المغرب… حيث تمتزج الروح بالتاريخ والقلوب بالضيافة

المغرب… حيث تمتزج الروح بالتاريخ والقلوب بالضيافة

راجي سلطان الزهيري


عندما أرغب في الكتابة عن المملكة المغربية أجد نفسي مترددًا لا لأن الحروف تخونني بل لأن هذا البلد الواسع الثراء يجعلني في حيرة من أمري: من أين أبدأ؟ أهو من سحر الطبيعة أم من دفء الناس؟ من رائحة التاريخ أم من عبق المطبخ المغربي الذي يأسر الحواس؟

لقد زرت المغرب مرارًا وكل مرة كانت مختلفة أجمل من سابقتها وكأن هذا البلد يكتشف نفسه من جديد ليهدي زواره المزيد من الدهشة. هذه الأرض العريقة لا تمل من المفاجآت وكأنها تتعمد أن تترك في القلب أثرًا لا يُمحى.

المغاربة شعب لا يشبه غيره مضيافون بطبعهم كرماء بقلوبهم، يرحبون بك كأنك فرد من عائلتهم. تجد فيهم حبًا فطريًا للعرب وللمسلمين واعتزازًا بهويتهم الأصيلة. لا تندهش إن دعاك غريب لتناول الشاي بالنعناع على قارعة الطريق أو إن أصر صاحب متجر أن تذوق من بضاعته قبل أن تفكر في الشراء.

أما عن جمال البلد فحدّث ولا حرج. من الشمال حيث طنجة الساحرة المطلة على التقاء بحرين مرورًا بالرباط عاصمة الرزانة إلى الدار البيضاء النابضة بالحياة ثم إلى مراكش، تلك المدينة التي تأسر القلوب بسحرها الأحمر وأزقتها المفعمة بالحكايات. وهناك في أكادير حيث قضيت عشرة أيام لا تُنسى وجدت الهدوء والجمال والمحيط يهمس بأغنية لا تنتهي.

المناخ المغربي معتدل في أغلب فصول السنة يجعل من كل رحلة متعة خالصة. لكن ما يميز المغرب حقًا هو معاملة الأجانب فمهما كانت جنسيتك ستشعر أنك مرحّب بك، محبوب، ومكرّم.

ولا يمكن أن أكتب عن المغرب دون الحديث عن مطبخه ذاك الفن الذي يتقنه المغاربة كما يتقن الشعراء قصائدهم. من الكسكس إلى الطاجين، ومن الحريرة إلى البسطيلة، كل طبق حكاية، وكل نكهة سفر عبر التاريخ. حتى إن كنت ممن يتبعون حمية غذائية، فلا تقلق، فكل شيء هنا لذيذ وصحي ومعدّ بروح من يحبك.

المغرب ليس مجرد دولة بل تجربة كاملة. هو رحلة في الزمان والمكان في العراقة والحداثة في النكهة واللون، في الحكاية والانبهار.

نعم، كانت رحلة العمرلكنني أعلم يقينًا أن كل زيارة للمغرب، ستكون رحلة عمر جديدة.

18 thoughts on “المغرب… حيث تمتزج الروح بالتاريخ والقلوب بالضيافة

  1. صباح الخير والعافية اخي العزيز ابو هادي … بلد الادارسة والموحدين والمرابطين والفاطميين والامازيغ

اترك رد