في منشور للسيد (أبو محمد أبو محمد) و هو على الاقل يمكن إعتباره من المحبيين لأهل البيت(ع), حيث قال في منشوره على صفحته : [بأن الشيعة على طول التأريخ أظهروا تظلمهم و محنتهم - و هي حقيقة لا تنكر - لكن عندما إستلموا الحكم مع آخرين بعد سقوط الصنم صدام؛ أفسدوا في حكمهم و نهبوا الدولة باكملها و لحد هذه اللحظة ينهبون الرواتب الحرام بعكس مبادئ العدالة العلوية التي يدّعونها, هذا فأنهم متهمون و مذهبهم .. تلك هي خلاصة منشوره ..
هذا .. إلى جانب مئات التعليقات التي ظهرت تعاطف المشاركين مع رأيه على موقع (نقابة المتقاعدين), و الذين - المُعلقون - كانوا أناس مجربين و لديهم خبرة و ثقافة إلى حد ما  نتيجة لأعمارهم و دورهم و مستوياتهم العلمية ..
أما جوابنا لهم فكان آلتالي:
[أخي (أبو محمد أبو محمد )؛ هؤلاء(القادة السياسيين و المدّعين للدِّين و آلدَّعوة لله و الأنسانية ووو غيرها من المدّعيات الكاذبة؛  لا يمثلون الشيعة إنما تلبسوا الشيعيّة و الدّعوة لأجل مصالحهم و مصالح أحزابهم بآلدرجة الأولى و كما قال غاندي : [أقوى نجاحات الشيطان تتحقق حين يظهر و كلمة الله على شفتيه]!, فهم - قادة الشيعة العار - يُمثلون مجموعات مليشاوية و مرتزقة(لملوم) من كافة المجرمين و الحثالات الذين إنظموا في أحزابهم "الشيعية" طمعاً بآلرواتب و المال و المناصب الحرام فثقافتهم للأسف شكليّة و سطحيّة و شعائريّة لا أخلاق و لا مواقف جهادية أو مالية لهم لأ ن دينهم لا ينبثق عن عقيدة أو لهم تأريخ يرتبط بفلسفة الوجود و هم (نسبتهم) أقلّ من القليل بآلنسبة لعدد الشيعة في العالم و الذين يصل عددهم لأكثر من 500 مليون شيعي أو بعبارة أدق لنقل أكثرهم محبين و مواليين, لأن الخصوصية الشيعيّة و كما ورد في حديث الأمام الصادق(ع) لجابر الجعفي لا تنطبق على عضو واحد منهم بحسب معرفتي الشخصية الدقيقة خصوصا لقادتهم و للأسف الذين يمكن أن تسمّيهم بعثيين أو متعجرفين أو قوميين أو معدان إلا الشيعية فمن الصعب تنسيبها لهم, و هؤلاء "القادة" العار في الأحزاب الشيعيّة - ناهيك عن السّنية و الوطنية و القومية و غيرهم - (أكثرهم) يُمثّلون مجموعاتهم و أعضائهم المنتمين لتنظيماتهم التي يمكن القول عليهم بـ (الأرهابية و الفاسدة) بإسم الشيعة .. لان الذي يحرم الفقير من لقمته و المفكر و الفيلسوف من مقامه إرهابي أكثر من داعش بنظر الفلسفة الكونية!
و هم (الأحزاب و الإئتلافات) عبارة عن مجموعات لا تتجاوز الآلاف أو عشرات أو ربما مئات الآلاف من الشيعة في أحسن و أكثر الأحوال و الأحتمالات!   بينما الأعضاء الحقيقيين و للتأريخ في زمن الجهاد الحقيقيّ ضد صدام لم يتجاوز عددهم العشرات من المنتظمين في صفوف الدعوة الحقيقية والذين إستشهدوا جميعأً رغم إن عملهم لم يكن جهادياً بل تبليغياً و إنما ألقي القبض عليهم من بيوتهم و محلاتهم و دوائرهم لمجرد شكوك أو علامات تدين كانت بادية على سلوكهم .. لا أكثر .. ولم يبق من أؤلئك الدّعاة الحقيقيين حتى عضو واحد .. أكرر عضو واحد .. بحسب معرفتي الدقيقة كوني كنت عضو الأرتباط الأول لتلك التنظيمات نهاية السبعينات إضافة لقيادتنا للحركة الاسلامية العراقية التي إتحدت مع تلك الثلة و التي هي الأخرى إستشهدت بعضهم في عمليات جهادية ..
كان جميع أعضاء أحزاب اليوم المؤلفة الشيعية تعادينا .. لأنّهم كانوا منخرطين إما كجنود في جيش صدام أو مؤسساته المعروفة و مرجعيتهم التقليدية للأسف كانت مؤيدة لتعاونهم و للأنتماء للمؤسسة العسكرية الصدامية أو المدنية أو الوزارية بينما نحن أعلنا حرمة العمل مع كل الدولة الصدامية!  و هؤلاء الأحزاب و الكتل الأنتهازيية الشيعية الذين أصبحوا اليوم أعضاء في حزب الدعوة أو في بدر - مع إحترامي لبعض الأعضاء القدماء من التوابين أو المجاهدين - و حتى الأخ هادي العامري الذين يعيش بين نارين الآن من هذا الوضع .. نعم هؤلاء و ليس كلهم الذين لم يبق لديهم شيئ من الأخلاق و القيم و غيرهم في التشكيلات الشيعيّة الذين ذاقوا لقمة الحرام لا يمثلون النصف مليار شيعي المظلوم كما قلت .. هذا من جانب ..
و من جانب آخر ؛ يجب أن تُفرّق بين الشيعة كأفراد  و أشخاص و تيار بينهم مثقفين و هم قلة قليلة في العراق - بإستثناء الإيرانيين - و بين مذهب الشيعة كعقيدة كونيّة و مُستدلة و واضحة إعترف بها حتى الكثير من علماء و فلاسفة و مذاهب العالم و آلأديان الاخرى, بعضهم أساسا من أؤلئك العلماء لم يكن يُؤمن حتى بآلله .. لكنهم و لمجرد إطلاعهم على عقيدة المذهب الشيعي و مقارنته بآلمذاهب الأخرى ليس فقط آمنوا به .. بل إعتبروه أقوم المذاهب و أصحها و هم كُثر بين - المستشرقون و الفلاسفة و العلماء و قد قدّمنا في ذلك دراسات عنهم في مؤلفاتنا العديدة!
لذا فآلشيعيّة خط علويّ مُقدّس يُمثل أصل الأسلام و يرتبط بآلسماء بشكل حيّ و مثّلهُ أئمة أهل البيت و على رأسهم الامام علي(ع) و أخيه الرسول الكريم محمد عليه أفضل الصلاة و السلام و الملايين من الشهداء و يُمثلهُ اليوم على أرض الواقع الأمام صاحب العصر الحي الذي يقود و يسدد تلك المسيرة الربانية من خلال الفقهاء العظام و على رأسهم الفقيه الأعلم, والذي يرتبط بشكل منطقي و حيوي عن طريق الأمام الثاني عشر بآلله سبحانه و تعالى و الذي ننتظر ظهوره قريباً إن شاء الله لتخليص العالم من هؤلاء المنافقين - الظالمين - بمن فيهم ساسة الشيعة أنفسهم الذين أفسدوا أخلاق الناس و سرقوا أموالهم و رواتبهم. بعد تسلطهم على مقدرات الفقراء و الوطن المذبوح بإسم الشيعة و آلشيعة منهم براء!
أقسم بآلله .. إن معظم الشيعة أبرياء من أعمال و مواقف قادة و اعضاء الاحزاب و المنظمات السياسية التي تلبست بغطاء (الشيعيّة) و لا يمثلونهم خصوصاً الفاسدين المدّعين منهم .. لان النهج الشيعي نهج قويم و مسنود و مُزيّن بآلتقوى و الأخلاق و الأدب و التواضع و نكران الذات .. و هؤلاء (الساسة) المرتزقة يفتقدون لتلك الأخلاق و الآداب و القيم و التقوى, بل و يجيزون الكذب و الفتنة و الغيبة و النفاق و تشتيت و تفريق صفوف الناس و سرقة أموالهم!
و قد رأيت و رآى الجميع أثناء الأنتخابات الماضية موقف أكثرية الشيعة منهم .. من(قادة الاحزاب) الذين حصلوا في البداية بعد السقوط مباشرة على أصوات كثيرة لكن بعد إنكشاف أوراقهم و حقيقتهم تغييرت وجهة نظر الناس عنهم و ستجدون موقفهم التنكري النهائي الرافض لهم و بوضوح في الأنتخابات القادمة إن شاء الله, حيث المتوقع ؛ عدم تأئييد أكثرية الشيعة لهم سوى المرتزقة منهم .. و هذا لا محبة منهم بآهل البيت (ع), بل للحفاظ على إستمرار رواتبهم الحرام  كما كان السودانيون و الأرتيريين و ا لمصيريين يفعلون مع صدام كمرتزقة .. فأكثرهم -شيعة و سنة - كما قادتهم لا يعرفون أهل البيت(ع) حقاً ولا يطبقون حتى مبادئهم في سلوكهم و تعاملهم و تفكيرهم ..  و موقفهم - الشعب - النهائي القادم قبال الأنتخابات من تلك الأحزاب يتعلق بمدى معرفة الشيعي(الناخب) نفسه و وعيه بآلفكر و العقيدة الشيعية و مسألة (العدالة) و (الوجدان) بشكل خاص ..
و يجب أن نفرق بين الشيعة و التشيع, فالمذهب الشيعي عموماً شيئ آخر .. و لا يتحدّد - أو يُعرّف - بشخص أو حزب أو حتى مرجع دِين منهم و الحديث الرضوي العلوي يقول و يؤكد هذا المعنى :
[إعرف الحقّ تعرف أهله و بآلحقّ يُعرف الرّجال و لا يُعرف الحقّ بآلرّجال].
نعم هناك مقولة في المقابل تقول : [الإسلام محفوف بآلمسلمين] , و هذه محنة في الحقيقة و جدلية صعبة نسبيّاً, يعني أنك لو أردت أن تعرف حقيقة فكر أو مذهب مُعيّن عليك أن تعرف صفات و أفعال القوم المؤمن به(المذهب) و ترى فعالهم و مواقفهم خصوصا المتصدين منهم لأنهم الرؤوس(والرأس إذا صلح صلح الناس و العكس صحيح أيضا), لكن هذه القاعدة لها شواذ خصوصا ًو إن تأريخنا العربي - الأسلامي - تأريخ مؤدلج و مزور كتبه السلاطين عادة و ليس تأريخ نظيف كما إتفق المؤرخون على ذلك .. و كما قد توافقني !؟   لذلك أرجو تفهّم هذه الحقيقة لأنها ترتبط بمصيرك و عاقبتك في الدارين و شكرا لكم و لإخلاصكم للحقيقة التي باتت منبوذة بين الناس و الزعماء خصوصاً لأنها تجرحهم.
و الله الشيعة مساكين و مظلومين من كل الاطراف من قادتهم و من مخالفيهم و من القومجية و الطائفيين و الدواعش و المستكبرين وبشكل أخصّ من الطبقة السياسية الشيعية نفسها التي أثبتت خيانتها و فسادها و إجرامها بشكل فاضح سَخَرَ منهم و من نفاقهم حتى الملحدين و أمريكا و روسيا!
 
