لبنان يستغيث … هل من ناصر ؟
راجي سلطان الزهيري
لبنان يعيش اليوم أزمة متجددة، تتجسد في الهجمات الإسرائيلية المتواصلة التي أسفرت عن مقتل مئات المدنيين وتشريد الآلاف. المدن اللبنانية أصبحت مسرحًا للدمار، فيما يعاني الشعب اللبناني من ويلات الحرب والاعتداءات.
في هذا المشهد المأساوي، يلاحظ العديد أن العالم العربي يبدو صامتًا، أو على الأقل، لم يتخذ مواقف حاسمة تجاه هذه الأحداث. هذا الصمت يطرح تساؤلات حول مواقف الحكومات العربية وعلاقاتها مع إسرائيل، خاصة مع الدول التي قامت بالتطبيع خلال السنوات الأخيرة. فالبعض يتساءل: هل هناك تواطؤ أو مصالح سياسية واقتصادية تعيق اتخاذ مواقف أكثر شدة؟
التطبيع مع إسرائيل كان قرارًا مثيرًا للجدل منذ البداية، وقد جاء وسط وعود بتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. لكن مع اشتداد العدوان على لبنان، يتساءل المواطن العربي: أين هي تلك الوعود؟ ولماذا لا تقوم الدول المطبعة بسحب سفرائها أو على الأقل تجميد العلاقات كإجراء احتجاجي على هذه الهجمات؟
الأمر لا يتعلق فقط بالسكوت، بل بتغييب الإرادة السياسية المشتركة في مواجهة هذا العدوان. عدم وجود رد فعل واضح من جامعة الدول العربية يعكس هذا التشرذم، والذي يصعب تفسيره خارج سياق الحسابات السياسية الداخلية والخارجية. ففي حين أن الشعوب العربية تشعر بالغضب والتضامن مع الشعب اللبناني، يبدو أن الحكومات تحتفظ بأولويات أخرى.
الأسئلة حول بقاء السفراء والعلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل تفتح نقاشًا أعمق حول مستقبل العلاقات العربية الإسرائيلية، وما إذا كانت هذه العلاقات تستحق أن تبقى قائمة في ظل الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة.
ان ما يحدث في لبنان ليس مجرد أزمة لبنانية، بل هو اختبار لضمير الأمة العربية بكل أطيافها وحكوماتها. الرد على هذا العدوان يحتاج إلى أكثر من كلمات، بل إلى مواقف فعلية تعيد الاعتبار لمبادئ العدالة والكرامة الإنسانية.