تخيّل ان تكون واقفاً على ارضٍ طينيّة مُلغزة بالاسرار نقش عليها الانسان السومري اول حروفه المضيئة للبشرية جمعاء هادئة وصاخبة في آنٍ واحد كانها احد الطلاسم المنحوتة بحروف المسمار كيف لا وهيَ مدينة سوق الشيوخ التي تعدّ إحدى المدن المهمة في محافظة ذي قار حيث تمثل البوابة الرئيسية لاهوار العراق الذي اعتمدته الأمم المتحدة ضمن المناطق المحمية والمسجلة في قائمة التراث العالمي لدى منظمة اليونسكو. ويبلغ عدد سكان المدينة حوالي٦٠٠ ألف نسمة.
تمتلك سوق الشيوخ بوابتين رئيسيتين للدخول إليها الأولى للقادمين من مدينة الناصرية والثانية عبر الطريق السريع القادم من البصرة وهو الممر الذي يشهد مرور أغلب السياح سواء من الداخل أو القادمين من الخارج لكن رغم أهميته يعاني هذا الطريق من إهمال شديد ينعكس سلبًا على صورة المدينة كوجهة تراثية وسياحية.
نأتي الى الإهمال المتراكم والتشويه المتعمد، حيث يواجه الطريق السريع المؤدي إلى سوق الشيوخ مشكلات عديدة أبرزها انتشار النفايات على جانبي الطريق حيث تتكدس الأوساخ والمخلفات التي تُرمى عشوائيًا مما يشوّه المشهد العام للمدينة عند دخولها. اضافة لذلك تراكم جثث الحيوانات النافقةحيث يلاحظ وجود عدد من الكلاب النافقة المتناثرة على الطريق مما يعكس غياب الاهتمام البيئي والخدمات البلدية.اضافة انتشار روائح كريهة بسبب تراكم القمامة وجثث الحيوانات تنشر روائح لا تُحتمل ما يجعل عبور الطريق تجربة غير مريحة للقادمين إلى المدينة.
يُفترض أن تكون البوابة الرئيسية لمدينة بحجم سوق الشيوخ تعكس مكانتها التاريخية والتراثية خاصة أن المدينة تُعد جزءًا من مناطق الأهوار المصنفة ضمن التراث العالمي. لكن ما يحدث هو العكس تماماً حيث يجد الزائر نفسه أمام مشهد قاسٍ يُسيء لصورة المدينة بدل أن يُرحّب به.
وقد علت اصوات المطالبين المسؤولية والمطالبات بالإصلاح، حيث ان المفارقة ان العديد من المسؤولين العراقيين يعبرون هذا الطريق عند زيارتهم للمدينة ورغم ذلك لا تزال أوضاعه تزداد سوءًا دون أي تحرك جاد لتحسينه. والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لا يتم العمل على إنشاء بوابة تليق بمدينة بهذا الحجم والتاريخ.
لقد وثّقت وكالة سومريون الإخبارية هذه المعاناة بالصور التي تعكس حجم الإهمال بوضوح وهي دليل حيّ على ضرورة تحرك الجهات المعنية لإصلاح هذا الطريق وجعله يليق بالمكانة التراثية والسياحية للمدينة، لإن تحسين هذا الطريق ليس مجرد مطلب خدمي، بل ضرورة للحفاظ على صورة المدينة واحترام تاريخها وسكانها وزوارها. على الجهات المختصة التحرك فورًا لتنظيفه توفير خدمات الصيانة ووضع حلول مستدامة لمنع تكرار هذه المشكلة مستقبلاً.