لكن مع كل ذلك ؛ فأن عوام الشيعة مسؤولين أيضا عن هذا الفساد لأنهم هم من ينتخبون ممثلهم .. لذلك حذاراً في الأنتخابات القادمة .. و كونوا على حذر أكبر ممن تسيد في الفترة الماضية و تمتع بآلأموال و الرواتب و الحمايات و الواسطات ووووو .. إلخ لأنهم غير أمناء حتى لو قدّم ما قدّم.
و إنتخبوا مَنْ له تأريخ أبيض و حرّم لنفسه و عائلته الحقوق الطبيعية لاجل الآخرين .. و أعتقد بعدم وجود أكثر من 1 أو 2 أو 3 من هؤلاء في كل العراق و خارجه!؟
لكن مع كل ما حدث ؛ فأنّ الحقّ مع البعض من المعارضين .. المنتقدين لقادة الشيعة و حتى بعض مراجعهم .. كأخينا (أبو محمد أبو محمد) في إنتقاده العام و الشامل من مواقف قادة الشيعة !؟  فمثلما يقولون :
[الإسلام محفوف بآلمسلمين و الشيعة محفوفة بآلمتشيّعين] ,
و هنا تكمن محنتنا الشيعيّة الكبرى مع أسف عميق و الله هو المعين و المسدد و الناصر لنا من نفاق و فساد هؤلاء الدّعاة المزيّفين الذين ركبوا الدين لأجل مصالحهم الشخصية و الحزبية فسوّدوا وجه المذهب الشيعي الذي ما زال ينزف للأسف.

