الجامعة العربية وصمتها تجاه المجازر الإسرائيلية: بين الشعارات والتحديات

الجامعة العربية وصمتها تجاه المجازر الإسرائيلية: بين الشعارات والتحديات

راجي سلطان الزهيري

بعد عشرة أشهر من استمرار المجازر الإسرائيلية والقتل الممنهج للفلسطينيين، تتواصل الجامعة العربية في صمتها المطبق، مما يثير تساؤلات حادة حول دورها الفعلي في التصدي للتحديات التي تواجه العالم العربي. إن صمت الجامعة إزاء المجزرة الأخيرة التي راح ضحيتها أكثر من 100 شهيد، يضاف إلى قائمة طويلة من الإخفاقات في التعاطي مع القضايا العربية الجوهرية.

الدور الفعلي للجامعة العربية

تأسست الجامعة العربية في عام 1945 بهدف تعزيز الوحدة والتعاون بين الدول العربية، إلا أنها تبدو اليوم كياناً بلا تأثير حقيقي على الأرض. ففي معظم الأزمات التي عصفت بالدول العربية، اكتفت الجامعة بإصدار بيانات شجب واستنكار دون أن تتخذ خطوات عملية ملموسة.

الانحياز إلى القوى الغنية

تميل الجامعة العربية في كثير من الأحيان إلى الوقوف بجانب القوى الغنية في المنطقة، متجاهلة القضايا التي تهم الشعوب المظلومة والضعيفة. هذا الانحياز يضعف مصداقيتها ويزيد من الشكوك حول نواياها وأهدافها. لقد ظهر هذا الانحياز جلياً في تعامل الجامعة مع الأزمات التي عصفت بسوريا وليبيا واليمن، حيث كانت الاستجابة محدودة وغير فعالة.

الاتهامات بالتبعية للولايات المتحدة

من بين الانتقادات الأساسية التي تُوجه إلى الجامعة العربية، تلك المتعلقة بتبعيتها للولايات المتحدة، مما ينعكس سلباً على قراراتها وسياساتها. هذه التبعية تتجلى في الصمت أو الردود الخجولة تجاه الاعتداءات الإسرائيلية، وكذلك في مواقفها تجاه الأزمات التي شهدتها العراق وسوريا وليبيا وغيرها من الدول العربية.

الحاجة إلى إعادة تقييم الدور

أصبحت الجامعة العربية، التي كانت تهدف إلى توحيد الجهود العربية، مجرد كيان رمزي عاجز عن مواجهة التحديات الفعلية. إن استمرار هذا الوضع يفرض ضرورة إعادة تقييم دور الجامعة وتعزيز قدرتها على اتخاذ قرارات فعالة ومستقلة تصب في مصلحة الشعوب العربية، بعيداً عن الانحيازات والتبعيات الخارجية.

وأخيرا

لا شك أن الحاجة ماسة إلى أن تعيد الجامعة العربية النظر في سياساتها ونهجها لتكون على قدر المسؤولية التي أسست من أجلها. إن الوقوف بجانب القوى الضعيفة والمظلومة واتخاذ مواقف جريئة ومستقلة سيكون الخطوة الأولى نحو استعادة الثقة والمصداقية. فقط من خلال ذلك، يمكن للجامعة أن تستعيد مكانتها كقوة مؤثرة في الساحة الدولية وتحقيق الأهداف التي أنشئت من أجلها.

summereon

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Open chat
تواصل معنا عن طريق الويتساب
مرحبا
كيف يمكنني مساعدتك ؟