ساعات معدودة تفصلنا عن معرفة الرئيس الأمريكي القادم !

ساعات معدودة تفصلنا عن  معرفة الرئيس الأمريكي القادم !

رامي الشمري .

دعونا  نتعرف على  مجموعة من المحاور الهامة المتعلقة بالانتخابات الأمريكية، ونحاول نوضح بعض المفاهيموالأبعاد المهمة :

‏- الدولة العميقة.. من هم؟

‏- الفرق بين دونالد ترامب وكامالا هاريس

‏- آلية الانتخاب في أمريكا

🛑من 1 يناير 2023 حتى 1 أبريل 2024، ذكر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مصطلح “الدولة العميقة” حوالي 56 مرة!

هذا يعني أن ترامب يُراهن على فوزه بالانتخابات الأمريكية عن طريق مصطلح ارتبط كثيرًا بالغموض

هذا الأمر يدعو للتساؤل عن حقيقة (الدولة العميقة/Deep State)

ما المقصود بمصطلح “الدولة العميقة”؟

ببساطة، هي “دولة داخل دولة”

بمعنى أن الشخصيات الحكومية الظاهرة لنا، ليست سوى دمى أو غطاء للحكومة الحقيقية التي تحكم الدولة فيالخفاء

يوجد العديد من الأمثلة على مفهوم “الدولة العميقة”

على سبيل المثال رواية (أغنية الجليد والنار):

كانت هناك فترة حاسمة على الممالك السبع، جلس فيها على العرش جوفري براثيون ثم أخيه تومين، ولكن خلالتلك الفترة، كانت الشخصيات التي تُحرك خيوط السلطة بالخفاء هما تايوان وسيرسي لانستر

بعد فهمنا لمفهوم هذا المصطلح، هل يُعقل أنّ هناك دولة عميقة في أمريكا، كما يدعي ترامب؟

فمنذ تأسيسها ولطالما كانت الولايات المتحدة تُقدم نفسها كمعقل للحرية والديمقراطية

وهذا ما قد يكون مفاجئ أن جميع ما تم تقديمه من هذه الدعايات ما هو الا غطاء لفساد الحكومة الحقيقية فيواشنطن!

تتشكل الحياة للشعب الأمريكي بأمورها المالية والاقتصادية والأمنية، من خلف  4 أشخاص، هم:

‏ 

‏- مدير الاستخبارات الأمريكية (CIA)

‏- مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI)

‏- مدير وكالة الامن القومي (NSA)

‏- مدير البنك الاحتياطي الفدرالي 

تأخذ السياسة الأمريكية ملامحها وتُرسم من قبل هؤلاء

الشعب الأمريكي لا يستطيع انتخاب هؤلاء، بل يتم تعيينهم من قبل الوكالة نفسها أو من الرئيس بموافقة مجلسالشيوخ

وفي بعض الأحيان لا يستطيع الرئيس التحكم حتى بهذه المؤسسات

هي مستقلة تمامًا وتؤثر بشكل مباشر في العالم بأسره

رُصد خلال التاريخ المعاصر فقط، عشرات الملاحظات من استخدام غير مشروع لهذه الوكالات للسلطة

في السبيعنات حققت إحدة اللجان العامة المعروفة باسم (Church) في بعض الإدعاءات الموجهة لإنتهاكاتالاستخبارات الأمريكية (CIA)

واكتشفوا برنامج سري يُرمز بـ MKUltra كان موجه للتجارب على البشر دون علمهم لمحاولة الوصول للسيطرةالتامة على العقل

لم تتمكن اللجنة من استكشاف البرنامج بالكامل بسبب إتلاف وثائقه من مدير الاستخبارات الأمريكية وبقيّت فقط20 وثيقة هي ما عرفنا منها هذه المعلومات الخطيرة

يوجد أيضا.. التسريب الذي قام به عميل الاستخبارات الأمريكية المتقاعد “إدوارد سندون” :

برنامج سري جهزت له الاستخبارات الأمريكية مع 9 شركات كبرى في مجال التقنية بغرض تزويد الاستخبارات برسائلالايميلات والمحادثات والصور والفيديوهات والصوتيات والملفات والداتا الكاملة دون علم الناس

أسماء الشركات كانت صادمة، فالجميع – دون استثناء – لديه حساب بإحدى هذه الوسائل الاجتماعية عبر الإنترنت،وهم:

‏- غوغل 

‏- يوتيوب

‏- ياهو

‏- مايكروسفت 

‏- سكايب

‏- فيسبوك

‏- شركة AOL

‏- بالتوك

‏- آبل

وكأن إئتلاف الدولة العميقة المزعوم يسيطر حتى على الشركات، بما فيها عمالقة التكنولوجيا

إيلون ماسك حسب كلامه إنه بعد ما اشترى تويتر، استغرب من درجة تغلغل الوكالات الحكومية في بياناتالمستخدمين على المنصة

يقول إيلون إنهم كانوا يقرؤون حتى الرسائل الخاصة!