الصراع السياسي بين جمهورية ايران الاسلامية والمملكة العربية السعودية اسبابه كثيرة, لكن اشدها وضوحا هو: ان إيران ضد المشروع الامريكي في المنطقة, والسعودية هي الحليف الرئيسي لأمريكا في المنطقة, وأمريكا تحارب إيران وأدواتها في المنطقة, لذلك الصراع كان حتميا, لكن المفاجأة الآن ان يتم الصلح! حيث كانت العلاقات بينهما دوما متوترة منذ بداية الثمانينات,وقد قطعت العلاقات الدبلوماسية منذ سبع سنوات, فأتى البيان المشترك بين الرياض وطهران وبكين ليعلن أن البلدين اتفقا في مباحثات قادها رئيسا مجلسي الأمن القومي فيهما بدعم صيني على طي صفحة الخلافات بينهما, وتطبيع العلاقات التي شهدت توترات عديدة.

ويشار إلى أنه تم الاتفاق بين السعودية وإيران على استئناف العلاقات الدبلوماسية, وإعادة فتح السفارتين والممثليات الدبلوماسية في غضون شهرين، وتم التوصل إلى هذا الاتفاق عقب مباحثات جرت في بكين مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، وقد تضمن اتفاق البلدين تفعيل اتفاقية التعاون الأمني بينهما، والاحترام المتبادل, والالتزام بعدم التدخل في الشؤون الداخلية.

 

 

·      تصريحات تؤكد التغيير

المتابع للتصريحات الرسمية للبلدين سيكتشف التوجه الجديد, حيث جاءت تصريحات المسؤولين في البلدين لتؤكد التوجه الجديد في إدارة العلاقة بينهما, إذ قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان: "إن دول المنطقة يجمعها مصير واحد يجعل من الضرورة أن تتشارك لبناء نموذج للازدهار".

وعلى الجانب الإيراني قال وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان: "إن سياسة حسن الجوار أمر محوري, ونواصل العمل نحو مزيد من الخطوات الإقليمية"، وأضاف عبد اللهيان: "أن عودة العلاقات الإيرانية السعودية توفر إمكانات كبيرة للمنطقة والعالم الإسلامي".

 

 

·      لماذا الصين؟

الكثير يتسائل عن السبب لتدخل الصين؟ وانها هي من ترعى هذا الصلح؟ حيث تناقلت الوكالات الخبرية أن الاجتماعات الأمنية السابقة كانت تهدف إلى التأكد من أن الحكومة الإيرانية قادرة على حماية المنشآت الدبلوماسية, كما تنص على ذلك الاتفاقيات الدولية، وقد قدمت طهران في هذه الصدد ضمانات كافية, كما أن السعودية أرادت ضمان احترام السيادة الخاصة بالدول وتوازن العلاقات الدولية والإقليمية، خاصة أن الرياض تعيد ترتيب علاقتها مع تركيا وإيران.

أما إيران، فقد عانت من عزلة بسب علاقاتها المتشنجة بدول الجوار، ولكن هذا التقارب سيمكن الطرفين من الحوار الدبلوماسي.

وعن تدخل الصين ومغزاه؟ فأجاب الجانب السعودي في تصريحات اعلامية: "أنها أكبر دولة تربطها علاقات اقتصادية مع السعودية ودول الخليج، وهي الشريك الاقتصادي الأكبر لإيران, وهو ما مكنها من لعب دور حيوي وضمان الأمن والاستقرار في المنطقة".

ان دخول الصين كطرف في المحادثات, لشعور الصين باهمية الجانب الامني وحلحلة الصراعات, لكي ينجح مشروعها الكبير (طريق الحرير الجديد), فان الصين تفكر بالمستقبل.

 

·      فتح ملفات المنطقة

بعد اعلان الصلح واعادة الحوارات بين البلدين فمن المؤكد انه سيتم اعادة فتح ملفات المنطقة, وقد صرح العديد من الساسة والمهتمين بالشأن السعودي-الإيراني, من أنه يمكن أن تكون عودة العلاقة بين السعودية وإيران طريقا لفتح الباب واسعا لمناقشة كل الملفات في المنطقة، منها الأمن البحري وأمن الطاقة، وملفات سوريا, والعراق, ولبنان, وحرب اليمن، مشيرا إلى أنها فرصة مواتية لحل القضايا العالقة في المنطقة, وكل هذه الملفات الجانبين على الضد, لذلك الحوارات الهادئة يمكن أن تشكل فرصة تاريخية لحلحلة المشاكل العالقة في العقدين الأخيرين.

اما الكيان الصهيوني المؤكد انه غير سعيد بالاخبار الاخيرة, فهو يعتاش على الحروب والخلافات, فهي لا تريد أي تقارب "إقليمي – إقليمي"، بل تطمح دائما إلى زرع التقسيم بين البلدان.

بعد أعلان المملكة العربية السعودية وإيران عن إتفاق تاريخي لتخفيف التوترات وتطبيع العلاقات بين البلدين، يأتي هذا الإعلان كتطور مهم في المشهد السياسي للشرق الأوسط، الذي أتسم منذ فترة طويلة بالتنافس الجيوسياسي والتوترات الطائفية.

 إن لهذا للإتفاق بين السعودية وإيران تداعيات بعيدة المدى على دول أخرى في المنطقة، وأهما إسرائيل والإمارات والعراق، وكذلك على الملف النووي الإيراني والتضخم الإقتصادي في المنطقة.

 بالنسبة لإسرائيل، يمكن أن يُنظر إلى الإتفاقية السعودية الإيرانية على أنها تهديد محتمل لمصالحها الأمنية، لطالما أعتبرت إسرائيل إيران عدوها اللدود، وقد تؤدي إمكانية تحسين العلاقات بين إيران والمملكة العربية السعودية إلى تحالف أقوى مناهض لإسرائيل في المنطقة، لكن الحكومة الإسرائيلية كانت حذرة في ردها على الإتفاقية، حيث قال رئيس الوزراء نفتالي بينيت "إن إسرائيل ترحب بأي مبادرة من شأنها أن تخفف التوتر في المنطقة".

