تعدّ منطقة البتاوين من اكثر المناطق المثيرة للجدل، بسبب بعض الممارسات غير المحببة التي تمارس فيها، البعيدة عن طبيعة وثقافة الشعب العراقي المحافظة، منها انتشار آفة المخدرات.
المعلومة .. فتحت ملف هذه المنطقة التي تعد من اقدم مناطق بغداد، وتقع في الجانب الشرقي منها، وكانت من الأحياء التي تسكنها طوائف متعددة من اهمها الطائفة المسيحية وكذلك الطائفة اليهودية التي كانت تسكن قرب معبدهم المعروف بكنيس مئير طويق، إضافة إلى المسلمين.
وبعد عام 1950م، اضطرت حكومة نوري السعيد، إلى اصدار قانون إسقاط الجنسية عن يهود العراق والسماح لهم بالهجرة إلى إسرائيل بالطائرات عن طريق قبرص، وهاجر آلاف اليهود مضطرين، فاصبحت أغلب بيوتهم خالية.
وبعد عام 2003م، بدأت عمليات التهجير والعرقي فشمل المناطق التي يسكنها الغجر، فلذلك تتميز بكثرة العوائل الغجرية المهجرة فيها.
للبتاوين تاريخها، حيث تبدأ من الاورفلية حتى نهاية شارع الزعيم عبد الكريم يسكنها أغلب الناس من الطبقات الفقيرة من المسيحين بالدرجة الأولى وكذلك المسلمين يوجد في وسطها شارع يسمى شارع تونس و إلى جانبه محلات الالمنيوم والديكور وأغلب سكان منطقة الاورفلية من العوائل السودانية والمصرية التي استقرت منذ ثمانينيات القرن العشرين.
وفيها محلات البقالة ومخازن المشروبات الكحولية، وسوق الفاكهة وآخر للخضراوات، ومحلات بيع اللحوم والمطاعم كمطعم أبو يونان ومطعم تاجران وغيرها، وعيادات الأطباء وبمختلف الاختصاصات إضافة إلى الصيدليات.
وهناك في ازقتها عدد من المقاهي الشعبية، كما تتميز بكثرة الفنادق وبمختلف الدرجات، نشأت منطقة البتاوين من محلّة قديمة كان يقال لها بستان الخس، وكانت حيئنذٍ خارج حدود مدينة بغداد، جنوبَ بابها الشرقي. .
البتاوين اليوم تعد من اكبر حاضنات المخدرات والتجارة غير الاخلاقية، التي تهتم وزارة الداخلية العراقية بالقضاء عليها، حيث اكدت الوزارة ان هناك مراقبة كثيفة على هذه المنطقة للقضاء على المتاجرة بالمخدرات.
واكدت مصادر في عمليات بغداد، ان هناك عمليات نوعية في المنطقة تقوم بها مفارز الوزارة المنتشرة في المنطقة.
وقال المصدر لـ /المعلومة/، ان “الوزارة تملك معلومات استخباراتية كاملة على هذه المنطقة، وهي تقوم بعمليات مستمرة فيها، نتج عنها القاء القبض على مجموعة كبيرة وباكثر من عملية على المتاجرين في المخدرات”.
واضاف، ان “مخلف المخدرات ليس الوحيد الذي تتابعه الوزارة، انما ملفات اخرى مثل المتسولين الذين ينتشرون بالمنطقة بشكل كبير، وكذلك مسألة الاتجار غير الاخلاقي”.
وتابع، ان “هناك من يتخذ من مهنة التسول للقيام بعمليات اجرامية، مثل عمليات خطف الاطفال في عدة مناطق من بغداد”.
وهذا الامر يؤيده المواطن (ع . هـ) الذي تم اختطاف ابنه في منطقة حي العامل قبل عدة سنوات.
وقال (هـ) لـ /المعلومة/، ان “متسولات يعتقد انهن من البتاوين اختطفن ولدي الذي كان يلعب امام المنزل، قبل ان يضيع اي اثر له”.
واضاف، انه “رغم تشخيص التحقيقات بان من اختطفه هن بعض النسوة المتسولات الا انه لحد الان لم نعثر على اثره او اي اشارة تدل على وجوده”.
ووصف الحاج (م . ث)، صاحب احد المحلات القريبة من المنطقة، منطقة البتاوين بـ (شارع الرعب)، مشيرا الى ان عمليات تعاطي المخدرات والممارسات غير الاخلاقية تنشط مساء.
وقال لـ /المعلومة/، ان “الدخول ليلا في ازقة البتاوين مجازفة كبيرة، فلا يستبعد ان تخرج مجموعة من العصابات لايذاء الشخص الغريب، موضحا، ان “هناك بعض الشوارع في المنطقة التي يمكن ان تحدث بها هذه الممارسات”.
واضاف، ان “القوات الامنية متواجدة بشكل دائم في المنطقة ومفارزها منتشرة، لكن هذا الامر لم يحد من عملية المتاجرة وتعاطي المخدرات ، على اعتبار ان هذا الملف هو احد مشاكل البلد”.
وتابع، ان “المخدرات هي مصدر كل الانحرافات والجرائم الطارئة على المجتمع العراقي، مطالبا وزارة الداخلية بـ “القضاء على هذه الافة التي تركت نتائج سلبية على الشباب”.
Our website uses cookies to provide you the best experience. However, by continuing to use our website, you agree to our use of cookies. For more information, read our Cookie Policy.