عجيب أمرنا نحن سكان محافظة ذي قار بكل أقضيتها ونواحيها وكأن الخراب أصبح قدرًا لا مفر منه. الطرق مدمّرة والمدارس متهالكة والمستشفيات تحوّلت إلى مسالخ لا تصلح حتى للحيوانات ناهيك عن الكهرباء التي تزور بيوتنا كما يزور الغريب ساعة كل أربع ساعات.
ورغم هذا الواقع البائس لا نرى إلا حفلات تكريم هنا وهناك وكأننا نعيش في دولة الرفاه. قبل أيام قامت نقابة المعلمين في سوق الشيوخ وهي الجهة التي يُفترض بها الدفاع عن حقوق الكادحين في التعليم بتكريم قائم مقام القضاء! نعم كرّموه عن “إنجازات” لا نراها إلا في نشرات العلاقات العامة لا على الأرض.
وفي نفس اليوم سلّم بعض الرياضيين درع التميّز له. لا ندري أهو تميّز في الإهمال أم في التغاضي عن معاناة الناس؟
واليوم تفاجأنا بخبر جديد: نقابة المهندسين العراقية/فرع ذي قار تكرّم مدير فرع توزيع كهرباء ذي قار. فهل جاء هذا التكريم احتفاءً بالكهرباء التي تُقطع أكثر مما تُوصل؟ أم بالمعاناة اليومية للمواطن الذي يعيش في ظلام دامس وحر خانق؟
عن أي إنجازات تتحدثون؟ عن المدارس التي تنهار على رؤوس طلابها؟ أم عن المستشفيات التي تفتقر لأبسط مقومات الحياة؟ أم عن الخدمات التي لم نرَ منها سوى الشعارات؟
الأدهى من ذلك أن مَن تُكرّمونهم اليوم تحولوا بين ليلة وضحاها إلى أصحاب قصور وأرصدة وشركات. فهل هذا هو المعيار الجديد للتميز؟
يا سادة إننا نعيش زمنًا يُكافأ فيه الفشل، ويُكرّم فيه الخراب، ويُقصى فيه صوت المواطن الحقيقي.