سامحني فأنا عشقتك منذ الصغر و كلّما كنت أطالع التأريخ و أتعمق بمصائبك و الحروب و المؤآمرات التي فُرضت عليك من المسلمين قبل غيره؛ أقف باكياً و مذهولاً أمام عظمتك و حكمتك و صبرك و شجاعتك و فوقها إبتلائك بتلك الأقوام المتعجرفة بدءاً بمن كان في مكة و المدينة و اليمن و الغربان العربان ثم أهل العراق و الشام ثم العجم و الديلم .. و غيرهم و لم تجد من ينصرك فإتخذت البئر رفيقاً تشكو إليه و تُحادثه .. فأحفادهم اليوم هم كأجدادهم متعصبون لقبائلهم و أحسابهم و أحزابهم و لا يجهدون أنفسهم بآلقراءة ليتعلموا الحكمة و الوعي و الحق و فوقها (العدالة), بل أكثرهم لا يريد أن يدرك ليبقى طفيلياً .. فآلعدالىة يضره .. بسبب لهوثه وراء راتب و لقمة الحرام التي ملأت بطونهم!!
و هكذا إمتلأ وجودي من حبك و كدتُ أعلن ربوبيتك بأنكَ أنتَ الله لولا وجود الله, و كما كاد الشافعي حين أراد أن يعلن ذلك..!
مئات المحاولات جرت و عشرات المهندسين الاجانب و التكنولوجيا و العدد و الآلات حاولوا بها أن يمحو تلك الآثار على جدار الكعبة – آثار شق الحائط لفاطمة بنت أسد لتولد عليّاً(ع) بداخل الكعبة – ليكون قبلة للعالمين الذين عليهم أن يُيَمّموا وجوههم صوبه كل يوم خمس مرات للصلاة .. فآلصلاة لا تُقبل إلّأ من باب عليّ(ع).
فهل يعلم الشيعة قبل غيرهم تلك العظمة؛ و هذه المعجزة الكونيّة ؟
إنها ليست صدفة أو مجرّد كرامة ككرامات الأولياء و الرسل و الله العظيم ؛ إنّما دلالة و إنذار يكمن فيه سرّ الوجود و شرط للخلق للنجاة و خطٌ بل خطوط حمراء بين السماء و الأرض لا يتجاوزها إلا إبن حرا… بقيت مثبّتةً على حائط بيت الله تعالى بكون عليّ (ع) هو العلي الأعلى و سرّ هذا الوجود و باب العالمين إلى الخلود .
حكمة كونيّة : [الرسول (ص) إبتلي بجهل قريش و تعنتهم عندما كان يبلغ رسالته الخاتمة ؛ و كان (ص) كان يسكتهم بسهولة و يقنعهم بأن الأوامر ليست منه و إنما من الله الخالق .. فلا يجوز لهم أن يخالفوا تعاليمه و أوامره .. فكان يسكتهم بسهولة و يسر و أدّى رسالته …
لكن عليّاً هو الذي إبتلي بآلقوم من بعده حتى ملّهم لصعوبة فهم ذلك السرّ لصغر عقول الناس للأيمان بأنه معصوم كأخيه النبي!
فترك المدينة مع كل ذكرياتها و هناتها و …إلخ .. خصوصا بعد ما تشربت قلوب القوم بأنواع العقد و المصائب و النفاق الذي إنعكس عليهم ممّن ظلموا الوصي العظيم ربع قرن, و من هنا يتميّز و يتجلى موقف و مركز و دور عليّ و مكانته في هذا الوجود حين صبر و تحمل كل الناس الذين كسروا قلبه الشريف وهو يحاول هدايتهم بعد ضلالتهم ..
فلولاه(ع) ما عرف أحداً ربّ العالمين قسما بآلله!
هل تعرفون ملكاً أو نبياً أو أماماً قبله و بعده نطق بـ [فزت و رب الكعبة)؟
بينما السيف المسموم خرق رأسه و جبهته الشريفه و هو يصلي من النغل عبد الرحمن الملجم المجرم .. لأن الثابت عندنا أن المعصوم لا يقتله إلا إبن زنا .. فلله المشتكى بسبب هذا البشر الملعون الظالم !
Our website uses cookies to provide you the best experience. However, by continuing to use our website, you agree to our use of cookies. For more information, read our Cookie Policy.