 أما بالنسبة للإمارات العربية المتحدة فقد كانت لاعباً رئيسياً في المشهد السياسي المتغير في الشرق الأوسط، في السنوات الأخيرة، قامت الإمارات بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وكانت حليفًا رئيسياً للمملكة العربية السعودية في صراعها مع إيران، مع ذلك حافظت الإمارات أيضاً على قنوات دبلوماسية مع إيران، وتعمل على تهدئة التوترات في المنطقة، حيث يمكن أن يوفر الاتفاق السعودي الإيراني فرصة للإمارات للعب دور أكثر بروزًا في الدبلوماسية الإقليمية في المنطقة.

 يمكن للعراق، الذي علق منذ فترة طويلة في وسط التنافس السعودي الإيراني، أن يستفيد أيضاً من تحسن العلاقات بين البلدين، لقد عانى العراق من التوترات الطائفية وعدم الإستقرار السياسي لعقود من الزمن، ويمكن أن يوفر الإتفاق السعودي الإيراني فترة راحة بين جميع الأطراف، للتخلص من التوترات الإقليمية التي تعيق تقدم المنطقة.

 أما بخصوص الملف النووي الإيراني فهو من القضايا الرئيسية في الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة، حيث تعمل الولايات المتحدة ودول غربية أخرى على منع إيران من تطوير أسلحة نووية، وفرضت عقوبات إقتصادية عليها في محاولة لإجبارها على الإمتثال للإتفاقيات الدولية، يمكن أن يوفر الإتفاق السعودي الإيراني فرصة لتجديد المفاوضات حول القضية النووية، ويمكن أن يؤدي على الأرجح إلى حل التوترات المستمرة، ولكن قراءة المشهد العالمي تشير إلى أن هذا التقارب هو بداية لإمتلاك إيران للأسلحة النووية وتمردها على المفاوضات الأمريكية كل ذلك برعاية روسية صينية.

 كان التضخم الإقتصادي قضية رئيسية في الشرق الأوسط، لا سيما في دول مثل إيران والمملكة العربية السعودية، ويمكن أن يوفر الإتفاق السعودي الإيراني دفعة إيجابية لإقتصادات المنطقة، حيث يمكن أن تؤدي العلاقات الدبلوماسية المحسنة إلى زيادة التجارة والإستثمار بين الغريمين.

إذاً الإتفاقية السعودية الإيرانية لديها القدرة على إعادة تشكيل المشهد السياسي في الشرق الأوسط، في حين أن الإتفاق قد يكون له تداعيات على دول أخرى في المنطقة، بما في ذلك إسرائيل والإمارات والعراق، فإنه يمكن أن يوفر أيضاً فرصة لتجديد الجهود الدبلوماسية بشأن القضية النووية الإيرانية ويمكن أن يساعد في تخفيف التضخم الإقتصادي في المنطقة.

لا شيء جديد اكثر مما قيل من قبل عن جرائم أمريكا وحلفائها في العراق، ولا شيء جديد يحكى عن تحويل العراق الى بلد فاشل ودولة فاشلة بالمعنى المطلق للكلمة، ولا شيء جديد نضيف الى الذكر من عمليات نهب وفساد وسرقة التي دشنها الرئيس المدني للاحتلال بول بريمر في مقابلة مع احدى القنوات الامريكية ، عندما سئل عن اختفاء ١٢ مليار دولار في الاشهر الأولى من استلامه لوظيفته في العراق، وجاء جوابه بشكل غاضب، لا اعرف (I don’t know)، ولا إضافة لنا اذا قلنا وعلى لسان الاحياء المخضرمين او الذين لم يكونوا في مكان خطأ وزمن خاطئ كي تقتنصهم حروب الامة العربية او مقاصل الاعدامات، ان العراق في ظل الدولة البعثية الفاشية والاستبدادية هو اقل سوءا مما نعيشه اليوم وليس كما يروج له اعلام الأحزاب الإسلامية التي وصلت الى السلطة في غفلة من الزمن وبفضل الغزو والاحتلال، بأن العراق يعيش في واحة الديمقراطية، والتي قولبت كل معاني الحياة في العراق بصناديق الاقتراع، وهي من تفتتحها وهي من تغلقها، وعندما يتم التحقيق عن التزوير فيها، تقوم بحرقها، وفضلا على كل ذلك تٌحَمَلَنّا منة بأنها سليلة الحسب والنسب للديمقراطية، واكثر ما تعني في فلسفتهم ونظريتهم في الحكم، التداول السلمي لعمليات النهب والسلب ومحاولة لقمع كل اشكال الحريات مثلما حدث تحت يافطات نشر "الفديوهات الهابطة" ومنع المشروبات الكحولية وتغليفها بهالة من العناوين الفارغة من المحتوى التي انتهت موضتها مثل خدش الحياء والذوق العام وتقاليد المجتمع، لطمس ماهيتها الاستبدادية، ولكن بشكلها الناعم!!!  ويجدر بالذكر أن حيائها لا يُخدش عندما تروج لنظريتها أي نظرية الأحزاب الإسلامية لتبريرها لكل سنوات السلب والنهب، بأنه من الحلال (سرقة الأرض، ما فوقها من عقارات، وما فيها من موارد طبيعية، فهي مشاعة ولا حق لاحد فيها)، اما المواطن العادي فله قسمته بالأرض كما يقرر له الله وليس من حقه الشكوى والتذمر والغضب، واجره في السماء، والله لا يحب الا المحسنيّن أي الصامتين والخانعين وكل من لا يفكر بانتزاع رغيف الخبز الذي سرق من فمه وفم أسرته.

تلك النظرية الجهنمية هي من تستند عليها الأحزاب الإسلامية التي استحوذت على السلطة السياسية كي تغتني وتنتفخ جيوبها وبطونها، وتمول ميليشياتها كي تحميها، فإذا كانت تلك النظرية هي جزء من نضالها الفكري بالاعتناء وتشكيل أكثر الأجنحة الطبقة البرجوازية حثالة في المجتمع، فعلى الصعيد السياسي ابتكرت عنوان جديد لها وهو محور المقاومة، والنضال ضد الاستعمار وسن القرارات ضد التطبيع مع إسرائيل، وكل من خرج للمطالبة بالحرية والمساواة، اتهم بأنه أولاد السفارات وعميل أمريكا لتقتنصها ميليشياتها من اعلى البنايات أيام انتفاضة اكتوبر، في حين هي من كانت مطية أمريكا بامتياز، وهي من كانت تستجدي أمام أبواب السفارات الغربية عشية غزو واحتلال العراق كي تنال رضى الإدارة الامريكية، وهي من كانت تتوسل للحصول على مباركة مهندسي احتلال العراق بوش وتشيني ورامسفيلد، وتتملق لزلماي خليل زادة كي يشكلوا اقطاعيتهم في العراق. 