هذه فقط الأشياء التي تم تسريبها وكشفها، وكانت أيضًا تعمل دون علم أحد وبدون اذن قضائي أو دستوري

وهذا يصوّر لنا أن النظام المنتخب في الولايات المتحدة ليس صاحب القرار، يوجد نظام عميق غير منتخب وغيرديمقراطي يحكم ويحرك المنتخبين!

وكما يسميهم ترامب “الدولة العميقة”!

ارتبط مفهوم “الدولة العميقة” لاحقًا بنظريات المؤامرة الشائعة بين الناس

منها التي تقول ان هذه القوى تتحكم في كل العالم كلُه، فمن خلال تجسسها الواضح تستطيع توليد وعيّ جمعي،وتستخدم أجندة مخصصة له من أجل تمرير رسائلها وأهدافها بواسطة الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي

كذلك رُبطت في التستر

في قضية مغني الراب “ديدي” المتورط في قضايا إجرامية كبيرة تتعلق بالتجارة في البشر

حسب المدعي العام، كان ديدي يمارس هذه الجرائم منذ زمن، وعندما سأله أحد الصحفيين، “لماذا لم يتم القبضعليه حينها؟” رد المدعي وكأنه يتهرب من الإجابة“المهم أنه مقبوض عليه الآن.

ترامب في إحدى فيديوهاته الأخيرة.. توعد “الدولة العميقة” وصرح علنًا انهم مجموعة من الأشخاص في المارقينفي الوكالات الحكومية، مثل الاستخبارات والأمن الوطني

ويقول أنه رسم خطة تفصيلية دقيقة لتدمير الدولة العميقة تمامًا

فهل فعلًا هذه المؤامرة لها وجود؟ وهل هي حقًا خطيرة؟

ينافس ترامب في هذه الانتخابات “كامالا هاريس” 

في حال خسارته لن يترشح مجددًا حسب قوله، وفي حال فوزه ستكون هذه ولايته الأخيرة مما يعني أنه سينفذويمارس فيها القرارات دون ضغط أو اعتبار لإعادة انتخابه

الاختلافات الرئيسية بين المرشحين دونالد ترامب وكامالا هاريس كثيرة.. ولكن تركيزنا سيكون حول ما يهمنا نحن في العراق والوطن العربي.

‏- أهمها الحروب الحاصلة في العالم حاليًا، واهمها في الشرق الأوسط –

ترامب حسب قوله سينهي الحرب في الروسية الأوكرانية خلال يوم واحد، وكامالا تمشي على خطى بايدن في دعمأوكرانيا

حرب إسرائيل على غزة –

كلا المرشحين داعمين لإسرائيل، بل يتنافسون على ذلك، ولكن جميعهم يعد أن الحرب ستنتهي مع فوزه

لذلك يصعب التنبؤ بمن فيهم يستطيع إنهائها بشكل أسرع

يعتقد الكثير أن ترامب له الأفضلية في إنهاء الحرب على غزة

وهذا نظرًا لوضعه الانتخابي تحديدًا..  فإذا انتُخب، ستكون هذه ولايته الأخيرة

مما يمنحه حرية من الضغوط التي قد تأتي من داعميه اليهود أو الناخبين الذين يهتمون بتمويل حملته

‏ لذلك، القرارات التي سيتخذها بعد دخوله البيت الأبيض ستكون ذات طابع نهائي، دون اعتبار لحسابات إعادةانتخابه لولاية أخرى

🛑 لوصول ترامب أو هاريس إلى البيت الأبيض عليهم المرور بنظام انتخابي غريب قليلًا

اشرح بشكل مبسط نظام الحكم في أمريكا، ونظام التصويت …

قبل كل شيء يجب ان  نفهم نظام الحكم في أمريكا بشكل مختصر

نظام الحكم في أمريكا يعتبر نظام جمهوري فيدراليتنقسم فيه السلطة لثلاث سلطات،  الكونغرس، الرئيس،والمحاكم الفيدرالية

لكن ماهو  معنى فيدرالية وكيف يتم تقسيم السلطات ؟

الشيء الثاني الأحزاب السياسية

يوجد حزبين أساسيين في أمريكا منافسين لبعضهم، الحزب الأول اسمه الحزب الجمهوريوالحزب الثاني اسمهالحزب الديمقراطي

هل يوجد أحزاب غيرهم؟ 

نعم يوجد ، لكن ليس لديهم  أي تمثيل سياسي، ويلتفون بالعادة حول الحزبين الاساسيين ومن اجل هذا يعتبر فيأمريكا حزبين فقط

