المتحف المصري الكبير.. صرح عالمي بتسعيرة تُثير الجدل

المتحف المصري الكبير.. صرح عالمي بتسعيرة تُثير الجدل

وكالة سومريون الاخبارية / راجي سلطان الزهيري:

بعد سنوات من الانتظار وتأجيلات متكررة، تستعد مصر أخيراً لافتتاح المتحف المصري الكبير يوم السبت الموافق 1 نوفمبر، في حدث يُعد الأبرز على الساحة الثقافية والسياحية خلال العقد الأخير. هذا الصرح الضخم، الذي يُجاور أهرامات الجيزة، يُعتبر من أكبر المتاحف الأثرية في العالم، إذ يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية توثّق حضارةً تمتد لآلاف السنين، وفي مقدّمتها مجموعة الملك توت عنخ آمون الشهيرة.

لكن، وعلى الرغم من الترقّب الكبير للحدث، فإن قرار وزارة الثقافة المصرية بشأن تسعيرة الدخول أثار موجة من الجدل والاستغراب، بعدما أُعلن أن سعر التذكرة للزائر العربي أو الأجنبي سيبلغ 1200 جنيه مصري، أي ما يعادل تقريباً 25 دولاراً أمريكياً.

الكثير من المراقبين اعتبروا هذه التسعيرة مبالغاً فيها، خصوصاً إذا ما قورنت بأسعار دخول متاحف عالمية لا تقل شهرة أو فخامة عن المتحف المصري الكبير. فمثلاً، يبلغ سعر دخول متحف اللوفر في باريس حوالي 10 دولارات فقط، فيما لا تتجاوز تذكرة متحف الشمع في لندن أو أمستردام مبلغ 15 دولاراً في المتوسط.

ويرى خبراء في السياحة أن التسعيرة الجديدة قد تُثني عدداً كبيراً من الزوار، لا سيّما القادمين من الدول العربية أو من فئة السياح ذوي الميزانيات المحدودة. فبينما تسعى مصر إلى تنشيط قطاع السياحة واستعادة بريقه بعد سنواتٍ من التراجع، قد يكون هذا القرار عائقًا أمام تحقيق الهدف المرجوّ.

من جهة أخرى، تدافع بعض الأصوات داخل وزارة الثقافة عن التسعيرة، معتبرةً أن المتحف المصري الكبير ليس مجرد متحف تقليدي، بل هو تجربة حضارية فريدة تستحق قيمتها، إذ جرى تصميمه وفق أعلى المعايير العالمية، مع استخدام أحدث التقنيات في العرض المتحفي والإضاءة والتفاعل الرقمي، إضافة إلى كونه يُطلّ مباشرة على الأهرامات في مشهدٍ مهيب لا يتكرر.

ورغم وجاهة هذه المبررات، يبقى التساؤل قائماً:
هل من الحكمة فرض تسعيرة مرتفعة في بلدٍ يعتمد على جذب الأعداد لا الأسعار؟ وهل يُعقل أن يكون الدخول إلى أحد رموز الحضارة الإنسانية أغلى من دخول متاحف الغرب؟

كثيرون يأملون أن تعيد الجهات المعنية النظر في القرار، وأن تُقدّم خيارات متعددة، كتذاكر مخفّضة للعرب أو للعائلات، أسوة بما تفعله المتاحف الكبرى في أوروبا، تحقيقاً لتوازنٍ بين العائد المالي وتشجيع السياحة الثقافية.

فالمتحف المصري الكبير ليس ملكاً لمصر وحدها، بل هو إرثٌ إنسانيٌّ عالمي، ومن حق الجميع أن يراه ويعيش سحره دون أن يُثقل كاهله ثمن التذكرة.

One thought on “المتحف المصري الكبير.. صرح عالمي بتسعيرة تُثير الجدل

  1. هذا كلام عارٍ من الصحة متحف الشمع في هولندا 24€ ثمن تذكرة دخوله ثم ليس من المعقول ان تقارن بين محتوي متحف الحضارات في مصر واي من متاحف العالم ،
    فمعظم متاحف العالم قائمة علي الآثار المصرية القديمة
    وعلي سبيل الحصر
    اللوفر 50000 خمسون الف قطعة اثرية
    اما لندن فيحتوي علي 100000 مائة الف قطعة اثرية مصرية
    اللوفر 22€
    ولندن حوالي 20€

اترك رد