 

في ذكرى غزو واحتلال العراق، لابد من القول والتذكير بان ما حدث للعراق جراء السياسة الامريكية لم يكن محض صدفة، ولم يكن خطأ أمريكا وساساتها بأنهم لم يفهموا بتاريخ العراق، أو اخطأوا بحل الجيش العراقي كما روج ويروج له عرابو الاحتلال المحليين امثال اياد علاوي ولفيف من العروبيين الذين تنكروا بالزي الطائفي، كي يحصلوا على مقعد في مجلس الحكم او السلطة، فاذا لم تسنح لهم الفرصة لهم بدراسة المجتمع العراقي، والتتلمذ على يد علي الوردي الباحث في علم الاجتماع وهو قبلة المثقفين الليبراليين الجدد الذين ظهروا بعد الغزو، وهم لا يمكنهم ان يروا اكثر من وقع اقدامهم، فما هو تفسير ما حدث في أفغانستان بعد عشرين عام من الاحتلال، الم يكن لديهم (علي وردي بشتوني) كي لا يفهموا بتاريخ المجتمع الافغاني وبالتالي ليتم تسليم نساء أفغانستان على طبق من ذهب الى الطالبان، الوحوش الذين قدموا من خارج التاريخ الانساني؟ 

ان تسليم العراق الى الأحزاب الإسلامية التي تحكم العراق اليوم، وكتابة دستور مشوه لا يمكن أن يفسره إلا اولي الالباب وحسب توازن القوى في الصراعات السياسية على السلطة، وأحيانا يتم التفسير أي بنود الدستور على أساس قواعد (المعنى بقلب الشاعر)، ثم بعد ذلك عندما مالت كفة تلك الأحزاب الى خارج الفلك الأمريكي، صنعوا عصابات داعش وسلموا لهم ثلث مساحة العراق بفضل الأسس التي بنيت عليها السلطة في العراق، لكي يتأدب المختفين وراء أبواب المنطقة الخضراء، ويتعلموا قبل كل شيء آداب المائدة، ويأخذوا درسا بالتاريخ بأنهم ليسوا اكثر جماعات ليس لها جذر اجتماعي يمكن لها الصمود إلا بالسلطة والمال الذي نهبوها.

فما حدث في أفغانستان أعد له في العراق عندما كشف مستشار الأمن القومي الأمريكي بريجنسكي في عام ٢٠٠٣ بعد غزو العراق في لقاء مع صحيفة روسية، ان إيصال الأحزاب الإسلامية ومنها الموالية لإيران الى السلطة هي من مصلحة الأمن القومي الأمريكي.

وما يحدث اليوم في أوكرانيا، هي امتداد لسياسة أمريكا، فبعد تكسير عظام الأوكرانيين وتحويلها الى وقود لوقف التمدد الروسي الامبريالي في اوروبا، سيتخلى البيت الأبيض اجلا او عاجلا عن زيلنسكي وجوقته الفاسدة، ويسلم اوكرانيا الى روسيا على طبق اقل من ثمن تقديم طبق أفغانستان الى طالبان، بعد اذلال شعبه وتحطيم معنوياته وارادته بالحرب والدمار ونهب ثرواته، كما عشنا واختبرنا سنوات السياسة الامريكية في نشر الديمقراطية والرفاه في العراق. 

ولن تتوقف السياسة الامريكية عند حدود تلك البلدان، فها هي تعد نفس السيناريو لإيران، كما أعدته من قبل مع حلفائها الغربيين أثناء اندلاع ثورة ١٩٧٩، فوأد الثورة في إيران هي من أولويات مراكز الدراسات وصناع القرار في العمق الأمريكي، فالرياح القادمة من ايران، ستعصف بكل الأسس التي تستند عليها السياسة الامريكية والغربية، وهي تقلع جذور الإسلام السياسي او على الأقل تدفعه الى الانزواء، وتصبح السياسة الامريكية حينها عارية وليس لها من مطية او عراب او بلطجي لتمرير قرارات مؤسساتها الاقتصادية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، أنها أي تلك الرياح ستغير وجه العالم، وتحاول أمريكا جاهدة الوقوف بوجهها وتفريغها من محتواها الثوري والتحرري.

في ذكرى غزو واحتلال العراق، على المتوهمين بالسياسة الأمريكية بعد، الاستيقاظ من اوهامهم، فالوهم لا يضلل المتورطين به فحسب ويضيع بوصلتهم، ففي الكثير من الأحيان يقتلهم.

 
 