كل حزب سياسي يرشح عدة شخصيات من حزبه لرئاسة الولايات المتحدةويصوتون أعضاء الحزب الواحد علىالشخص الأكفأ من بين المجموعة لحين اختيار كل حزب شخص واحد فقط

الحزب الجمهوري رشحوا ترامب للمرة الثالثة في تاريخه 

أما الحزب الديموقراطي رشحوا كمالا هاريس نائبة الرئيس الحالي جو بايدن

🛑 آلية التصويت لرئيس أمريكا 

كل 4 سنوات  في أول ثلاثاء بشهر نوفمبر يبدأ الشعب الأمريكي بالتصويت

لكن هل يصوتون للرئيس –سواء كمالا أو ترامب– ويتم تجميع أصواتهم مباشرة لحسم الفوز؟

لا 

يذهبون غدا يختارون ممثلين لهم من المجمع الانتخابيوهولاء الممثلين يختارون رئيس أمريكا الجديد

 توجد  50 ولاية أمريكية، كل ولاية من هذه الولايات يكون لها عدد ممثلين معين في المجمع الانتخابيويختلفالعدد من ولاية لأخرى حسب عدد سكانها

فمثلا ولاية كاليفورنيا عدد ممثليها في المجمع الانتخابي 55 لأن عدد سكانها 33 مليون

لكن ولاية ألاسكا ممثليها 3 فقط لأن سكانها 700 ألف

 سابسط فكرة التصويت بمثال تقريبي

مثلًا ولاية كاليفورنيا عدد ممثليها 55 ، يذهب  الناخب الأمريكي يصوّت لممثليه، إذا كان عدد الناخبين الذين صوتوالممثلي كامالا في هذي الولاية أكثر من الذين صوتوا لترامب،  ستفوز كامالا في هذه الولاية

وبالتالي سوف تحصل على 55 صوت من الممثلين

بسبب هذا النظام المعقّد في الانتخاب لا يفهم معظم سكان العالم نظام الانتخابات الأمريكية، حتى بعضالأمريكيين لا يفهمون هذا النظام

الآن هنالك سؤال مهم، هل ممكن أن يخالف أحد ممثلي الولاية في المجمع الانتخابي القرار الشعبي ويصوّتللمرشح الذي لم يفز في ولايته؟ 

الإجابة نعم!

طبعا حصل عدة مرات إن ممثلين في المجمع الانتخابي خالفوا تعهداتهم لكن هذي الحالات قليلة، وما أثرت حتىالآن في تغيير نتيجة أي انتخابات سابقة

السؤال هنا، كيف نفهم جملة ( المرشح الفلاني فاز بأصوات الشعب لكنه خسر بالمجمع الانتخابي) ؟

أسئلة تتكرر، من هم مندوبين المجمع الانتخابي؟

ومن الذي رشحهم أصلا؟

باختصار هم مندوبين أو ممثلين يتم اختيارهم من قبل الحزبين، كل حزب يختار ممثليه بكل ولاية ثم يختار الناخبالأمريكي إما ممثلي الحزب الديموقراطي أو الجمهوري أثناء الانتخابات العامّة

ولكن لماذا هذا التعقيد كله ؟ لما لا يتم التصويت بشكل  مباشر للرئيس ؟

أغلب الولايات الأمريكية معروف انتماءها الحزبي

بمعنى ان هنالك ولايات ولاءها للجمهوريين دائمًا، مهما كان المرشح سيصوتون للجمهوريين 

وأخرى تصوّت للديمقراطيين دائمًا مهما كان وضع المرشح الديمقراطي 

هذه الولايات تقريبًا تكون شبه مضمونة لكلا الطرفين 

لدرجة انه حتى في الحملات الانتخابية، المرشحين لا يبذلون فيها جهد كبيراً . 

أغلب الضغط ينصبّ على ما يُعرف swing state أو “الولايات المتأرجحة” 

وغالبًا هي التي تحسم نتيجة الانتخابات

لأن انتماءها الحزبي يصعب التنبؤ به، والحملات الانتخابية تؤثر فيها بشدّة، وهنا يكون التحدي بين المرشحينوحملاتهم 

وحسب التقارير توجد 7 ولايات متأرجحة

ومع ذلك قد تحدث المفاجآت كما حدث مع أوباما الديموقراطي عام 2008 بعدما صوتت له ولايات جمهورية مثلإنديانا وفلوريدا ! 

الانتخابات الحالية أكثر تنافسية، والحملات الانتخابية فيها تكاد تكون الأغلى عبر تاريخها

ومع ذلك يزداد الحديث عن ظهور المزيد من المفاجآت والولايات المتأرجحة مقارنةً بالانتخابات السابقة .

summereon

اترك رد