لماذا لا تجد سياسيّ مثقف في الحكومات و الأحزاب!؟

لماذا لا تجد سياسيّ مثقف في الحكومات و الأحزاب!؟

عزيز الخزرجي

بحثّتُ في كل الطبقة السياسية في بلادنا و غيرها و على مدى عقود لأجد سياسي مثقف و احد .. فلم أجده .. لأن جميع الطبقات السياسية للأسف لا تفهم فلسفة الحكم بشكل صحيح .. بل ترى أن الحكم وسيلة للثراء و السرقة و ظلم الطبقات الفقيرة .. و السبب مشترك و واحد بين الجميع و هو الجهل الذي هو قرين الظلم نتيجة لقمة الحرام و إن :

كلّ سياسيّ مثقّف إنْ وجد .. بل كلّ إنسان صاحب ضمير على آلأقلّ – وصل المرتبة الأولى – أيّ بات مُثقّفاً و لو لمرتبة بدائية – في (سلسلة المراتب المعرفيّة الكونية) (1) أو بات كاتبٌ أصيل .. أو ربما مفكّر حقيقيّ , فإنه حين يعبر تلك المراحل ألأبتدائية – الثقافية ليصبح ربما كاتباً حقيقيّاً و مبدعاً أو مُفكراً ؛ فأنّ ضميره سيحى و وجدانه سيتحرّر من القيود و يتطهّر و يتخلّص من مدار البشرية ليطرق أبواب(الأنسانية) ثمّ (آلآدمية) ؛ و بآلتالي سيصبح جزءاً إيجابياً من حركة المنظومة الكونيّة لا جزءاً سلبيّاً إستهلاكياً كما هم السياسيون ليننصهر مع الفضلات الكونية .. بل و سينطق بالحقّ عالياً و لا يُبالي بالمناصب و آلرواتب و الصفقات الحرام قطعاً لأنهُ لا يريد أن يأكل إلّا لقمة الحلال و يطالب بآلعدالة مع باقي الناس في الحقوق و كما فعل العلي الأعلى بينما كان رئيساً لإثني عشر دولة وقتها لكن حاله و حقوقه كان كسائر العاملين أو الجنود المنضويت تحت نظامه.

لذلك يستحيل أن ترى مثقفاً أو مفكراً ناهيك عن فيلسوف حقيقي بين أؤلئك الزّمر في الطبقة السياسية و الحزبية و المذهبية المتحاصصة لحقوق الفقراء بقوة السلاح و المليشيات أو بالديمقراطية المستهدفة لإسكات الناس و كما كان يفعل صدام و كل الأنظمة التي لا تجد بينها سياسي مثقف واحد!

حكمة كونية عزيزيّة : [ألضّمير صوت الله في آلقلب, فلا تقتله بلقمة الحرام].

ونفس الحكمة بتعبير أخر : [ألضّمير صوت الله في القلب أحيوهُ بآلقراءة وآلفكر]. و قد سمعته من أستاذي الصدر الاول, عندما سألته عام 1977م أثناء زيارتي العادية له كل شهر .. سألته السؤآل التالي:

كيف توصلتَ و كتبتَ تلك الكتب العملاقة في مختلف شؤون الفكر و الفلسفة و الأقتصاد والفقه .. لإحياء الناس الموتي في العراق؟

أجاب : [كتبتها مستعيناً بآلفكر 99% و 1% إستعنت بالمصادر و القراءة و البحث]!

فسلام أبديٌّ من الله على قائد شهداء العراق بعد الأمام الحسين(ع), و نائبه سمير غلام نور علي(2) الذي كسر شوكة البعث الهجين بقلب بغداد رحمة الله عليهم و نرجوا شفاعتهم يوم القيامة.

ألعارف الحكيم عزيز حميد مجيد.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) مراتب الفكر و الثقافة الكونيّة سبعة مراحل كآلتالي:

قارئ – مثقّف – كاتب – مفكّر – فيلسوف – فيلسوف كونيّ – عارف حكيم.

(2) الصديق الشهيد (سمير مير غلام عليّ الفيلي) قام بعملية بطولية في باب الجامعة المستنصرية إرتجف منها كل البعث و إنقلبت الأجواء بسببها, فتح بها الشهيد آفاق الشجاعة في افق العراق و كسر طوق الخوف الذي فرضه صدام بأجهزته القمعية على العراق و حتى المنطقة.

summereon

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Open chat
تواصل معنا عن طريق الويتساب
مرحبا
كيف يمكنني مساعدتك ؟