القمم العربية: بيانات جوفاء وأدوار مرسومة سلفًا

القمم العربية: بيانات جوفاء وأدوار مرسومة سلفًا

راجي سلطان الزهيري

كما كان متوقعًا لم تخرج القمة العربية الطارئة التي عُقدت في القاهرة بأي قرارات حاسمة أو تحركات فعلية تجاه ما يجري في فلسطين بل اكتفت بإصدار بيان ختامي يحمل عبارات إدانة مألوفة منذ عقود دون أي التزام عملي لتنفيذها. تكرر الحديث عن “حل الدولتين”، وهو الشعار الذي فقد أي معنى حقيقي في ظل الاحتلال المستمر والاستيطان المتزايد مع إضافة بند جديد يدعو إسرائيل إلى الانسحاب من الأراضي السورية المحتلة وهو مطلب قد يُستخدم لاحقًا كذريعة لمزيد من المفاوضات العقيمة التي لن تسفر عن شيء.

الجانب الآخر من البيان والذي يعكس مدى هشاشة الموقف العربي هو دعوة الدول العربية إلى المشاركة في إعادة إعمار غزة في خطوة تبدو وكأنها تحميل العرب فاتورة الدمار الذي تسببت فيه إسرائيل دون أي إشارة إلى محاسبتها على جرائمها أو فرض عقوبات حقيقية عليها. هذه ليست “أوامر”، بل “مناشدات”، مما يؤكد أن القرارات الفعلية لا تصدر من داخل القمم العربية بل تأتي جاهزة من القوى الكبرى التي تدير المشهد من خلف الستار.

الاحتلال يتوسع والأنظمة تساوم

بالتزامن مع الدمار الذي لحق بغزة استغلت إسرائيل الوضع لفرض واقع جديد على الأرض حيث احتلت أجزاء من سوريا ولبنان في ظل صمت عربي ودولي معتاد. هذه الخطوات تثبت أن الاحتلال الإسرائيلي لا يكتفي بتدمير فلسطين بل يسعى إلى إعادة رسم خريطة المنطقة وفق مصالحه بينما تقف الأنظمة العربية عاجزة أو بالأحرى متواطئة تحاول امتصاص الغضب الشعبي ببيانات خاوية.

أحمد الشرع… المطلوب الذي فُرشت له السجادة الحمراء

من بين المشاهد اللافتة في هذه القمة كان حضور أحمد الشرع المطلوب للقضاء العربي والدولي والذي تم استقباله بحفاوة بل والتقى برؤساء عرب وكأنه زعيم شرعي. هذه المفارقة تعكس كيف يتم التعامل مع القوانين وفق المصالح السياسية حيث يُعامل بعض المطلوبين كأبطال بينما يُلاحق آخرون لمجرد معارضتهم للأنظمة.

القمم العربية… استمرار لدائرة الفشل

لا جديد في هذه القمة سوى تأكيد أن الأنظمة العربية لا تملك الإرادة لاتخاذ قرارات مستقلة بل تكتفي بلعب الأدوار التي تُرسم لها مسبقًا وبينما يستمر الاحتلال الإسرائيلي في توسعه ويتفاقم الوضع الإنساني في غزة. تبقى البيانات الختامية مجرد حبر على ورق بلا أثر يُذكر على أرض الواقع.

الشارع العربي لم يعد يثق بهذه القمم وقد أصبح يدرك أن الحل الوحيد للخروج من هذا النفق هو في حراك شعبي حقيقي يجبر الأنظمة على اتخاذ مواقف فعلية أو يغيرها تمامًا إن لزم الأمر.

summereon

اترك رد