لو كنتُ شرطي مرور لشهر واحد فقط

لو كنتُ شرطي مرور لشهر واحد فقط

راجي سلطان الزهيري

تعاني مدينتي ذي قار من فوضى مرورية لا يمكن وصفها بسهولة. آلاف السيارات تجوب الشوارع يوميًا .يرافقها التوك توك الذي أصبح جزءًا من المشهد اليومي. ورغم وجود مئات رجال المرور إلا أن وجودهم يُشبه الغياب. تراهم واقفين بلا دور حقيقي وعندما تسألهم عن سبب تقاعسهم، يكون الرد الجاهز: “شعليه”.

لا أُنكر أن بعض الظروف قد تجبرهم على هذا الموقف. فرجال المرور بلا دعم حقيقي ولا حماية قانونية . فأبسط المواقف قد تجعلهم عرضة للإهانة أو الاعتداء. إضافة إلى ذلك لا يوجد قانون مرور فعّال في المحافظة . وكأن الأمر متروك للمصادفة. أما الطرق السريعة  فهي أشبه بساحة سباق مفتوحة .السرعة تصل إلى 200 كيلومتر في الساعة دون رادارات أو دوريات لضبط المخالفين.

لكن لو أُعطيتُ صلاحيات كاملة لمدة شهر واحد فقط كمدير مرور في ذي قار .أتعهد بتحقيق تغيير جذري خلال هذا الشهر سأركز على عدة محاور رئيسية

1~ منع رجال المرور من استخدام الهاتف الجوال اثناء الدوام الرسمي .

2. سأعمل على تفعيل القوانين المرورية المهملة وتوفير دعم كامل لرجال المرور لحمايتهم من أي تجاوزات حيث لا يكون هناك أي تساهل مع المخالفين سواء كانوا سائقين سيارات أو سائقي توك توك. .

3. تركيب كاميرات مراقبة في الشوارع الرئيسية والطرق السريعة مع نشر رادارات لرصد السرعات المخالفة. هذه الخطوة لن تُحسّن الأمان فقط بل ستوفر ميزانية ضخمة للدولة من خلال .

4. إطلاق حملات توعية تُركز على أهمية الالتزام بالقوانين وتوضيح العواقب المترتبة على الفوضى المرورية سواء من حيث الأمان أو الاقتصاد .

6~نشر دوريات مرورية على مدار الساعة لضبط المخالفين وضمان انسيابية حركة السير .

في نهاية الشهر أتعهد بأن تجد ذي قار نفسها مختلفة تمامًا: مدينة ذات طرق منظمة وسير مروري منضبط وقوانين محترمة. كما أتعهد بأن أُوفر ميزانية كبيرة للدولة من خلال فرض الغرامات على المخالفات واستخدامها لتطوير البنية التحتية المرورية.

الفوضى ليست قدَرًا محتومًا لكنها نتيجة غياب الإدارة والحزم. وما تحتاجه ذي قار هو إرادة حقيقية وصلاحيات فعّالة.

summereon

اترك رد