قال أحد "المؤمنين" الذي زارني هنا في كندا/تورنتو : إن الجماعة و منهم "فلان الطويل" و "فلان القصير" (ألقابهم للاسف_جسدية خالية من صفات الروح و الفكر) ينتظرون الّلقاء معكم, فهل تأتي  لنذهب معاً لزيارتهم ؟
لمعرفتي بتفاصيل كل واحد منهم و بمستواه الفكري و العلمي و الأخلاقي .. قلتُ له على الفور لـ "صديقي" : [هؤلاء للأسف قفلوا على عقولهم و قلوبهم كأنهم (خُشب مسندة) بعد ما إستبدوا بجهلهم و هم ليس فقط لا يعلمون الطريق للحقّ كما أكثر الناس اليوم للأسف ؛ بل لا يُريدون أن يعرفوا و يعلموا .. حيث إكتفوا بآلغيبة و النميمة والنفاق و كشف عورات الناس و تلك هي خلاصة جلساتهم الحزبية - لعنة الله عليهم - فرحين براتب و لقمة حرام من هذه الحكومة و تلك و أكثرهم عاطلين عن العمل, لذا فإنّ قول أبو العلاء المعريّ يعنيهم تماماً, حيث قال :
ولما رأيت الجــّهل في الناس فاشـياً .. تجاهلت حتى قيـل إنّي جـاهــل
فوا عجبا كم يدعي الفضل ناقصٌ .. ووا أسفا كم يُظهر النقص فاضل.]
معنى (ألخشب المُسنّدة) :
قال : كانوا رجالاً .. أجمل شيء كأنهم خشب مسندة ، شبّههم الباري؛ بخشب مسندة إلى الحائط لا يسمعون ولا يعقلون ، أشباح بلا أرواح و أجسام تتنفس بلا أحلام , و هياكل بلا قلوب, يأبون المعرفة و عدوهم أهل الفكر والفلسفة.
وقيل : لكونهم أجساد طويلة و هياكل فارغة إلا من اللحم و الدم و الجراثيم الحرام؛ لذا شبههم الباري تعالى بالخشب التي تآكلت فهي مسندة بغيرها, و يتمثل تماماً بقادتهم (المتحاصصون الفاسدون قلبا و قالباً), حيث لا يُعلم ما في بطنها من الخبائث و النفاق و الكذب و الحسد و السخيمة و الطخيمة.
لذلك كله .. كيف يُمكن لمثلي أن يُعلّم هؤلاء المرضى العصابيون .. الذين يكذبون بكل صدق و يبدلون أطوارهم كآلحرباء مع البعث بعثيون للعظم؛ مع الملحد ملحدون حتى ضد أنفسهم؛ مع الجيش أشاوس يفعلون ما يؤمرون ؛ مع الأمن و المخابرات كلاب بوليسية؛ مع المخابرات العالمية أوفياء عند الطلب و هكذا ... لذا رفضت على الفور واعتذرت له ذلك أني - و بحسب تجربتي الممتدة لأكثر من نصف قرن في مجال التغيير الحركي ان الذي لا يسعى بنفسه للتغيير لا يؤثر فيه حتى الوحي الالهي ؛ وكنت كلما دعوتهم للحقّ إستغشوا ثيابهم و وضعوا أصابعهم في آذانهم .. وكانوا يقولون ؛ لا نفهم ما تقول!
حتى قلت لهم مرة ؛ انا لا افيدكم تحتاجون لمعمّم لطام يلطمكم على رؤوسكم ..
هؤلاء هم انفسهم الا استثاآت بينهم ؛
كانوا زمن البعث الهجين يعملون كآلعبيد معهم في كل مؤسسات صدام خصوصا الجيش ثمّ إنقلبوا رأسا على عقب بعد زواله .. ونحن في المقابل حرّمنا العمل مع النظام و كنا نبحث عن من يسألنا لندليه على الطريق أو ثغرة يمكننا النفوذ من خلالها لتغيير وضع العراقيين و كشف جرائم البعثيين و خطورتهم على المستقبل  وهؤلاء الذين يدعون المعارضة اليوم كانوا يعملون ضدنا مع البعثيين و غيرهم من الفاسدين؛ فالجميع كانوا منخرطين بالروح والدم للعظم مع الباطل و مؤسسات البعث كما الآن مع أحزاب التحاصص لحقوق الفقراء .. و ما زالوا كقطعان الإبل في أحزاب الجهل القومية و الإسلامية و الوطنية التي حكمت أو تلك التي جاءت للحكم لأجل الرواتب والمنافع و سرقة الناس بآلتحاصص عبر المناصب التي قتلوا أنفسهم عليها و قتلوا كل مفكر و أديب و فيلسوف لأمّيّتهم الفكرية .. بحيث قايضوا عليها دينهم و عقائدهم التي كانت هشة بآلأساس فباعوا الوطن و المواطن والدّين جملة وتفصيلا بلا حساب أو كتاب لأجل راتب حرام او منصب حتى خربوا البلاد والعباد و كما تشهدون, لهذا لا فائدة أن تنفخ في قربة مثقوبة من كل مكان .. فآلعراق عبارة عن قربة ثقبها السياسيون فأصبح كآلغربال!؟ حكمة كونيّة : [حين تتحاصص الأحزاب السياسية والدينية والقومية حكم البلدان فألشيئ الوحيد الذي يُمحى فيها هي المحبة و التعاون و التآلف ].

   ذهبت عائلة جاري ليلة الخميس الى متنزه ساحة الحمزة، الواقع في بغداد / منطقة الحبيبية، للتنزه وتغيير الجو، خصوصا وانهم من العوائل المحافظة، قليلة الخروج والاختلاط المجتمعي، لكن سرعان ما عادوا الى منزلهم؛ وبعد خروج أبو علي سألته: لماذا عادوا بهذه السرعة، وعسى ان يكون المانع خيراً فقال:

  • يا خير أبو حبيب رحمة الوالديك؟ لوما رايح هواي أحسن
  • سلامات
  • رحنا وطبكت السيارة على صفحة، ودخلنا بالساحة، لكينا العوائل تدخل وتفرش، كيفت وفرشنا وكَعدنا وبدوا الأطفال يلعبون، شوي دخلوا درجات اثنين وبيها شباب، كاموا يبطنشون ويغنون اغاني سخيفة، وموشمين وملابسهم غريبة، تكول شلون هذوله بالأفلام الامريكية الهابطة، وانوب وراهم دخلوا اثنين، قواطي البيرة بأيدهم، وراحوا يم النافورة، واحد بال بالنافورة، لا استحى ولا خجل كدام العوائل، والثاني دخل بالنافورة ويغسل...
  • أي محد راح عليهم حاجاهم؟!
  • أي اكو رجل كبير، الفلاح الي مخليته الأمانة، خوش رجال أدمى راحلهم، جان اسمع واحد صاح عليه ارجع معليك، انت تعرفني منو؟ تره هسه ابطلك
  • اهاا انوب؟! وانت ليش ما رحت وياه
  • أبو حبيب تدري بيه أني كافي خيري شري، وهذوله لوما وراهم ناس تحميهم ما سووا هيج
  • وتالي؟!
  • اشتالي؟ الأطفال خافوا والعوائل بدت تنسحب واني همين جبت عائلتي ورجعت
  • لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
  • والله اشوف أبو حبيب لو تكتب حول الموضوع، بلكي يلكون حل ترى ملينا

وها أنا ذا أكتب فلعل قارئ يقرأ فيعيننا على ما نحن فيه...

