نقابة الصحفيين العراقيين بيتٌ لا يفتح أبوابه للجميع !

نقابة الصحفيين العراقيين بيتٌ لا يفتح أبوابه للجميع !

راجي سلطان الزهيري

لطالما كان يُنظر إلى نقابة الصحفيين العراقيين على أنها البيت الجامع الذي يحتضن الصحفيين والإعلاميين من شتى أنحاء الوطن بل وحتى من يقيمون خارجه أولئك الذين يحملون همّ الكلمة الحرة وينقلون الحقيقة بشجاعة ويدفعون في سبيل التفوه بها أثمانًا غالية من أمنهم واستقرارهم.
لكن الحقيقة المُرّة التي يتداولها كثيرون في الأوساط الإعلامية تشير إلى واقعٍ مغاير. هذا البيتالذي يُفترض أن يكون حضناً دافئاً وحامياً للمهنة وأهلها بات في نظر البعض مسرحاً لسياسات الكيل بمكيالين تحكمه الواسطة وتخترقه المحسوبيات ويُمنح فيه الانتماء – أحيانًا – لمن لا علاقة لهم بالمهنة لا من قريب ولا من بعيد.

فكيف يمكن تفسير حصول من يُطلق عليهم وصف شبه إعلاميينعلى بطاقات عضوية النقابة وهم لم يكتبوا خبراً واحداً ولا يمتلكون الحد الأدنى من أدوات المهنة بل إن البعض منهم لا يحمل سوى حساب على منصة تواصل اجتماعي يشارك فيه صوراً ومقاطع ترفيهية لا تمت للإعلام بصلة. ومع ذلك نجدهم أعضاءً في النقابة ويحملون الهوية الصحفية بل ويشاركون في المؤتمرات والفعاليات.

أما الجانب الآخر من المشهد فهو أكثر إيلاماً حيث يقف الإعلاميون الحقيقيون – أولئك الذين يحملون الكاميرا في ساحات المعارك أو يجلسون ساعات خلف شاشات التحرير – في طوابير الانتظار يستجدون الاعتراف بعضويتهم ويطرقون أبواب النقابة مراراً وتكراراً بل ويُطلب من بعضهم دفع مبالغ مالية طائلة مقابل الحصول على الهوية وكأنهم يشترون صفةً اكتسبوها بجهدهم وتاريخهم المهني.

وما يزيد الطين بلّة هو أن بعض الـبلوغرزوقبل أن تطأ أقدامهم عتبة العمل الإعلامي يحصلون على عضوية النقابة بشكل فوري دونما تدقيق أو تحقق من الخبرات أو المخرجات المهنية وكأن معايير الانتساب أصبحت لا تقاس بعدد التقارير والمقالات بل بعدد المتابعين والإعجابات.

هذا الواقع لا يمكن السكوت عنه. فالنقابة ليست مؤسسة ترفيهية أو نادٍ اجتماعي يُمنح الانضمام إليه وفق الأهواء بل هي كيان رسمي يحمل رسالة نبيلة ومسؤولية ثقيلة تجاه المهنة وأخلاقياتها وتاريخها.

من هنا نرفع مناشدتنا إلى الأستاذ مؤيد اللامي نقيب الصحفيين العراقيين أن ينظر بعين الاهتمام والحرص إلى ما يجري وأن يعيد تصويب البوصلة نحو المهنية والعدالة وأن يفتح أبواب النقابة أمام من يستحقها حقًا وأن يُغلقها في وجه المتطفلين على المهنة الذين أساءوا لها دون أن يقدموا لها شيئاً.
فما نرجوه هو نقابة تكون لجميع الصحفيين لا نقابة تُمنح عضويتها بالمجاملة وتُحجبها عن أصحابها الحقيقيين.

اترك رد