الحوار العراقي الامريكي ,, هل يفضي الى شيء ..

الحوار العراقي الامريكي ,, هل يفضي الى شيء ..

وليد خيون زاجي

يتحدث سيد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني بثقة عالية حول ضرورة أنهاء مهمة التحالف الدولي من العراق , ويرى المراقبون أن مصدر هذه الثقة العالية , يعود للقدرات العالية التي أكتسبتها القوات العراقية بكل صنوفها في الحرب ضد الارهاب , كذلك أدراك السيد السوداني بأن ( مشروع داعش ) قد فشل وأنتهى ولا يمكن أحياءه أو دعمه لعاملين أساسيين : اولا تركيا تعاني من أزمات أقتصادية كبيرة وتتطلع لدور محوري في المنطقة وعينها على مشروع ( طريق التنمية ) الذي سيحقق لها مكاسب أقتصادية كبيرة وتحاول التخلص من ورقة الاخوان المسلمين التي فقدت بريقها , ثانيا السعودية تخلت بشكل علني عن دعم ورعاية الحركات الدينية المتطرفة وخلعت عباءتها القديمة وتتطلع الى رؤية المملكة 2030 .. كل ذلك يعزز قدرة المفاوض العراقي مع الولايات المتحدة التي تتذرع بخطر داعش بالبقاء في المنطقة . وقد أنطلقت الجولة الأولى للحوار الثنائي بين العراق والولايات المتحدة برعاية السيد السوداني في يوم الخميس 25 كانون الثاني الماضي , وتولى الفريق أول عبد الامير يار الله رئيس أركان الجيش رئاسة الوفد العراقي في الحوار . وأعلن مصدر مسؤول في البنتاغون عن أمله بالانتقال إلى شراكة أمنية ثنائية مستدامة وعن تشكيل مجموعات عمل مكونة من عدد من المتخصصين في أطار ( اللجنة العسكرية العليا ) , وأضاف المصدر إنه سيتم التحقق من ثلاث عوامل رئيسية في هذا الحوار أولا التهديد الذي سيشكله تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام داعش وثانيا المتطلبات العملياتية والظرفية وثالثا قدرات القوات الأمنية العراقية . وزارة الخارجية العراقية أوضحت في بيان لها , ان أجتماعات اللجنة العسكرية العليا تهدف ( لصياغة جدول زمني محدد وواضح يحدد مدة وجود مستشاري التحالف الدولي في العراق ومباشرة الخفض التدريجي المدروس لمستشاريه على الأرض العراقية وإنهاء المهمة العسكرية للتحالف.. والانتقال إلى علاقات ثنائية شاملة مع دول التحالف ) , وذكر البيان أن العراق يجدد التزامه بـ ( بسلامة مستشاري التحالف الدولي أثناء مدة التفاوض في كل أرجاء البلاد والحفاظ على الاستقرار ومنع التصعيد ) . نقلت وكالة رويترز عن مسؤولين أميركيين وعراقيين أنه من المتوقع أن تستغرق المحادثات عدة أشهر، إن لم يكن أكثر . ويعكس انطلاق عملية اللجنة العسكرية العليا التطور الحاصل في العلاقة الثنائية تحت مظلة اتفاقية الإطار الاستراتيجي وترسيخ التعاون الأمني و تعزيز الاستقرار في العراق والمنطقة . لكن السؤال المهم هنا , هل تتخلى الولايات المتحدة عن العراق بسهولة وتتركه للنفوذ الأيراني والحركات المسلحة ؟ هذا ما سنجد جوابـه في الاشهر القادمة . ويتواجد حوالي 2500 عسكري أميركي في العراق في إطار مهمة التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة ، كما ينتشر مئات العسكريين من دول أوروبية وأستراليا في عدد من القواعد والمواقع في العراق .

summereon

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Open chat
مرحبا
كيف يمكنني مساعدتك ؟