيين و المسيحيين , نزحوا من بطش و ظلم النظام البائد, الذي لم ينفك يلاحقهم و يطاردهم من مكان الى مكان, منكلا بهم اشد التنكيل .. يسوقهم بإبشع صورة و يسومهم سوء العذاب, حينها ليس فقط لم تنصب لهم خيام, بل كان رجال البعث الهمجي يرمونهم من الخلف في الوديان و الجبال و يقتلونهم برصاص البنادق و الأسلحة المتوسطة!

كما لم يكن هناك ما يسمى اليوم بـ(حقوق الانسان) و لا منظمات دولية تشهد ما حل بهم؛ و لا ميزانية و لا اعانات؛ ولا مساعدات؛ و لا حدود تفتح لهم, عدا حدود الجمهورية الاسلامية الايرانية, يقابلها صمت مطبق من مجلس الامن و الامم المتحدة و كل أنظمة العالم خصوصا الديمقراطية كفرنسا و أنكلترا و أمريكا و النمسا و ألمانيا و السويد, أما الدول العربية كآلأردن و مصر و الدول الخليجية فأنها في حال قبول أحد نازحي (الأمس) و بعد التي و اللتيا و السؤآل عن إسمه و دينه و مذهبه؛ كانت تفرض عليهم الأتاوات و كأن تلك الحكومات كانت تمثل الوجه الآخر لحكم البعث الهجين, و هذا تعامل العالم و الحكومات و الدول و الهيئات العالمية مع نازحي (الأمس), و كان شيئاً لم يحدث!

نازحي (الأمس) سُلب منهم كل شيئ الأموال المنقولة و غير المنقولة بل و سجن ثم أعدم جميع أبنائهم الذين كانت أعمارهم تتراوح الخامسة عشرة فما فوق, ,أخذوا منهم حتى الوثائق الشخصية و أخرجوا من بيوتهم حفاةً أذلاء و كأنهم أسرى معركة حامية في أثناء الليل كي لا يشهد الناس مصيبتهم!

بينما نازحي (اليوم) ليس فقط لم يسلب الحشد و الجيش شيئ منهم؛ بل حاولوا إستعادة ما نُهب منهم ثم التمهيد لأعادتهم مكرمين إلى منازلهم كأنهم كانوا مواطنين شرفاء و مدافعين عن الوطن .. و لم يدعموا داعش!

لم يتوقف الأمر عند هذا الحدّ .. بل إنّ النظام البعثي دمّر مدناً عامرة كمدينة الدّجيل و نواحي في بعقوبة و غيرها بآلطائرات و المدافع, مع قرى كاملة مُحيت من الخريطة في الشمال و الجنوب و الأهوار و غرب البلاد, قرى للشيعة و الاكراد فقط .. ثمّ تركوا في العراء و الوديان بلا طعام و لا شراب مات الكثير منهم في العراء!

و آلأنكى من ذلك عندما كان النظام البعثي الهمجي الهجين يمنُّ عليهم بالعفو أحياناً, كي يعودوا لديارهم التي اصبحت خراب في خراب, كان يستقبل عودة آلآلاف من تلك العوائل الكردية في منطقة الوادي و النواحي التابعة لحلبجة بالحديد و النار و غيرها بالمروحيات و السمتيات و هي ترشهم بوابل النيران , لتختلط الدماء بالدماء, و تتيه الاطفال و النساء بين صخور الجبال و الوديان , كل ذلك , و لم يسأل عنهم احد!

في مدينتي بدرة و توابعها كما الكثير من مدن العراق المدمرة هجّر أجهزة النظام البائد منها مئات بل آلاف العوائل البريئة التي لم يكن أكثرهم يعرف نوع النظام أو حتى أين تقع بغداد, و ربما لم يزرها طوال حياتها؛ فقد تمّ تهجريهم بلا رحمة أثناء الليل بعد أن سلبوا منهم كل ممتلكاتهم و حتى أموالهم الخاصة و وثائقهم القانونية و أكثرهم كانوا قد خدموا العلم و في الجيش و الوزارات, و المحنة أن بعض تلك العوائل حين عادت للوطن بعد 2003م – أي بعد غياب دام أكثر من ربع قرن, و زارت بيوتها و محلاتها و بساتينها, لكنها لم ترى غير الأطلال و كتل من التراب والأرض المحروقة .. و لا ندري هل الأقدار فعلت ذلك .. أم شرطة الأمن و البعثيين .. أمّ الجيران الذين تغييروا كثيراً بسبب إنتشار الجهل و الدِّين القشري الذي لم يغنيهم من جوع؛ فقد تبرّا الجميع من نظام البعث و كأنهم كانوا مع المجاهدين في الخطوط الأمامية .. لِيضيع الحقّ وسط الفوضى التي عمّت البلاد و العباد إلى يوم القيامة!؟

و رغم كل هذه المآسي فإن ألفارق يبقى كبيراً بين نازحي (الأمس) المظلومين و بين نازحي (اليوم) الظالمين!
و لا حول ولا قوة إلا بآلله العلي العظيم.


ألأرهاب يُحَقّق عصر ما بعد المعلومات!
يُعتبر هذا آلبحث .. خاتمة آلمقالات ألمصيريّة آلّتي كَشَفْت حقائقَ كونية كانتْ خافية على جميع مثقفيّ و مفكريّ ألعالم, بسبب طبيعة ألأهداف و آلسياسات السّرية للطبقة الرّأسماليّة لتحقيق عصر(ما بعد المعلومات) الرّهيب الذي تمّ التخطيط له قبل 30 عاماً مع نجاح الثورة الأسلاميّة التي أعادت (الدِّين) للحياة .. بعد أن صار نسياً منسياً في العالم!

تلكَ (السّياسيات و آلمناهج الأرهابيّة) المكثفة التي نفَّذَتْها و تُنفّذها دوائر آلمخابرات الأستكباريّة مقابل تنصّل معظم مراجع الدين التقليديون عن مسؤولياتهم؛ قد شوّهتْ بآلصّميم معنى و فلسفة (الدِّين) و قلبتْ موازين(القيم و الأخلاق) لتُحقّق منافع (المنظمة الأقتصاديّة العالميّة) في عصرٍ تأقْلمنا فيه مع الوضع العالميّ ألجّديد بشكلٍ قهريّ, و أصبحنا لا نُبالي و لا حتى نفهم مخاطر(عصر ما بعد المعلومات)(1) و ما سيخلّفه من الفقر و آلعواقب ألسّيئة على مستقبل آلبشريّة المحطمة خصوصاً الأجيال الآتية!

إنّ الوضع العالميّ الجّديد و ما رافقه من جهلٍ و نزاعاتٍ