الظمأ يقترب.. ذي قار على حافة العطش مع توقف محطات الإسالة

الظمأ يقترب.. ذي قار على حافة العطش مع توقف محطات الإسالة

وكالة سومريون الإخبارية / علي الكريطي :

تواجه محافظة ذي قار أزمة مائية غير مسبوقة تنذر بكارثة بيئية وإنسانية، في ظل الانخفاض الحاد في مناسيب نهري دجلة والفرات، ما يهدد بخروج محطات الإسالة عن الخدمة خلال الأيام المقبلة.

وقال عضو مجلس المحافظة الأسبق، المهندس عبد الباقي العمري، في تصريح سابق لقناة أهوار الجنوب، إن تصاريف المياه الواصلة إلى المحافظة تراجعت إلى 25 مترًا مكعبًا في الثانية، بعد أن كانت 120 مترًا مكعبًا، واصفًا الوضع بأنه “انخفاض خطير قد يؤدي إلى توقف جميع محطات الإسالة بالكامل”.

وأوضح العمري أن السبب الرئيس للأزمة يعود إلى تراجع الإطلاقات المائية من دول الجوار، محذرًا من “كارثة بيئية وإنسانية حقيقية تلوح في الأفق”، داعيًا الحكومة الاتحادية إلى التدخل العاجل والتفاوض مع دول المنبع لضمان حصة مائية عادلة لمحافظات الجنوب.

وفي حديث لوكالة سومريون الإخبارية، قال المواطن حسين من منطقة الفداء في الناصرية، إن المياه الصالحة للشرب لا تصل إلا لمدة ساعة واحدة في اليوم، مشيرًا إلى أن “الكثير من العائلات بدأت تفكر بالرحيل إلى مناطق أخرى بسبب شح المياه”.

الأزمة لم تقتصر على مياه الشرب، بل ضربت الزراعة في عمقها، حيث جفّت السواقي وتوقفت آلاف الدونمات عن الإنتاج، ما أدى إلى انكماش النشاط الزراعي وتراجع فرص العمل الريفية. وحذّر مختصون من أن استمرار الوضع سيقود إلى تصحر متسارع وهجرة قسرية من القرى إلى المدن، وهو ما قد يترك آثارًا اجتماعية واقتصادية عميقة في نسيج المحافظة.

ومع غياب الحلول الفعلية، تبقى ذي قار مهددة بالعطش والانهيار البيئي، فيما ينتظر سكانها خطوة جادة من الحكومة قبل أن يتحول الظمأ إلى واقع لا يُحتمل.

اترك رد