   كتبتُ فيما مضى حول الكثير من المشاكل المهمة، التي تخص الفرد والعائلة والمجتمع بصورة عامة، واقترحت حلولاً، والحمد لله تم الاخذ بالمقترحات والعمل بها، حيث لاقت نجاحا لا بأس به، منها ما يحدث سابقا من مضايقات من قبل شباب جاهل في زيارة الأربعين، واقترحت ان يتم الاشراف عليها من قبل هيئة الحشد الشعبي وتم ذلك، وهنا أيضا أتمنى ان يوكل امر حماية المتنزهات العامة للهيئة نفسها، لما رأيناه من حسن التدبير والتعامل الجيد، بل الممتاز مع كافة شرائح المجتمع؛ نحن مع الحرية الشخصية، لكن ليس على حساب حرية الاخرين وآداب المجتمع العامة، فان محاربة المحتوى الهابط لا تقتصر على النشر في مواقع التواصل الاجتماعي فقط، بل من باب أولى محاربة الفعل الهابط أيضا، فكثير من الناس لا تتابع مواقع التواصل هذه، لكنها تحتك بالمجتمع فترى العجب العجاب!

بقي شيء ...

جاء في الأثر الشريف (إن لم تستح فأفعل ما شئت)، والظاهر ان هؤلاء لا يستحون، فيفعلون ما يحلو لهم، لذا وجب تأديبهم وفق قانون التعدي على حريات وحقوق الاخرين، وهنا ادعوا منظمات حقوق الانسان ان يكون لها موقف جدي، وتدافع عن حقوق أمثال جاري أبو علي ممن لا حول لهم ولا قوة، مسالم بيس به سند عشائري او حزبي...

بعيدا عن التطبيل والتزمير عن إعادة العلاقات بين السعودية وإيران بأنه اختراق كبير، وبعيدا عن التحليلات التي تصب معظمها عن تآكل النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط، وبعيدا عن ما يروج له ما يسمى ب"محور المقاومة" او الذين يتمسكون بتلابيبه من الرعيل الأول والأخير من القوميين العرب، الذين يحلمون ويتمنون بأن السعودية ستلتحق بمحور هم المتهاوي، وبعيدا عن التكهنات التي هي أقرب الى التحليق في عالم الخيال منه الى التمنيات التي تبين انها امية بالاقتصاد السياسي، عندما تستنتج بأنها أي الاتفاقية المذكورة ضربة لاتفاقيات ابراهام او الى عملية الصلح بين الدول العربية وإسرائيل، فإن إعادة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وايران، ليس إلا إيذانا بتصاعد منحنى الصراع على النفوذ السياسي في الشرق الأوسط، والذي يعني بالنهاية ان المنطقة تنتظرها عاصفة ترابية جديدة تخنق مصابين بالربو السياسي.

ان الحرب الروسية على أوكرانيا غيرت جميع المعادلات السياسية في العالم بما فيها منطقتنا، وتداعيات تلك الحرب، أعطت دفعة قوية للدول التي كانت تدور في فلك الأقطاب الرأسمالية العالمية، لتتنفس الصعداء والتمتع ولو قليلا باستقلاليتها السياسية، والبحث عن طريق تؤمن مصالحها، بعيدة عن التجاذبات السياسية والحروب التي تشعلها الأقطاب المتصارعة من أجل الحفاظ على نفوذها الاقتصادي والسياسي.

بالنسبة للسعودية، فإن الاتفاقية تفتح الطريق امامها كي تعزز من مكانتها السياسية والاقتصادية ودورها كقوة إقليمية صاعدة في المنطقة، وفي الوقت ذاته النأي بالنفس بتورطها بأية ضربة عسكرية او حرب تعد لها إسرائيل وامريكا على ايران، اذ تكشف زيارة وزير الدفاع الأمريكي خلال الاسبوعين الماضيين الى مصر والأردن والعراق وإسرائيل، وزيارة رئيس اركانه الى معاينة قواته في سوريا في هذا الوقت، على أن هناك طبخة حربية تعد لها أمريكا وإسرائيل على ايران، وتحت عنوان التهديدات النووية الإيرانية، وهذه الاحداث عجلت من إعلان إعادة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران برعاية صينية، وقد تنتج و بالمحصلة النهائية الخروج من حرب اليمن، ولكنه ما زال اقرب الى التمنيات، فضلا على أنها ورقة ضغط على الولايات المتحدة الامريكية كي تغير سياستها في المنطقة وخاصة تجاه حلفائها. 

ولنكشف اللثام عن باقي اللوحة كي يكون واضحا بالنسبة للقارئ، فأن الزلزال الكبير الذي ضرب سورية، عجل أيضا من إعادة سورية الى الخندق (العربي)، وهو مسعى وفي نفس الاتجاه لانتزاع سورية من أحضان الجمهورية الإسلامية، وهو محاولة خليجية بزعامة السعودية وإسرائيل ومنذ اكثر من اربعة سنوات، والتي لم تؤتِ أوكل نتائجها الأولية الا بعد الساعات الأولى من تداعيات الزلزال. أي بعبارة أخرى ان دور السعودية في إعادة تأهيل النظام السوري وتعويمه، هو الزلزال السياسي الذي جاء بعد زلزال الأرضي، ليكون متمم وملحق بعملية إعادة العلاقات الدبلوماسية مع إيران. 

أي ان السعودية، تحاول تطبيع علاقاتها مع جميع دول المنطقة كي تقود التحولات كقوة اقليمية في العالم الجديد، عالم متعدد الأقطاب.

وبخلاف ما ذهب إليه بعض بقايا الرعيل الأول من القوميين العروبيين بأن ما حصل بين السعودية وايران، سيعمل على وأد اتفاقيات ابراهام، فبالعكس تماما، فأن السعودية ماضية بعقد اتفاقية سلام مع إسرائيل دون أي تردد وخوف، بعد أن كانت ايران تهدد بشكل غير مباشر اتفاقيات السلام بين الدول العربية وخاصة في منطقة الخليج مع إسرائيل، فأعادت العلاقات مع إيران ستسحب البساط من تحت اقدام ايتام القوميين العروبيين وما تبقى منهم من اطلال الناصرية والبعثية، من الذين لبسوا الزي الإسلام السياسي وتخندقوا مع ملالي طهران وتحت عنوان محور المقاومة ومواجهة الامبريالية والصهيونية ورفع لواء تحرير فلسطين. 

