شهد المنتخب العراقي لكرة القدم تطورًا لافتًا خلال السنتين الأخيرتين، وذلك في ظل الاستقرار الفني والإداري الذي يعيشه الفريق بقيادة المدرب الإسباني. هذا الاستقرار لم يأتِ من فراغ، بل كان نتيجة لتخطيط محكم وجهود مستمرة أسفرت عن تحقيق إنجازات كبيرة على جميع المستويات.
إنجازات بارزة على الساحة الكروية
من أبرز الإنجازات التي حققها المنتخب العراقي كان فوزه بلقب كأس الخليج 25، الذي أُقيم في مدينة البصرة مطلع العام الماضي. هذا التتويج لم يكن مجرد انتصار رياضي فحسب، بل كان انتصارًا معنويًا وجماهيريًا أيضًا، حيث أظهر للعالم قدرة العراق على استضافة بطولات كبرى وتنظيمها بنجاح.
وعلى صعيد التصفيات المؤهلة لكأس العالم، يقف المنتخب العراقي على أعتاب تحقيق إنجاز تاريخي جديد. الأداء المميز والثقة العالية التي يتمتع بها اللاعبون تحت قيادة المدرب الإسباني تجعل الجماهير متفائلة بأن العراق سيحجز مقعده في البطولة العالمية.
تحسن التصنيف العالمي للمنتخب العراقي
إلى جانب الإنجازات الميدانية، شهد المنتخب العراقي قفزة نوعية في تصنيفه العالمي. فقد وصل إلى المركز 56 عالميًا، وهو إنجاز كبير مقارنة بما كان عليه الحال سابقًا عندما تجاوز تصنيفه الرقم 100 في ظل تراجع الأداء الفني والإداري.
هذا التحسن في التصنيف يعكس العمل الجاد الذي بذلته إدارة المنتخب، ويعدّ دافعًا لمواصلة الجهود للوصول إلى مراتب أعلى عالميًا.
الاستقرار الإداري تحت قيادة عدنان درجال
لا يمكن الحديث عن تطور المنتخب دون الإشارة إلى الدور الكبير الذي لعبته إدارة الاتحاد العراقي لكرة القدم بقيادة عدنان درجال. فقد نجح درجال في إعادة هيكلة المنظومة الإدارية وتوفير الاستقرار المالي والمعنوي اللازم للمنتخب. هذا الاستقرار انعكس إيجابيًا على أداء اللاعبين داخل الملعب، حيث بات واضحًا أن الجميع يعمل بروح الفريق الواحد لتحقيق هدف مشترك.
ولا ننسى أن قدوم عدنان درجال إلى رئاسة الاتحاد ترافق مع دعم كبير من الحكومة العراقية، التي لم تدخر جهدًا في تعزيز البنية التحتية الرياضية في البلاد. حيث شهدت السنوات الأخيرة طفرة كبيرة في إنشاء ملاعب حديثة تضاهي تلك الموجودة في الدول الأوروبية. هذه الخطوة لم تسهم فقط في تطوير مستوى المنتخب، بل جعلت العراق قادرًا على استضافة البطولات الإقليمية والدولية، مثل خليجي 25.
المعنويات العالية والتلاحم الجماهيري
إن الدعم الجماهيري الكبير الذي حظي به المنتخب في السنوات الأخيرة كان عاملًا أساسيًا في تحقيق هذه الإنجازات. الجماهير العراقية، المعروفة بشغفها الكبير بكرة القدم، أثبتت أنها اللاعب رقم 12 في الملعب، خاصة خلال بطولة خليجي 25، حيث ملأت المدرجات وأضفت أجواءً استثنائية.
التحديات المستقبلية
رغم الإنجازات المحققة، يواجه المنتخب تحديات كبيرة في المرحلة المقبلة. من أهمها:
1. الحفاظ على الاستقرار الفني: استمرار المدرب الإسباني والعمل معه لفترة أطول لضمان تحقيق مزيد من النجاحات.
2. تطوير المواهب الشابة: التركيز على بناء قاعدة قوية من اللاعبين الشباب لضمان مستقبل مشرق للكرة العراقية.
3. تجاوز الضغوط: التعامل مع الضغوط الجماهيرية والإعلامية التي قد تزداد مع اقتراب التصفيات النهائية لكأس العالم.
نظرة مستقبلية
إن العراق اليوم ليس كما كان قبل سنوات، فقد أصبحت كرة القدم العراقية تمتلك الأدوات اللازمة لتحقيق إنجازات أكبر، بفضل التخطيط السليم والدعم الحكومي المستمر، لا سيما في تطوير البنية التحتية الرياضية. التأهل إلى كأس العالم لم يعد حلمًا بعيد المنال، بل هدفًا يبدو قابلاً للتحقيق في ظل الاستقرار الحالي.