“أسود الرافدين.. كبوة مؤقتة والطريق إلى المونديال يبدأ الآن”

“أسود الرافدين.. كبوة مؤقتة والطريق إلى المونديال يبدأ الآن”

راجي سلطان الزهيري

في أمسية رياضية مليئة بالحماس ضمن بطولة خليجي 26″، واجه منتخبنا الوطني أسود الرافدينالمنتخب السعودي الشقيق في مباراة كانت نتيجتها ثقيلة على قلوب الجماهير العراقية، حيث انتهت بفوز المنتخب السعودي بثلاثية نظيفة. ورغم قسوة النتيجة، تبقى كرة القدم رياضة تحمل في طياتها الفوز والخسارة، وما يميز الفرق الكبيرة هو قدرتها على التعلم من مثل هذه التجارب والمضي قدماً نحو مستقبل أفضل.

الأداء في الملعب: إيجابيات رغم الهزيمة

دخل منتخبنا المباراة بروح قتالية واضحة، وحاول اللاعبون تقديم كل ما لديهم أمام خصم قوي ومنظم كمنتخب السعودية. برغم النتيجة، نجح منتخبنا في خلق فرص حقيقية للتسجيل، إلا أن غياب الحسم أمام المرمى كان أحد الأسباب التي أثرت على النتيجة النهائية. كما أن الأخطاء الدفاعية، التي استغلها المنتخب السعودي بفاعلية، كانت عاملاً رئيسياً في الخسارة.

دعوة للجماهير: لا للتحامل، نعم للدعم

الجماهير العراقية معروفة بحبها العميق لكرة القدم ودعمها غير المحدود للمنتخب الوطني. ومع ذلك، يجب أن نتذكر أن النقد البناء والدعم المعنوي هما المفتاحان لتطوير المنتخب. التحامل والانتقادات الجارحة لا تؤدي إلا لزيادة الضغوط على اللاعبين والجهاز الفني، خاصة في هذه المرحلة التي تشهد إعداداً مهماً للتصفيات المؤهلة لكأس العالم.

علينا أن نكون واعين بأن هذه الخسارة ليست نهاية المطاف، بل هي فرصة لتصحيح الأخطاء والبناء على الإيجابيات. فالمباريات الصعبة دائماً ما تكون دروساً قيمة تُظهر مكامن القوة والضعف، وتساعد في تحسين الأداء في المستقبل.

التركيز على القادم: تصفيات كأس العالم

بعد أشهر قليلة، تنتظرنا مهمة مصيرية في تصفيات كأس العالم، وهي الفرصة الحقيقية لإثبات تطور كرة القدم العراقية. لهذا السبب، يجب أن نتكاتف جميعاً خلف المنتخب والمدرب الإسباني كاساس، الذي أثبت أنه يمتلك رؤية طموحة لقيادة أسود الرافديننحو مستويات أفضل.

الإعداد لهذه التصفيات يتطلب جهداً مشتركاً من الجميع: اتحاد الكرة، اللاعبين، الجهاز الفني، والجماهير. كما أن استغلال الفترة القادمة لتحسين الأداء، معالجة الأخطاء، وزيادة الانسجام بين اللاعبين سيكون أمراً ضرورياً لتحقيق النجاح.

تحية للمنتخب والجهاز الفني

رغم الخسارة، يستحق جميع اللاعبين والجهاز التدريبي التحية على الجهد المبذول. كرة القدم ليست دائماً عن النتائج، بل عن العمل المستمر والرغبة في التطور. منتخبنا يمتلك طاقات شابة واعدة تحتاج إلى الدعم والثقة لتصل إلى كامل إمكانياتها.

رسالة أمل للمستقبل

بطولة خليجي 26″ كانت محطة هامة على طريق التحضير للاستحقاقات القادمة. ورغم النتيجة المخيبة، تبقى الفرصة قائمة للعودة أقوى وتحقيق نتائج تُفرح الجماهير العراقية. فلننظر إلى الأمام بروح التفاؤل، ونتعلم من هذه التجربة، ونسعى دائماً إلى الأفضل.

كرة القدم في العراق ليست مجرد لعبة، بل هي شغف يربط الشعب بأكمله. فلنبقَ خلف منتخبنا الوطني في كل خطوة، لأن النجاحات الكبيرة تأتي بالصبر والعمل والتكاتف.

summereon

اترك رد