هل أصبح الاستهتار عنوانًا لمؤسساتنا؟!

هل أصبح الاستهتار عنوانًا لمؤسساتنا؟!

وكالة سومريون الاخبارية / راجي سلطان الزهيري :

لا أعرف بالضبط كم يبلغ سعر جهاز التصوير الطبقي المحوري (CT Scan) لكنه بالتأكيد ليس جهازًا زهيد الثمن بل تصل قيمته إلى ملايين الدولارات وربما إلى ما يقارب الستة مليارات دينار عراقي حسب ما يشاع. هذا الجهاز المتطور يُفترض أن يكون أداة لإنقاذ الأرواح وتشخيص الأمراض بدقة، وتخفيف معاناة المرضى.

لكن ماذا حصل؟

انتشرت صورة صادمة على مواقع التواصل الاجتماعي لمجموعة من الموظفين في أحد المستشفيات العراقية وهم يجلسون حول الجهاز يتناولون طعامهم عليه وكأنه طاولة في مقصف! وتحت الصورة تعليق ساخر ومؤلم: “عفواً، طاولتنا سعرها 6 مليار!”

هل هذا نوع من النكتة السمجة؟ أم هو تجسيد فجّ لحالة الانحدار التي وصلت إليها بعض مؤسساتنا؟ كيف يُسمح لمثل هذا التصرف أن يحدث في مرفق صحي؟ أين احترام المال العام؟ أين الرقابة؟ أين الإحساس بالمسؤولية تجاه هذا الشعب المظلوم؟

إن ما حدث لا يُعد فقط استهتارًا بجهاز باهظ الثمن بل هو استهتارٌ بكرامة المريض وبالمنظومة الصحية بأكملها. هذه ليست صورة عفوية عابرة بل هي صفعة على وجه كل مواطن ينتظر ساعات في الممرات للحصول على تشخيص بينما يُستخدم جهاز التشخيص كطاولة غداء!

المطلوب ليس فقط تحقيقًا عاجلًا بل محاسبة صارمة، لأن من يستهين بمثل هذا الجهاز يستهين بحياة الناس. وهذا أمر لا يمكن السكوت عليه بعد الآن.

اترك رد