ان تصبح ايران نووية، فليس من مصلحة احد، لا من مصلحة الأقطاب الامبريالية العالمية التي تدير مجلس الامن، ولا من مصلحة الأقطاب الإقليمية مثل السعودية وتركيا وإسرائيل والامارات، وإعادة العلاقات الانفة الذكر، لن ترطب أجواء المنطقة سوى إعلاميا ودعائيا، وخاصة عند طرف السلطة الميليشياتية الحاكمة في العراق وحزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن الذين سينضمون العاب نارية بهذه المناسبة. 

وقبول ايران أعادت العلاقات او المصالحة مع السعودية، يعتبر تنازلا سياسيا كبيرا ولو على الأقل في المدى المنظور، فهي محاولة لكسر العزلة السياسية عنها، ولأول مرة تقبل على مضض بعدم التدخل بشؤون الدول، والسكوت على أذرعها في المنطقة، بعد ان باتت تشعر بان نار غضب الجماهير الإيرانية تستعر لظاها، و تقترب لتلتهم اركان النظام السياسي ولو بشكل بطيء، على اثر التحولات الثورية التي تجتاح البلاد. وفي نفس الوقت أي النظام القر وسطي في طهران-قم، يدرك بأن الفرصة مواتية بالنسبة لأمريكا وإسرائيل بالانقضاض عليها، او على الأقل نزع مخالبها، بعد انشغال الروس في اوكرانيا، ولا يُستبعد ابدا بعملية مقايضة بين روسيا وامريكا، فروسيا في أوكرانيا مقابل أمريكا في ايران، الم تقايض روسيا انفراد إسرائيل في سورية بتحويلها الى ساحة حرب من طرف واحد، مقابل عدم تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا!! 

ما نريد ان نقوله بالنهاية، ان غبار إعادة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وايراني سرعان ما ينفض، وان الأوهام التي ينثرها محور مليشيات الإسلام السياسي، بأنه سجل انتصارات جديدة، ليس الا محاولة لبث الروح المعنوية في صفوف مريديها، وطمس حقيقة ما يحدث، بأن الجمهورية الإسلامية في حال لا يحسد عليه، وعلى الجانب الاخر تحاول السعودية بتسويق نفسها بأنها حمامة سلام، بعد أن كانت تطعم كل الحروب الاهلية وتنشر القاذورات الطائفية في المنطقة، وكان العراق احد مختبراتها.

يواجه العراق أزمة مياه حادة، بسبب عدة عوامل، منها تغير المناخ وبناء السدود من قبل الدول المجاورة، بالإضافة إلى ممارسات إدارة المياه غير الفاعلة، يعتبر نهرا دجلة والفرات اللذان يتدفقان عبر العراق من أهم المصادر الرئيسية للمياه في البلاد، لكن كلاهما يشهد أنخفاضاً كبيراً في منسوبهما.
إن مواردنا المائية في العراق تعتمد بصورة رئيسية على نهري دجلة والفرات، اللذين يجريان من تركيا شمالاً بأتجاه الجنوب، ويلتقي النهران جنوب العراق في القرنة ليشكلا شط العرب، ويأتي معظم مياه النهرين من تركيا بنسبة (71%) وتليها إيران (6.9%) ثم سوريا (4%) والمتبقي من داخل العراق (10).
إن أحد العوامل الرئيسية التي ساهمت في أزمة المياه في العراق، هو قيام الدول المجاورة ولا سيما تركيا وايران بإقامة السدود على منابع الأنهار، حيث قامت بلاد الأناضول ببناء سلسلة من السدود على نهري دجلة والفرات، مما قلل بشكل كبير من كمية المياه التي تتدفق في إتجاه مجرى النهر الى العراق، كما أنشأت إيران سدوداً على الأنهار أدت إلى زيادة إنخفاض تدفق المياه.
لهذه السدود تأثير خطير على قطاع الزراعة في البلاد، الذي يعتمد بشكل كبير على طرق الري القديمة، مع إنخفاض تدفق المياه أضطر المزارعون الى الإعتماد بشكل أكبر على المياه الجوفية، التي اصبحت مستنفذة بشكل متزايد، وقد أدى ذلك إلى إنخفاض غلة المحاصيل، وأرتفاع أسعار المواد الغذائية، مما أدى إلى ضغوط على الإقتصاد العراقي، وفاقم الفقر في المناطق الريفية.
كذلك لأزمة المياه في العراق آثار إنسانية كبيرة، حيث أصبح الحصول على المياه النظيفة أكثر صعوبة بالنسبة للعديد من المواطنين، ولا سيما أولئك الذين يعيشون في المناطق الريفية، وهذا يؤدي الى زيادة الأمراض التي تنقلها المياه والتي تشكل مصدر قلق كبير للصحة العامة في العراق.
كانت تصرفات تركيا وإيران مصدر توتر وقلق بينها وبين الحكومة العراقية، كما ينشر في الإعلام.. حيث أتهم العراق تركيا بأنتهاك الإتفاقيات الدولية المتعلقة بتقاسم المياه، ودعا إسطنبول إلى الإفراج عن المزيد من مياه المصب، من ناحية أخرى أتهمت إيران ببناء سدود دون التشاور مع الجانب العراقي، مما أدى إلى مزيد من التخفيضات في تدفق المياه.
تعتبر أزمة المياه في العراق قضية معقدة تساهم فيها عوامل متعددة، حيث قيام تركيا وإيران بسد نهري دجلة والفرات، وهو عامل مهم في الأزمة، ومن الضروري أن تعمل هذه الدول مع العراق لإيجاد حل يلبي الإحتياجات المائية لجميع الاطراف المعنية.
لذلك يقع على عاتق الحكومة العراقية أن تبحث عن حلول قبل بداية موسم الصيف، ويمكنها ان تلعب بورقة الإستيراد للوصول إلى حلول وسطية مع الدول المجاورة، حيث يستورد العراق من تركيا بقيمة (11) مليار دولار، ومن إيران بقيمة (9) مليار دولار، كذلك عليها أن ترصد مشاريع حقيقة لمواجهة التغير المناخي، و تطوير طرق الري التي من شأنها أن تسمح بزيادة المساحات الزراعية المستحصلة بكمية أقل من المياه، لذلك فأنه بدون جهود منسقة بين الأطراف، من المرجح أن تتفاقم أزمة المياه في العراق، مما يؤدي الى عواقب انسانية واقتصادية أكبر.