محمد بن سلمان: شاب غيّر وجه السعودية

محمد بن سلمان: شاب غيّر وجه السعودية

راجي سلطان الزهيري

في عالم يعجّ بالتحليلات السياسية المتأثرة بالعواطف أو الأجندات تبقى الحقيقة وحدها بحاجة إلى من ينصفها وحين ننتقد سياسات دولة ما لا بدّ أن نتحلّى بالشجاعة ذاتها لنثني على إنجازاتها حين تستحق ذلك خاصة إذا كانت هذه الإنجازات تمس حياة شعوبها وتعيد رسم مستقبلها. وهنا لا يسعني سوى التوقف عند التجربة السعودية الحديثة وتجربة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي غيّر ملامح المملكة في وقت قياسي.

محمد بن سلمان، الشاب الذي لم يتجاوز عامه الثامن والثلاثين استطاع أن يقود المملكة العربية السعودية إلى تحوّل جذري لم تشهده في تاريخها الحديث. من دولة ذات طابع تقليدي ومحافظ إلى دولة تنبض بالحيوية والانفتاح والمشاريع الطموحة الحديث هنا ليس مجرد انبهار عابر بل شهادة من شاهد بعينيه ما لم يكن يسمعه من قبل.

الرياض: مدينة تتحول إلى كيان مستقل

من يزور الرياض اليوم، قد يظن لوهلة أنه في إحدى عواصم العالم الكبرى. البنية التحتية تتغير بسرعة والمشاريع العمرانية تتصاعد بلا توقف. كل زاوية من المدينة تنبض بالحركة وكل مشروع يشي بأن المملكة تسابق الزمن لتحقيق رؤيتها 2030. ولي العهد لا ينظر إلى الوراء بل يضع عينيه على المستقبل بكل ثقة ويقود فريقاً يعمل ليل نهار دون كلل.

السعودية والسياحة: تغيير المعادلة الخليجية

من أبرز ما يلفت النظر هو التحول في استراتيجية المملكة نحو السياحة حيث تسعى بجدارة لأن تكون الوجهة الأولى في الخليج وربما في العالم العربي. لم يعد الحديث عن السياحة في السعودية ضرباً من الخيال بل أصبح واقعاً يتجسد في مهرجاناتها وفعالياتها ومواقعها التاريخية والطبيعية التي فُتحت للعالم بعد أن كانت منسية ويبدو أن المملكة عازمة على سحب البساط من تحت أقدام من اعتادوا التربع على عرش السياحة الخليجية.

رؤية 2030: مشروع وطن يقوده شاب بطموح أمة

ما يحدث في السعودية ليس مجرد تحسينات سطحية بل مشروع متكامل يُبنى على رؤية واضحة تهدف إلى تقليل الاعتماد على النفط وتنويع مصادر الاقتصاد وتفعيل طاقات الشباب وتحسين جودة الحياة. إنها رؤية تترجمها الأفعال لا الشعارات وتدل عليها آلاف المشاريع الكبرى من “نيوم” إلى “القدية” إلى التحولات في التعليم والصحة والترفيه.

شعب مسرور، وقيادة تخاطب المستقبل

لا أحد أدرى بما يحدث في بلد ما من أبنائه والشعب السعودي اليوم كما يظهر للزائر يشعر بفخر ورضا تجاه هذه النقلة الحضارية. هذه الثقة المتبادلة بين القيادة والشعب هي ما يجعل التحول ممكناً ومستداماً وهي ما يصنع الفرق الحقيقي.

ختاماً

نعم، قد نختلف مع المملكة في بعض السياسات الإقليمية أو المواقف السياسية، وهذا حق مشروع. لكن من الإنصاف أن نقول: ما فعله محمد بن سلمان في السعودية هو نموذج يستحق التقدير والدراسة. فالتغيير الحقيقي لا تصنعه الأعمار بل تصنعه الإرادات وولي العهد هو مثال حيّ على أن شباباً عربياً يمكنه أن يقود ثورة تنموية حقيقية إذا ما أُعطي الثقة وأحسن التخطيط.

اترك رد