أثار رفض أنتخاب السيد شعلان الكريم لرئاسة مجلس النواب العراقي في جولة الاعادة في يوم السبت الماضي الكثير من التساؤلات المهمة حول طبيعة العلاقة بين القوى السياسية القابضة على مقاليد السلطة منذ سقوط الدكتاتورية في 9 نيسان 2003 , فقد حصل السيد الكريم على 151 صوت مقابل 91 صوت للسيد سالم العيساوي و48 صوت للدكتور محمود المشهداني . فالاسباب التي قدمتها القوى الرافضة للسيد الكريم تركزت على مجموعة من الفيديوهات القصيرة والتصريحات المجتزأة حول ( تمجيد الاخير بالمقبور صدام حسين , وعن أقامة مجلس عزاء للدكتاتور ) , وأنا من حيث المبدأ أجد في ذلك تعدي على مشاعر ملايين من ضحايا النظام البائد , لكن على السياسي الشيعي البراغماتي وضع تلك المواقف في سياقها التأريخي وأن لا يبني عليها مواقف لاحقة , لأن ذلك سيضعه أمام كم هائل من التصريحات والسلوكيات المتناقضة التي تستهلك منه الوقت والجهد . وما يدعو للأستغراب هو أن السيد الكريم نائباً في مجلس النواب منذ عام 2010 تقريباً , فأين كان المعترضون كل هذا التاريخ ؟ وفوق كل ذلك فأن تصويت نواب حركة بدر ونواب حركة الحكمة وحركة النصر وعدد من النواب الاخرين يضعنا أما تساؤل مهم جدا ً, تساؤل يتعلق بمستوى التنسيق بين القوى السياسية المُشكلة للأطار التنسيقي الشيعي !! أما الحديث عن رشى قُدمت لنواب مقابل التصويت للسيد شعلان الكريم , لم يتم التحقق منها بعد , بالرغم من أن موضوع ( الرشى ) ليس جديداً على العمل البرلماني في العراق .. لكن الاجتماع الأخير بين السيد نوري المالكي والسيد هادي العامري والسيد فالح الفياض قبل أيام قد سيمهد لأختيار مرشح ( تسوية ) في الجلسة القادمة , لكن يبدو أن السعي لأبعاد حركة ( تقدم ) عن رئاسة مجلس النواب تسير بخطى ثابتة ..
Our website uses cookies to provide you the best experience. However, by continuing to use our website, you agree to our use of cookies. For more information, read our Cookie Policy.