العيد الوطني العراقي والعيد الوطني السعودي: تفاوت في الاحتفال والمشاعر

العيد الوطني العراقي والعيد الوطني السعودي: تفاوت في الاحتفال والمشاعر

راجي سلطان الزهيري

في الأسابيع القليلة الماضية، شهدت المنطقة العربية احتفالات وطنية بارزة، حيث احتفل العراق بعيد استقلاله الوطني، وتزامن ذلك مع الاحتفالات الكبيرة التي أقيمت في السعودية بمناسبة العيد الوطني السعودي. وعلى الرغم من أن هذه المناسبات تحمل طابعًا خاصًا لكل دولة على حدة، إلا أن اللافت للنظر هو الفارق الكبير في طريقة احتفال بعض المشاهير العراقيين بين العيدين.

قبل أيام من العيد الوطني العراقي، رأينا عددًا من الشخصيات العامة والمشاهير العراقيين يشاركون بشكل كبير في الاحتفالات السعودية، سواء من خلال ارتداء العلم السعودي أو نشر كلمات احتفالية مليئة بالثناء على المملكة. ومن خلال منصات التواصل الاجتماعي، ظهر وكأن هؤلاء الفنانين والمشاهير يحتفلون بالعيد الوطني السعودي أكثر مما يفعل المواطنون السعوديون أنفسهم.

لكن عندما جاء دور العيد الوطني العراقي، لم نجد نفس الحماس والاهتمام من هؤلاء الفنانين. كان الاحتفال في العراق أكثر هدوءًا، ولم يبرز بنفس القدر الذي ظهرت به الاحتفالات السابقة للمملكة العربية السعودية. وقد دفع هذا التفاوت الكثير من المتابعين للتساؤل: لماذا هذا التباين؟ هل يرتبط ذلك بمصالح مهنية أو اقتصادية؟ أم أن هناك عوامل أخرى تساهم في تشكيل هذه الظاهرة؟

البعض يعتقد أن العلاقات القوية بين بعض الفنانين العرب والمملكة، سواء من خلال الأعمال الفنية المشتركة أو النشاطات الاقتصادية، قد تساهم في هذا الفارق الواضح في الاحتفال. ومن الممكن أيضًا أن يكون حجم الإعلام السعودي ودوره الكبير في الترويج لاحتفالاته الوطنية قد ساهم في جذب الأنظار بشكل أكبر.

ورغم أن الاحتفال بأعياد الدول الأخرى هو تعبير عن مشاعر الأخوة والتقدير بين الشعوب، إلا أن بعض الأصوات العراقية بدأت تطالب بالمزيد من التركيز على الاحتفالات الوطنية العراقية والاعتزاز بالهوية العراقية.

في النهاية، تبقى مسألة الاحتفالات والمشاعر الوطنية قضية شخصية، ولكن هذا التباين الكبير في طريقة التعبير عنها يثير تساؤلات حول أهمية الانتماء الوطني ودور الإعلام والشخصيات العامة في تشكيل هذا الوعي.

summereon

اترك رد