الشطرة تختنق بالنفايات… مدينة الثقافة تتحول إلى مكب مفتوح وسط صمت المسؤولين

الشطرة تختنق بالنفايات… مدينة الثقافة تتحول إلى مكب مفتوح وسط صمت المسؤولين

وكالة سومريون الاخبارية / راجي سلطان الزهيري :

تعيش مدينة الشطرة واحدة من أسوأ أزماتها البيئية والخدمية، بعدما تحولت شوارعها إلى مكب نفايات مفتوح، في مشهدٍ أثار غضبًا واسعًا بين الأهالي الذين يرون مدينتهم، التي كانت يومًا منارة للفن والأدب، تنهار أمام أعينهم.

فقد تكدّست النفايات في الطرق والأحياء العامة، وانتشرت الروائح الكريهة والأمراض، وسط عجزٍ واضح للبلدية عن أداء واجباتها. مواطنون غاضبون عبّروا عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن استيائهم من هذا الواقع المزري، مطالبين الحكومة المحلية والاتحادية بـتدخل عاجل لإنقاذ ما تبقّى من الشطرة.

وفي حديث خاص لوكالة سومريون الإخبارية، قال أحد أبناء المدينة – طالبًا عدم ذكر اسمه – إ
نحن نعيش أوضاعًا مزرية جدًا، مؤكدًا أن النفايات منتشرة في كل مكان، والروائح الكريهة تغطي القضاء، ولا أحد يسمع صوت الأهالي. وأضاف: بكل صراحة، الكثير يخاف أن يكتب أو ينشر شيئًا عن هذا الواقع خوفًا من المساءلة أو الانتقام.

وتعود جذور الأزمة إلى اختيارات إدارية فاشلة وغياب الكفاءات، داخل منظومة تُتَّهم بالفساد وسوء الإدارة، ما شلّ قدرة البلدية على تقديم الخدمات وحماية الصحة العامة.

المدينة التي كانت فخرًا ثقافيًا لذي قار، أصبحت اليوم رمزًا للإهمال والخراب؛ إذ سُجلت أكثر من 70 حالة فشل كلوي خلال الأشهر الأخيرة، في ظل تجاهل رسمي لمناشدات شيوخ وعلماء الدين لتقديم الدعم الطبي اللازم للمرضى.

ويزداد غضب السكان مع تأجيل افتتاح مستشفى الحوراء الذي اكتمل بناؤه منذ أشهر، دون تشغيل فعلي، رغم الزيارات المتكررة للمحافظ والمسؤولين الذين لم يقدّموا سوى وعود فارغة.

أما الشوارع الرئيسة مثل حي الشعلة، حاوي العباس، والسوق الكبير، فقد تحولت إلى بؤر نفايات ومواطن لتكاثر الحشرات، في ظل توقف أغلب المشاريع البلدية، واستمرار بعضها دون إنجاز يُذكر.

الواقع اليوم يؤكد أن الشطرة بحاجة إلى تدخل فوري وحاسم يعيد الحياة إلى شوارعها ويوقف الانهيار الخدمي والصحي قبل أن تتحول إلى كارثة بيئية شاملة.

فالشطرة لم تعد مدينة تتعثر بالخدمات، بل صرخة في وجه الإهمال والفساد، وأي تأخير في إنقاذها هو جريمة بحق سكانها وتاريخها العريق.

اترك رد