برنامج من سيربح المليار يزيل الأقنعة عن حاملي الشهادات !
راجي سلطان الزهيري
في التسعينات، تميزت برامج المسابقات الثقافية بتقديم المعلومات القيمة بطريقة شيّقة وجاذبة للجمهور العربي. كان برنامج “بنك المعلومات“، الذي قدّمه الراحل عمر الخطيب، نموذجًا بارزًا لتلك الحقبة، حيث كان يقدم المعرفة للجمهور بأسلوب ساحر، وبطريقة تعكس احتراماً عميقاً للثقافة والعلم، كان البرنامج يستضيف نخبة من العلماء والمفكرين من الأردن ومصر، ما أضاف مصداقية وجودة عالية للمحتوى المقدم.
بعد ذلك، جاء برنامج “من سيربح المليون“، الذي قدّمه الإعلامي المتميز جورج قرداحي، ليصبح ظاهرة في عالم البرامج الثقافية، لم يقتصر البرنامج على تقديم جوائز مالية ضخمة فحسب، بل كان بمثابة منصة لتعزيز المعرفة العامة، لذلك أصبح البرنامج أيقونة ثقافية، وتسابقت القنوات العربية لعرضه، محققاً نسب مشاهدة عالية وسمعة ممتازة في تقديم المعلومات للجمهور بطريقة مشوقة.
ولكن، مع تطور الزمن، ظهرت نسخ جديدة من هذه البرامج، ومن بينها برنامج “من سيربح المليار” الذي عرض في رمضان الماضي على قناة الرابعة العراقية، مع نفس المقدم، جورج قرداحي، ورغم التوقعات العالية التي صاحبت إطلاق هذا البرنامج، جاءت النتائج مخيبة للآمال إلى حد كبير، فقد ظهر ضعف واضح في مستوى المعرفة لدى بعض المشاركين، حتى في الأسئلة التي تتعلق بمدن العراق، ما يعكس فقراً في الخبرة والثقافة لدى بعض من يُفترض أنهم من المثقفين.
من هنا، يمكن القول إن هذا البرنامج كشف جزءاً من الواقع الثقافي الذي قد يكون مخفياً عن الأنظار، وأظهر أن بعض المشاركين يفتقرون الى الأساسيات، سواء في المعرفة العامة أو في المعلومات المتعلقة بوطنهم. وهذا يُعيد إلى الأذهان أهمية تلك البرامج القديمة التي كانت ترتكز على نشر المعرفة بطريقة أكثر رصانة وجدية، وتؤكد الحاجة إلى برامج تعزز الثقافة والوعي بطريقة أعمق وأشمل.