في طرق سيري في العاصمة بغداد، وفي أكثر من مرة حاولت أن أسلك مسالك تشهد إعمارًا ومجسرات، وكأني أراقب العمل وأتابع مراحل الإنجاز ، وأراها بين الحين والآخر مختلفة تمامًا عن أيام سبقتها، ولا أريد أن أقول أعوام، فالفوارق شاسعة جدًّا، وهكذا كثيرون يستبشرون ويتحملون عناء كل (تحويلة مؤقتة) وينتظرون بفارغ الصبر متى تكتمل وتصبح مدينة متكاملة، ويرون مشاريع افتتحت وأخرى أوشكت على الاكتمال، وصار الطموح أن نتوقع مالم نكن نتوقعه في حسابات سابقة لعشرات سنين قادمة.
يبدو للمشاهد لشوارع بغداد، وكأنها تشهد إعمارًا أو اعادة ترميم وملامح مدن في داخل وأطراف العاصمة، وكأنها ورشة عمل كبيرة تعمل على مدار الساعة، سرعان ما بدأ يدرك المشاهد أفق الأعمال، ومجسراتٍ تشيد، وتوسعةً وتزيينًا للشوارع، ومشاريع بناء تتسابق بالارتفاع، ومدنًا جديدة، وصار المواطن وكأنه يتلمس أنه في الأشواط الأخيرة، التي يرى فيها بغداد تسابق عواصم العالم، بل تسبقها في تلك الحيوية في مدينة لا تنام عملًا وحيويّةً.
انطلقت مشاريع الخدمة منذ لحظة عمل الحكومة الحالية قبل سنتين، بفلسفة معالجة المشاريع المتلكئة، وترتيب المشاريع حسب الأولوية، والأهم بالنسبة لتشغيل الأيادي العاملة، ولأهمية معالجة الأختناقات في الشوارع، وتأثيرها على حركة السير التي صارت مزعجة، وانعكاسها على حركة العمل واستهلاك الطاقة، وتكاليف العمل والأجور وعمل المؤسسات الحكومية، وعلى هذا الأساس انطلقت مشاريع بمستويات متعددة وحزم مختلفة، من توسعة الشوارع وإنشاء المجسرات، وإصلاح وتوسعة وتطوير مداخل المدن، وبالتعاقد مع شركات محلية ودولية، وفق مواصفات تناسب الكم الهائل من السيارات وحركة المرور الكثيفة، ورصد أماكن الإختناقات.
إن المشاريع في العاصمة بغداد وغيرها من المدن، ليست فقط لمعالجة أزمة مزمنة، بل أعطت طابعًا حضاريًّا ورسمًا عمرانيًّا يعطي للمدن جماليةً تشعرك وكأنك تسير في إحدى عواصم الدول المتقدمة، وحرصت الجهات المنفذة والحكومة على اختصار وقت العمل وذلك بالعمل على مدار الساعة، وكأننا نسير في شوارع بغداد بجانب ورشة عمل لا تتوقف، وتسابقت الشركات على سرعة إنجاز في اغلبها اكتملت في وقت قياسي وأقل بكثير عن فترات الإنجاز، ويأتي ذلك في ظل متابعة حكومية تبدأ من رئيس الحكومة، ونزولًا الى أدنى مسؤول.
صار إنجاز المشاريع من اهتمامات المواطنين، وصار جميعهم يترقب افتتاح هذا المشروع أو ذاك، بل كثير منهم أصبح ينشر تلك الإنجازات ويقارن بلده بدول كان يعدها متقدمة، بل يرى الحياة في بغداد وبقية المدن، تختلف تمامًا عن بقية العواصم، لما تشهده من حيوية وحركة مواطنين، وهذا ما انعكس على حركة إقتصادية وارتياح لدى المواطنين، وهم يشاهدون، أن المشاريع لم تعد كما كانوا يظنون وعودًا دون تنفيذ، أو متلكأً متوقفًا بنسب إنجاز متفاوتة