هل تتحقّق (واحد حكومة) !؟
لا يتحقّق أيّ تقدم و تطور أو عدالة حتى النسبية منها ناهيك عن المطلقة في العراق ؛ ما دامت الفوارق الطبقيّة و الحقوقية و الأجتماعية و السياسية قائمة .. و لو لم يتمّ تغيير تلك الثقافة(الثقافات) العشائرية الهجينة الظالمة والجاهلية المقيتة و أسس الفكر السائد في عقول الناس خصوصاً الطبقة السياسيّة و الأدارية و العسكرية و الأمنية و آيدلوجيات أحزابها الممقوتة و بشكل خاص حزب و لوبيات رئيس الوزراء و الجمهورية و القضاء و الوزراء و النواب و مناهج التربية و التعليم و القوانين الحقوقية و غيرها من أنظمة المؤسسات التي هي المسؤولة عن تقديم و إجراء ما عليها من مسؤوليات قانونية و شرعية و إنسانية بخصوص خدمة الناس و تحقيق العدالة, و لا تحتاج إلى مؤسسات تراكمية إضافيه لمضاعفة النزيف العراقي على كل صعيد ؛ فمن المستحيل أن يتحقق حتى العدالة النسبيّة – ناهيك عن المطلقة في العراق الذي يقوده حكومات التحاصص و النهب .. كما في غيرها من البلاد, لأنها تحتاج للمناهج و النّظم الإنسانية و العادلة المؤيدة من قبل الفلاسفة و الحكماء .. لا من قبل قيادات الأحزاب الجاهلية بإمتياز لأنها لا تنظر سوى لمنافعها و رواتبها و مخصصاتها و كيفية ملأ خزائن أحزابها و أهلها و مرتزقتها الطفيليون العاطلين عن العمل !؟
و بغير ذلك سيستمر النهب و السرقات و الفوارق الحقوقيّة و الطبقيّة القائمة بشكل مقرف و ظالم .. وسيستمر الخراب حتى ظهور المنقد أو الفناء بظل تلك الحكومات و الأحزاب التي ثبت فسادها و تخلفها لأنها تفتقد لفكر إنساني حيوي عادل و تقول ما لا تفعل و تسرق حقوق الفقراء منذ عقدين بشكل طبيعي إضافة إلى جيش من المرتزقة من حولهم في تلك الأحزاب الهجينة ؛
و كما وصلني دعوة السيد رئيس الوزراء السيد السوداني بخصوص تشكيل لجنة(كروب) لتقديم خدمات للناس وحل المشكلات المستعصية ..
تلك المجموعة و إسمها كما أوصى بها هو :
(كروب واحد حكومة), عبر منصة التواصل الأجتماعي في الواتساب و حتى الفيس, تضم السادة الوزراء و وكلاء الوزارات و من هم بدرجتهم ورؤساء الهيئات غير المرتبطة بوزارة والسيد نقيب الصحفيين العراقيين السيد مؤيد اللامي والسادة المدراء العامون في مختلف دوائر الدولة ومدراء المكاتب الإعلامية في الوزارات وعدد كبير من الزملاء روؤساء تحرير الصحف اليومية في مجموعة تفاعلية غايتها حل المشكلات والمناشدات اليومية التي تواجه المواطنين التي تطرح عبر هذه المجموعة و التي تحتاج لمعالجات فعالة وحاسمة وايجاد الحلول الناجزة والسريعة والفعالة لها بعيدًا عن روتين المخاطبات الرسمية و كتابنا و كتابكم و الذي قد تستغرق عدّة أيام وقد لا تجد لها حلولًا ناجعة و فعالةعبر المخاطبات التقليدية و قد تفوت الفرص الكثيرة على أصحاب الامراض المستعصية الذين لم يجدوا الفرصة المناسبة و العلاج السريع لأمراضهم بالسرعة المطلوبة وأصحاب الحقوق الماسوية وبقية المواطنيين الاخرين!
مبدئياً و من خلال تجربتي و علومي المختلفة بشأن المجتمع و السياسة و علم النفس و الإدارة الحديثة و فوقها جميعا الفلسفة الكونية, أقول ؛
مشروع غير ناجح و لا يمكن أن ينجح و يستحيل أن أتعاون فيه و السبب هو:
يقول الله تعالى في كتابه الكريم :
[لِمَ تقولون ما لا تفعلون , كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون].
حيث كل الطبقية السياسية و التنفيذية و الأجرائية و التشريعية و حتى المحكمة و مؤسسات و رؤوساء و مدراء المكاتب؛ غارقون في الفساد المالي و الأداري و التزمت بآلسلطة و الأموال و الحمايات و المكاتب و النثريات وووو .. و الناس .. عموم الناس بآلمقابل ؛ ينقصهم كل شيئ بسبب سوء التوزيع و الفوارق الطبقية و الحقوقية و بآلذات الرواتب, فكيف يمكن أن ينطق بآلعدالة و خدمة المواطن من إمتلئ بطنه بآلمال الحرام و راتبه عشرات الملايين قد يصل لبعضهم إلى 150 مليون دينار إضافة للنثريات و المشتريات و غيرها إلى مليار و نصف المليار دينار !!؟
و قس على ذلك ..
نعم التغيير لا يتحقق ما لم يبدء المسؤول و المسؤول الأول مع من هو بمستواه .. بتغيير نفسه و تعديل وضعه بحسب مدّعاه هو ..
هذا بحسب النص القرآني المعروف لدى كل الناس : [… لا يغُيير الله ما بقوم حتى يغييروا بأنفسهم ..] و القادة هم كآلرأس من الجسد إذا تغيير الرأس تغيير الجسد .. و العكس صحيح].
و نختم القول بما قاله أمام العدالة الكونية الأمام عليّ(ع) الذي طبق سنة رسول الله, حيث قال :
[ميدانكم الأوّل أنفسكم .. إن قدرتم عليها .. كنتم على غيرها أقدر]. و كان الله يحب المحسنين .
لذلك لا تتحقّق (واحد حكومة) و الفوارق الطبقية و الأجتماعية و الحقوقية و الأمتيازات ليست فقط مختلفة, بل بينها بون شاسع بقدر ما بين السماء و الأرض بين العاملين!؟
بل (حكومة المحاصصة) هي الصيغة التي يريدها المستكبرون لإدامة الفوضى بواسطة الأحزاب العميلة المشتركة فيها لتبقى دائماً ضعيفة و مشلولة ومفتتة و متعاكسة كي لا يتم تحقيق أي تقدم أو خدمات بإتجاه الصالح العام قربة لله تعالى .. بل كل ذلك قربة للمستكبرين للأسف.