العرب عاجزون عن ايقاف الجرائم الاسرائيلية

العرب عاجزون عن ايقاف الجرائم الاسرائيلية

راجي سلطان الزهيري :

تواجه القضية الفلسطينية، منذ عقود، جمودًا سياسيًا إقليميًا ودوليًا، وحاليًا تحتدم المأساة بشكل مروّع في قطاع غزة حيث ارتفع عدد الشهداء إلى أكثر من 140 ألف، وسط صمت عربي ودولي شبه كامل، إلا من بيانات الشجب والإدانة. هذا التخاذل يعكس أزمة عميقة في النظام العربي الرسمي، حيث يقف العرب عاجزين أمام التصعيد الإسرائيلي المتواصل.

الجريمة الأخيرة التي شهدها لبنان، والتي تمثلت في تفجير أجهزة لاسلكي البيجروأدت إلى استشهاد 12 شخصًا وإصابة الآلاف، تمثل جزءًا من سلسلة من الجرائم التي تنفذها إسرائيل ضد الشعوب العربية، سواء في فلسطين أو لبنان أو غيرها من دول المنطقة. ورغم ذلك، لم نشهد أي رد فعل حقيقي على الأرض من جانب الحكومات العربية، سوى إعلانات الشجب والاستنكار التي لا تحمل وزنًا عمليًا.

لماذا يصمت الحكام العرب؟

1-الانقسامات الداخلية: العديد من الدول العربية تعاني من انقسامات داخلية وحروب أهلية، ما يجعل الحكام منشغلين بقضايا داخلية على حساب القضايا الخارجية.

2-الضغوط الدولية: الأنظمة العربية تواجه ضغوطًا من القوى الغربية، وخاصة الولايات المتحدة، التي تدعم إسرائيل سياسيًا وعسكريًا. ويبدو أن هذه الأنظمة تخشى من اتخاذ مواقف معادية قد تضر بعلاقاتها مع الغرب، وتؤثر على مصالحها الاقتصادية والسياسية.

3-التطبيع مع إسرائيل: شهدت السنوات الأخيرة موجة من اتفاقيات التطبيع بين بعض الدول العربية وإسرائيل، مما أدى إلى تغيير قواعد اللعبة السياسية. هذه الدول لم تعد تعتبر إسرائيل عدوًا، بل شريك استراتيجي في بعض الملفات الإقليمية، وهو ما يفسر غياب ردود فعل قوية ضد الجرائم الإسرائيلية.

4-الضعف العسكري والسياسي: العديد من الدول العربية، رغم امتلاكها لجيوش قوية، تعاني من عدم القدرة على المواجهة العسكرية المباشرة مع إسرائيل، بسبب التفوق العسكري الإسرائيلي والدعم الغربي المستمر لها.

الشارع العربي يتسائل:

في ظل هذه الظروف، يظل الشارع العربي محبطًا وغاضبًا، يتساءل عن مصير القضية الفلسطينية وعن سبب هذا السكون والخنوع أمام الجرائم المستمرة. الاحتجاجات الشعبية تعكس مشاعر السخط إزاء الحكومات التي يبدو أنها فقدت أي إرادة حقيقية للدفاع عن الشعوب المضطهدة.

في النهاية، يبقى السؤال الأهم: إلى متى ستستمر هذه المعادلة المختلة؟ وهل سيأتي اليوم الذي يجد فيه العرب حلاً جذريًا لهذه المأساة، أو على الأقل يتخذون موقفًا عمليًا وقويًا في وجه هذه الجرائم؟

summereon

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Open chat
تواصل معنا عن طريق الويتساب
مرحبا
كيف يمكنني مساعدتك ؟