قصتي مع الفنان دريد لحام (غوار الطوشة)

قصتي مع الفنان دريد لحام (غوار الطوشة)

راجي سلطان الزهيري

منذ طفولتي، كان للفنان دريد لحام مكانة خاصة في قلبي. أحببت شخصيته الشهيرة غوار الطوشةوكنت معجبًا بقدراته على المزج بين الفكاهة والرسائل الاجتماعية العميقة. كان حلمي أن ألتقي به يومًا ما، ووعدت نفسي بأنني سأقوم بذلك فور مغادرتي للعراق. وفي بداية التسعينات، تحققت أمنيتي بمغادرة العراق.

أول دولة خطرت في بالي كانت سوريا، البلد الذي يعيش فيه دريد لحام.

في نهاية شهر مايو من عام 1996، سافرت من هولندا إلى سوريا. كانت المرة الأولى التي أزور فيها سوريا، وكان الحماس يتملكني لرؤية هذا البلد الجميل واللقاء بفناني المفضل.

في اليوم التالي لوصولي إلى دمشق، بدأت رحلتي للبحث عن دريد لحام. أخبرني البعض أنه يسكن في حلب، فتوجهت إلى هناك بكل شغف. في حلب، قيل لي إنه يسكن في اللاذقية، فاستكملت رحلتي إلى هناك. وعندما وصلت إلى اللاذقية، أخبروني بأنه يسكن في القرداحة. واصلت البحث وتوجهت إلى القرداحة، لكنني اكتشفت في النهاية أنه يسكن في دمشق.

عدت إلى دمشق وقررت أن أواصل البحث هناك. بعد أسبوع من البحث المضني، تأكدت من أن دريد لحام يسكن في منطقة المالكي. في يوم 6 -6-1996هذا اليوم الذي اتذكره جيدا، كنت قريبًا من منزله وسألت عائلة تجلس أمام البيت إذا ما كان هذا هو منزل دريد لحام. أكدوا لي ذلك وقالوا إن الشقة الأولى في العمارة. بعد خطوات قليلة، نادوني وقالوا إن هذه زوجته نزلت للتو من سيارتها.

توجهت إلى مدام دريد وسلّمت عليها بأدب، وعرّفتها بنفسي وأخبرتها بأنني جئت للسلام على الأستاذ دريد. لكنني فوجئت برد فعلها الصارخ حيث قالت بوقاحة: “دريد لا يستقبل ضيوف في البيت، اذهب إلى مكتبه في شارع البندقية“. ببراءة وعفوية، قلت لها: “ولكن البندقية في إيطاليا“. جن جنونها وطردتني بحدة، قائلة: “دريد لا يستقبل هيك نماذج“.

عدت إلى البيت محطمًا، ليس بسبب تصرفها القاسي، بل بسبب غبائي في التعامل مع الموقف. تعلمت من هذه التجربة درسًا قاسيًا: أن الفنانين العرب قد يظهرون بوجوه مختلفة عن تلك التي نشاهدها على التلفزيون، وأن الواقع قد يكون بعيدًا كل البعد عن الصورة المثالية التي نرسمها في أذهاننا.

summereon

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Open chat
تواصل معنا عن طريق الويتساب
مرحبا
كيف يمكنني مساعدتك ؟