الناصرية تغرق في الفوضى… من يُعيد للدولة هيبتها؟

الناصرية تغرق في الفوضى… من يُعيد للدولة هيبتها؟

راجي سلطان الزهيري

ما يحدث في الناصرية لم يعد يُصدَّق، حتى بات العقل يقف حائراً أمام هذا الانهيار الأمني المتواصلفكل يوم تستيقظ المدينة على أخبار جديدة عن قتلى وجرحى في نزاعات عشائرية، وكأنها عادت إلى زمن الغاب حيث لا صوت يعلو فوق صوت السلاح.

الأمن في أقضية المحافظة بات مفقودًا إلى حدٍ مخيفنزاعات قبلية تتفجر لأسباب واهية لتتحول إلى معارك حقيقية تُستخدم فيها الأسلحة المتوسطة وكأننا أمام حرب بين دولتين، لا بين أبناء محافظة واحدةومَن يشاهد ما يُنشر يومياً على مواقع التواصل الاجتماعي من مقاطع مصوّرة يظن أنه يتابع لقطات من ساحة قتال لا تمتّ بصلة لمدن يُفترض أنها تخضع لسلطة الدولة.

الأدهى من ذلك أن الاعتداءات لم تعد تقتصر على الخصوم العشائرية، بل طالت رجال الأمن أنفسهمفشرطي المرور، ورجال الشرطة أصبحوا في بعض الأحيان هدفاً للضرب والإهانة في مشهد يعكس حالة من التمرد على هيبة الدولة وانهيار منظومة القانون.

أما مديرية شرطة ذي قار فتبدو وكأنها تقف على الهامش، لا تُبادر ولا تتدخل إلا بعد فوات الأوانوالسؤال الذي يتردد اليوم على ألسنة الأهاليهل عجزت الأجهزة الأمنية عن فرض القانون، أم أن بعض قياداتها متواطئة مع من يعبثون بأمن المدينة؟

ولعل التجربة السابقة خير دليل على أن الناصرية يمكن أن تكون آمنة لو وجدت قيادة مخلصة لا تخضع للمحاصصة أو الولاءات الحزبيةفقبل سنوات، عندما تسلّم أحد الضباط

(غير المنتمي لأي حزب ) إدارة شرطة قضاء سوق الشيوخ، ساد الأمن واختفت الجريمة، حتى شعر الناس بالطمأنينةلكن ما إن بدأت الأحزاب تتذمر من استقلاليته، حتى أُبعد من منصبه، ليُنقل إلى بغداد، فيما ظل الأهالي يذكرونه بالخير حتى اليوم.

اليوم، تغرق الناصرية في فوضى السلاح، حيث تنتشر الأسلحة غير المرخصة في أيدي الصغار قبل الكبار، ويختلط الحق بالباطل في مشهدٍ يُنذر بانفجارٍ أكبر إذا لم تتدخل الدولة بحزم.

لقد ضاق الأهالي ذرعاً بهذه الفوضى وسئموا من مشهد الدم اليومي الذي يلطّخ وجوه أبنائهمفهل من مسؤول شريف ينهض لإنقاذ هذه المدينة العريقة التي أنجبت أول الحرف وأضاءت العالم بحضارتها من عبث الفوضى والخراب؟

3 thoughts on “الناصرية تغرق في الفوضى… من يُعيد للدولة هيبتها؟

  1. من ضمن ماتطرقت له من خلافات عشائريه قبل سنه وقعت حادثه في نفس المكان الذي تتكلم عنه وتم قتل مدير استخبارات المحافظه وانتهت المعركه وراح مدير الاستخبارات ضحيه بها وكأن شي لم يكن

اترك رد